تعتبر السينما الألمانية من أعرق السينمات في العالم ومن أكثرها عمقا وأكثرها جدية عبر تاريخها الحافل بالإنجازات. وبدأت السينما الألمانية بالعرض قبل الإخوة لوميير، حيث أن الإخوة سكلادانوفسكي قاموا بتصوير فيلم "الحديقة الشتوية" وعرض للجمهور في مسرح برلين ببداية نوفمبر عام 1895 (أي شهرا قبل عرض الإخوة لوميير التاريخي في الجراند كافيه). وتميزت عبر تاريخها بالسينما التعبيرية الألمانية التي ازدهرت في العشرينيات، وبالموجة الجديدة الألمانية: إنها السينما الملتزمة والمرافقة لأحداث 1968 وأهم مخرجي هذه المدرسة: راينر فاسبندر، فيم فندرز، وهرتزوغ وشولوندروف وبيتر هاندك الذين يعود لهم الفضل في إخراج عدة أفلام نالت شهرة عالمية، أما السينما التعبيرية: بدأت بالظهور بعد الحرب العالمية الأولى وتستوحي تقنياتها واتجاهاتها من المدرسة التعبيرية، وهي حركة فنية ظهرت في أوائل وعشرينيات القرن الماضي وشملت فنون المسرح والتصوير والرسم والنحت والتصميم المعماري والسينما أيضاً. وتعتمد على توظيف الخيال بشكل خارق للعادة، إنها تصوير للحظة ما بعيون ناقدة للواقع المعيش، إنها الشاشة الشيطانية. وكان افتتاح فيلم "خزانة الدكتور كاليغاري" للمخرج "روبرت وين" في شباط من عام 1920 يوافق بداية السينما التعبيرية، وفيه وظف روبرت وين الضوء والرسوم التشكيلية المبالغ بها، مع توظف الظلال والمرايا في تحقيق واقعي للازدواجية التي تعيشها الشخصية، جرأة التجريب وأسلوبه بالتمثيل وتجاهله الواضح للواقعية ولغته البصرية المبتكرة والتجريد والتحريف والتفكيك الصادم أكسبه هوية كإنتاج ينتمي للتعبيرية. وأتى فيلم "نوسفيراتو" 1922 للمخرج "فردريش وليم مورناو" عبارة عن سيمفونية من الرعب بدأت رحلة مشابهة لتأريخ عالم غريب موصوم ب "القتل الجماعي"، مثلما أعلن العنوان الداخلي للفيلم، ورغم أن الفيلم تدور أحداثه في بلدة ألمانية صغيرة ويعتمد على أسطورة مصاصي الدماء القديمة، إلا أنه يرمز إلى تجربة الموت الجماعي أثناء الحرب العالمية الثانية. جاءت المحاولات الأولى مع ظهور الصوت في الفن السينمائي بإنتاج أفلام روايات خيالية، اشتهر بها المخرج الألماني (اريخ مومر)، مثل فيلم (طريق الفردوس)، وكذلك ظهر المخرج (اريك شاريل)، من خلال فيلم (المؤتمر يمرح)، هو فيلم هزلي كوميدي وظف النكات الماجنة في بنية السيناريو، كما كان لظهور السينما الناطقة في ألمانيا تأثير كبير في إنجاز عدد من روائع السينما العالمية مثل فيلم "الملاك الأزرق" للمخرج جوزيف ستيرنبرغ مع الممثلة الأسطورة مارلين ديتريتش باعتباره لوحة فنية فائقة الجمال، ورافقت هذه الفترة ظهور المخرج بابست، وهو يحاول عكس المآسي والألم من خلال فيلمه (أربعة في فرقة المشاة)، في حين عاد فريتز لانغ من جديد في فيلمه (الملعون)، وبجانب ظهور الصوت صعود نجم هتلر وانتشار النازية، وسيطرتها على كل شيء. حيث تغير نمط الإنتاج السينمائي في ألمانيا فتصاعد القوى النازية أدى إلى هجرة العديد من الفنانين السينمائيين المهمين العاملين في ألمانيا، حيث غادر أكثر من 1000 شخص كانوا يعملون في المجال السينمائي ألمانيا هربا من قمع النظام وتضييق مجال التعبير والسجن والقتل، ومن هؤلاء فريتز لانغ وروبيرت سيودماك ومايكل كيرتز. ويعتبر فريتز لانغ من أهم رموزها، قدم أكثر من 30 فيلماً في ألمانياوالولاياتالمتحدة، هو الذي عاش بين 1890 و1976 وكان من أقطاب السينما الألمانية الصامتة، ثم حقق "م." ناطقاً، ليتوجه بعد ذلك إلى فرنسا ومنها إلى الولاياتالمتحدة، حيث صار واحداً من كبار المبدعين في هوليوود، إذ حقق هناك عدداً كبيراً من الأفلام التي أمنت له مكانة مهمة. ومع هذا يظل فيلماه الألمانيان "متروبوليس" و«م." أروع وأغرب ما حقق... والأكثر التباساً وإثارة للأسئلة من بين أفلامه جميعاً. طور أسلوباً بابتكار أجواء من خلال استخدامه للتعبيرية والإضاءة والتحرير. وقد كان لعمل لانغ المبكر في الفن والعمارة أثر واضح في توجهه السينمائي. لقد خسرت ألمانيا نخبتها المثقفة في لحظة وهي التي كانت تعتبر المنافس الوحيد للسينما الأمريكية. مهرجان الأفلام الإيرانية في باريس، فرصة لعرض الأفلام المرفوضة العاصمة الفرنسية باريس استضافت مؤخرا النسخة الثانية من مهرجان الأفلام الإيرانية، الذي عرض خلاله مجموعة هامة من الأعمال السينمائية لمخرجين إيرانيين. أعمال تنوعت بين أفلام وثائقية وأفلام روائية طويلة وأخرى قصيرة إلى جانب أفلام رسوم متحركة. يقول أحد مديري المهرجان بمشادا بوفالي: يطلق على هذا المهرجان "الأفلام الإيرانية" أي بصيغة الجمع، ففكرتنا كانت منذ من البداية إظهار الإنتاج الإيراني على المستوى المحلي، من خلال السينما الإيرانية المستقلة، وأيضا الأفلام التي أنجزت على مدى عشر سنوات خارج إيران، نحن نسعى إلى إقامة حوار بين السينما الإيرانية في الداخل وتلك الموجودة في الخارج. نخبة من المخرجين الإيرانيين الشبان، عرضوا أفلامهم للجمهور الباريسي، من بينهم المخرج الواعد على أحمد زادة الذي قدم أول أفلامه الروائية الطويلة، بعنوان "حزب كامي" الذي يروي فيه رحلة طريق لشباب إيرانيين. الفيلم لم يحصل على ترخيص لعرضه. علي أحمد زاده يتحدث عما يمكن تسميته "سينما إيرانية تحت الأرض" يقول هذا المخرج: "السينما تحت الأرض تولد، عندما يقرر المخرج السير قدما في عمله، دون الحصول على ترخيص أو حتى عندما يحاول البعض من المخرجين عبثا الحصول على ترخيص، أعني عندما لا توافق وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي على نص الفيلم، عندها نتحدث عن فيلم تحت الأرض." «The Shell" عمل سينمائي للمخرج الإيراني مصطفى إل أحمد وفيه يروى قصة سجين حكم عليه بالسجن المؤبد وأفرج عنه بعد قضاء أربعة عشر عاما وراء القضبان، أي عندما ثبتت براءته. الفيلم أنتج في العام 2009 ولم يستطع الوصول إلى قاعات السينما الإيرانية، لكنه عرض في قسم "صالة المرفوضين". يقول أحد مديري المهرجان، نادر تكميل همايون: "صالة المرفوضين" هو إشارة للرسامين الانطباعيين الذين تم التغاضي عنهم، ليصبحوا فيما بعد سادة الرسم ولكن الدولة لم توافق أبدا بصفة رسمية على عرض أعمالهم في الصالات. وهو ما يشبه وضعية العديد من المخرجين الإيرانيين. لذلك، قد تكون هذه فرصة لإظهار أعمالهم، التي نجدها هامة جدا من الناحية السينمائية وكذلك لأنها من الأفلام المحظورة، التي ستعطينا فكرة عن التناقضات الموجودة في السياسة الثقافية الإيرانية". فيلم آخر عرض في قسم "صالة المرفوضين"، وهو فيلم "Rainy Seasons" لمخرجه ماجد برزيغار، والذي يحكي قصة مراهق يجد نفسه وحيدا بعد انشغال والديه بإجراءات الطلاق، فيقرر مواجهة مشاكله بنفسه واتخاذ قرارات رئيسية في حياته. يقول هذا المخرج: "لإنجاز أي نوع من الأعمال السينمائية، علينا الحصول على إذن من وزارة الثقافة والإرشاد، أوما يسمى "ترخيص الإنتاج". بعد إنجاز الفيلم، علينا أن نقدمه إلى قسم آخر في هذه الوزارة، وهو "مجلس فحص المسموح به". يقول أراش نيميان ليورونيوزمن باريس: "أفلام هذا المهرجان قدمت وجهات نظر مختلفة، رغم أنها لم تحصل بالضرورة على ترخيص من المشرفين على صناعة الأفلام في إيران بسبب التعقيدات التي رأيناها. هذا النوع من المهرجانات يمكنه أن يغير الفكرة النمطية حول السينما الإيرانية في أذهان الجمهور الدولي ويمكنه استبدالها بصورة متنوعة وأكثر واقعية." مقتطفات سينمائية: ريان جونسون يكتب ويخرج فيلم "حرب النجوم: الحلقة الثامنة" الجديد المخرج ريان جونسون الذي أخرج فيلم "لوبر"، سيكتب "سيناريو" ويخرج الجزء الثاني من فيلم "حرب النجوم: الحلقة الثامنة، والفيلم من إنتاج شركة والت ديزني. وسيكتب جونسون البالغ من العمر 40 عاماً، والذي كتب وأخرج فيلم "بريك" في 2005، وفيلم "الأخوة بلوم" في 2008، السيناريو التمهيدي للجزء الثالث من الثلاثية "الحلقة التاسعة". ولم يردّ متحدث باسم ديزني على طلب التعليق. كما ستنتج ديزني أفلام "حرب النجوم" الفردية التي ستطلق بين أفلام الثلاثية الجديدة. وأخرج غاريث إدواردز مخرج فيلم "غودزيلا" أول أفلام هذه الثلاثية. "الفن حرام" فيلم روائي قصير يستعرض مشاكل الفن بمصر في 3 دقائق انتهى المخرج الشاب عبد الرحمن حسن، من إخراج الفيلم الروائى القصير "الفن حرام" مدته 3 دقائق، يناقش فيها مشاكل الفن في مصر والصعوبات والمعوقات التي تواجه هذه المهنة، كعدم دعم الفرق المستقلة، وعدم وجود سينما نظيفة، كما يتناول أيضا العقبات التي تواجه أي شخص يخوض تجربة المجال الفني لأول مرة، وهو من إخراج عبد الرحمن حسن ومساعد مخرج نورهان مصطفى ومدير تصوير أحمد جزيرة ومن تصوير عمرو ميكس، وبطولة إبراهيم فضلون ومحمد أشرف وبعض من الوجوه الصاعدة في مجال التمثيل. وعن سبب اختيار المخرج لهذه الفكرة أكد أنها ترجع للمشاكل التى يواجهها الفنانون المستقلون في هذا المجال من ممثلين ومخرجين وغيرهم من انعدام الدعم لفرق الشباب غير المقيدين بالنقابة، بالإضافة للتعجيزات التي يضعها بعض المخرجين وإسفاف المنتجين ودعمهم فقط للفن والأعمال غير الهادفة.