قررت اللّجنة التقنية المختلطة التي تمّ تشكيلها الأسبوع المنصرم من خلال الاجتماع الطارئ الذي ضمّ مختصّين من المعهد الوطني لحماية النباتات والمعهد الوطني للأشجار المثمرة والتمور وكذا مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية، إلى جانب جمعية ممثلي الحوامض بولاية البليدة، الخروج إلى المستثمرات الفلاحية والنظر في أهم الأسباب التي أدّت إلى انتشار الأمراض التي أصابت الأشجار المثمرة بسبب أحد أنواع الحشرات التي عرفت تطورا سريعا في الأيام الماضية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والتي باتت تهدد بشكل خطير الحوامض. وحسب معلومات »صوت الأحرار« التي كانت قد تابعت الموضوع فور الإعلان عنه من قبل المعهد الوطني لحماية النباتات ببوفاريك، فإن هذه اللجنة ستعمل حسب ما سيتوصّل إليه المشرفون على متابعة الأوضاع والخروج بحلول ناجعة للتخلّص من هذه الحشرات التي صنّفها البعض في نوع القرضيات أي ما يعرف بحشرة الرتيلة باللغة العامية. من جهتها استبعدت مديرية الفلاحة على لسان رئيس مصلحة الإنتاج عبري معمر هذه التأويلات، مؤكّدا أنّ هذه الحشرة لم يجزم أمرها بعد، وأوضح أن عملية التشخيص لم يقم بها المختصّون لحدّ الآن، وهو ما يتنافى مع تصريحات المختصين بالمعهد المذكور. وأضاف نفس المصدر، أنّ الحشرات ظهرت منذ ما يقارب الشهر في بعض البساتين والحقول المتيجية من الجهة الغربية والوسطى للولاية كموزاية ووادي العلايق وبوفاريك، وساعدها في ذلك الظروف المناخية التي عاشتها المنطقة كالارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي فاقت 42 درجة مئوية مما خلق جوّا ملائما للتكاثر السريع للحشرات وهو الأمر الذي أرعب فلاّحي المنطقة. وتكمن خطورة هذه الحشرات حسب ما أدلت به مصالح الفلاحة، أنّها تتسبّب في إتلاف أوراق الأشجار ما يؤثّر سلبا على عمليات النمو وبالتالي إتلاف العديد من البساتين والحقول التي تشكّل جزءا كبيرا من النشاط الفلاحي بالبليدة. وأضافت ذات الجهة، أنّه تمّ إحصاء نسبة معتبرة من الخسائر التي تعرضت لها الحقول، ففي 3 هكتار من البساتين تم تسجيل ما بين 5 إلى 30 شجرة أصيبت بالمرض. وفي انتظار التوصّل إلى نتائج التشخيص وإيجاد الدواء المناسب توصي المصالح المعنية كافة الفلاحين بأخذ الحيطة والحذر لحماية منتوجاتهم خاصة الحمضيات، داعية في هذا الإطار إلى التقرّب إلى مصالحها من أجل الاستفسار والحصول على معلومات قيمة تمكنهم من مجابهة هذا الخطر الزاحف على الحقول المتيجية والذي يعرف انتشارا خفيفا منذ سنة 2000 -حسب تأكيدات بعض الفلاحين-. وفي حال وجود أي خطر- أفادت نفس المصادر - يبقى الحل الوحيد أمام الفلاحين قطع الأشجار المصابة لكي لا تنتقل العدوى للأشجار الأخرى، إضافة إلى تكثيف المراقبة الشاملة لعملية القطع.