كشفت بلدية أولاد سلام التي تبعد عن مدينة باتنة بحوالي 85 كلم يوم السبت عن موروثها الثقافي الأصيل من خلال تظاهرة حول التراث بادرت إلى تنظيمها جمعية "الفنك" للثقافة والفنون المحلية. وجرى حفل الافتتاح في الشارع الرئيسي للمدينة على شطر من الطريق الوطني رقم 77 وذلك في أجواء بهيجة على وقع ألعاب وطلقات البارود التقليدي وكذا أغان ورقصات تراثية عريقة حضر فيها البندير والقصبة بقوة وتألقت فيها كالعادة لاعبة البارود الصغيرة سهيلة امغشوش. أما أجنحة المعرض المقام بالمناسبة فحملت زخم العادات والتقاليد التي تشتهر بها هذه المنطقة من ألبسة تقليدية (البرنوس والملحفة) ومنسوجات (زرابي ومفروشات وفي مقدمتها الحنبل وهو غطاء تقليدي ينسج بالصوف) وأوان طينية وحلي فضية. ولم تغب عن التظاهرة الأواني والمعدات المصنوعة من الحلفاء التي كانت نساء الجهة يبدعن في إنتاجها لمختلف الاستعمالات اليومية كالمفارش والقفف والسلال لتقتصر اليوم حسب أعضاء الجمعية على بعض العائلات فقط وجلها يقطن بتجمعات سكانية معزولة بالبلدية. وتلقى هذه التظاهرة التي تحتضنها على مدار 3 أيام متوسطة الشهيد بوعبد اللة عمار إقبالا كبيرا من طرف الزوار لاسيما أنها الأولى من نوعها بهذه البلدية النائية التي تفتقد إلى الكثير من مرافق الترفيه الشبانية. وجاءت هذه المبادرة حسبما أفاد به رئيس جمعية "الفنك" للفنون والثقافة السيد جمال بلعلوي من أجل التعريف بهذه البلدية وإحياء تراثها العريق ونفض الغبار عن عاداتها وتقاليدها التي أصبحت مهددة بالاندثار. وقد استحسن العديد من شباب بلدية أولاد سلام هذه المبادرة التي لم تشهد مثلها من قبل منطقتهم النائية، حيث صرح أحدهم وهو الشاب كمال بلوصيف (30 سنة) ل«وأج" قائلا: "سكان البلدية وخاصة شبابها في حاجة إلى مثل هذه التظاهرات للترويح عن النفس". وستتوج أيام التراث ببلدية أولاد سلام حسبما علم من رئيس جمعية "الفنك" للفنون والثقافة بحفل فني بالملعب البلدي سينشطه أحد نجوم الأغنية الشاوية العصرية المحلية المطرب جيمي أمازيغ.