دائما يبقى الأمل مشروعا ومشرعا على مصراعيه في أن يطمع الفريق الوطني في مونديال البرازيل وذلك برغم خسارته أمام الفريق البلجيكي العتيد الذي تفوق بفعل الخبرة والذكاء والعزيمة العنيدة الهادئة التي جعلته لم يستسلم للصدمة التي أحدثها في بداية المباراة الفريق الجزائري على إثر تسجيله الهدف الأول من خلال ضربة الجزاء.. أقول الأمل يبقى قائما ليس فقط لأن يحقق الفريق الوطني نتائج إيجابية في اللقاءات القادمة وبالتالي تحقيق معجزة العبور إلى الدور الثمن النهائي، بل على الأقل لأن يواصل هذا المشوار ضمن صورة لائقة تجعلنا نفكر في المستقبل بصورة ايجابية تتماشى ومنطق القرن الواحد والعشرين، منطق يقوم على التخطيط من أجل بناء فريق قوي فوق كل اللحظات التي يمليها الارتجال والتسرع والظرفية.. يجب أن يتحول الأداء الذي سيقدمه الفريق الوطني في هذا المونديال إلى دافع حقيقي للتفكير في سياسة رياضية صائبة وجدية تضع نصب عينيها بناء فريق وطني حقيقي من شأنه، أن يكون علامة من العلامات المشجعة على وضع أسس فعلية للرياضة الجزائرية.. فريق وطني بكل معنى الكلمة، لا يمكن توظيف انتصاراته أوهزائمه على صعيد سياسي ظرفي وزائل... اعترف وأنا أتابع مقابلة الفريق الوطني رفقة زملائي في جريدة الجزائر نيوز أنني حلمت بتحقيق المعجزة القاضية على تلك العقدة التي ظلت تكبلنا نحن أبناء المنطقة الإفريقية والعربية باعتبارنا جزءا من ديكور المونديال بدل أن نكون فاعلين حقيقيين، خاصة وأن الإمكانيات المالية والمادية المقدمة هي بالغة الأهمية، لكن هذا الحلم بتحقيق المعجزة سرعان ما تبخر بمجرد أن سجل الفريق البلجيكي هدف التعادل ثم هدف الفوز القاضي عى أحلامنا التي في الحقيقة كانت أحلاما مرتبطة بمنطق إسمه الواقعية.. أجل إن الفرحة ظلت حبيسة أعماقنا برغم أننا كنا قاب قوسين للتعبير عنها في الشوارع.. خاصة والشارع الجزائري هو في أمس الحاجة إليها على الأقل لاسترجاع الثقة في النفس التي يبدو أنها شرعت تتلاشى منذ وقت بفعل شقائه اليومي وانكساراته اليومية في ظل انسداد الآفاق في حياته اليومية.. وليس معنى ذلك هو التشبث ببديل خيالي هو أقرب إلى تحذيرات الذات، بل أن الأمل عندما يتجلى حتى في مجال كرة القدم يستطيع أن يجد طريقه في مجالات أخرى من شأنها أن تجعل من الجزائري استرجاع قدرته على تغيير واقعه دون انتظار معجزة المهدي التي لن تأتي .