كشف مهرجان "كان" السينمائي أن المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي سيرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، وأفلام الطلبة، في الدورة القادمة، التي ستنعقد في الفترة ما بين 15 و25 ماي (أيار) المُقبل. وتضمّ لجنة التحكيم في عضويتها عدداً من كبار السينمائيين في العالم ، أمثال المخرج التشادي محمد صالح هارون، والفرنسية نعومي لوفوفسكي، والبرازيلية دانيلا توماس، والنرويجي يواكيم ترير. يُذكر أن المخرج الإيراني عباس كياروستامي، سبق أن فاز بالسعفة الذهبية من مهرجان "كان" السينمائي، بفيلمه الشهير "طعم الكرز" عام 1997. حيث تحولت السينما الإيرانية بعد هذا التاريخ إلى ظاهرة لافتة وحضور قوي في المهرجانات الدولية، كالموجتين الإيطالية في الخمسينيات والألمانية في الستينيات. عن أسلوبه السينمائي، سبق لعباس كياروستامي أن تحدث عام 1988: "لم أمتلك أبداً سيناريوهات كاملة لأفلامي، فقط أمتلك خَطّا عاما وشخصية رئيسية في رأسي، ولا أبدأ في تصوير أي شيء إلا حين أجد هذه الشخصية في الواقع، حينها أجعلها تبدأ في الحركة ومُعايشة الحياة عبر بضعة تفاصيل وملاحظات فقط أقوم بوضعها، لذلك فأنا أقترب من شخصيات أفلامي وأسافر عبرها.. ولا أجعلها تتحرّك من خلالي".. ولد عباس كياروستامي في طهران 22 جوان 1940، هو أحد رواد السينما الإيرانية الجديدة، درس الفنون الجميلة في جامعة طهران، وبدأ مهنته كمصمم للإعلانات التجارية. لاحقا، ولكونه جاء مع معهد التطوير الثقافي للشباب، فقد كانت أفلامه الوثائقية المبكرة مكرسة حول تلاميذ المدارس. في مجال صناعة الأفلام، منذ عام 1970، ساهم في أكثر من 40 فيلما عالميا بما فيها أفلام قصيرة ووثائقية. بدأت سينما كياروستامي بشريطه القصير "الخبر والممر" 1970، حيث أسس فيه حساسيته البصرية الأولى، تلاه فيلم "انسحاب" 1972 و«المسافر" 1972 و«التجربة" 1973 و«بدلة العرس" 1976 و«طريق مسدود" 1977 وثلاثية "رستم آباد" و«لقطة مقربة" و«حياة ثم لا شيء" 1992 الذي حدد فيه فلسفته تجاه الحياة والسياسة والنظام والخوف والوجع راصدا الحياة البسيطة للأطفال والمحبين والعجائز بعيدا عما يحصل حولهم كمقدمة لرسمه الطبيعة في "طعم الكرز" كمعادل للانتحار وفوضى الحياة بغنائية شاعر، ويدور الفيلم حول رجل أزمته في من يدفنه بعد انتحاره، لذلك يلجأ من خلال صورة عميقة ومعبرة عن مأساته وحوار مليء بالشجون إلى مجند كردي، وشاب أفغاني، ورجل تركي عجوز له محاولة سابقة في الانتحار. ثم "الريح ستحملنا" (1999) الفائز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي، يدور حول رجل وزميله يعيشان في المدينة، ويذهبان لقرية بعيدة بين الجبال لانتظار موت عجوز، بينما يساعدها أهل القرية جميعاً لتبقى على قيد الحياة. لقد استخدم فيه مقاطع من الشعر الفارسي ضمن الحوار. وقدم فيلمه "نسخة طبق الأصل" عام 2010 مع النجمة جوليت بينوش، وتدور أحداثه في "توسكانة" وتسجل تفاصيل يوم واحد في حياة مالكة معرض تحف قديمة فرنسية الأصل وكاتب إنكليزي، يزور إيطاليا بهدف الترويج لكتابه حول الأصل والتقليد في الفن. بعد أن يلقي محاضرة قصيرة، يزورها في معرضها ويذهبان معاً إلى قرية مجاورة حيث يتناقشان في أشياء كثيرة: الفن، العمل، الأولاد، النساء، الرجال، الحب، السعادة وغيرها. تعتقد صاحبة المقهى أن الكاتب الإنكليزي زوجها. فإلى أي حد سيكون اعتقادها صائباً؟ . وفي فيلمه "آي بي سي إفريقيا" يستعرض فيه محبي الحياة الذي يعيشون وسط كارثة الإيدز التي تحصد الأرواح بينهم. آخر نتاجاته "مثل عاشق"، قصته تتعلق بأكيكو الشابة العاهرة التي تقوم بمهمة زيارة رجل أكاديمي متقاعد هو"تاكاشي". في الصباح التالي يؤدي تاكاشي دور الأب وهو يجول بالمرأة في البلدة ويساعدها في تحاشي خطيبها متقلب المزاج ويناقش معها فلسفة الحياة. إن الفيلم هو لغز ساحر منتج بوعي عميق لحركة الكاميرا وتصميم الصوت والأداء ومن تصريحاته عقب ندوة عرض الفيلم في مهرجان "كان" عند حدوث الاصطدام على الزجاج، خطرت ببالي فكرة إنهاء الفيلم وعرض عبارة "النهاية". ثم قلت لنفسي "لا يمكن أن تكون نهايةً". أدركت أيضا أن فيلمي ليست له بداية. فيلمي لا يبدأ ولا يتنهي. هذا ما يحدث في الحياة. نصل دائما بعد البداية تبدأ الأحداث قبلنا." كياروستامي، لم يكتف بأن يكون سينمائياً ومصوراً، بل آثر أن يكون رساماً أيضاً، وشاعراً، إذ ترجمت له إلى العربية ثلاث مجموعات شعرية هي: "مع الريح" الصادرة عن منشورات "دار الكتاب"، "ذئب متربص" عن وزارة الثقافة السورية، و«غزليات حافظ الشيرازي برواية عباس كياروستامي" عن دار "المدى". اعتبر من أهم صانعي الأفلام في التسعينيات في اثنين من الاستطلاعات التي أجراها نقاد السينما المستقلين وصفه أكيرا كوراساوا عام 1991 بعبارته: "أعتقد أن المخرج الإيراني عباس كياروستامي مخرج استثنائي، الكلمات وحدها لا تستطيع أن تصف مشاعري نحوه، أقترح فقط أن تشاهد أفلامه، وقتها ستدرك ما أعنيه".. وعنه قال جان لوك جودار "السينما تبدأ عند جريفيث، وتنتهي عند عباس كياروستامي".. فيلم "العمياء" يفوز بجائزة التيوليب الذهبية بمهرجان إسطنبول السينمائي انتهت فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان إسطنبول السينمائي الدولي، حيث مثلت السينما والأفلام وصانعوها محور الاهتمام لمدة 15 يوما. لجنة التحكيم برئاسة المخرج الإيراني أصغر فرهادي منحت جائزة التيوليب الذهبية في قسم الأفلام الدولية للفيلم النرويجي "بليند" أو"العمياء" للمخرج اسكيل فوغت، وتدور أحداث الفيلم حول سيدة تحاول إعادة ترتيب أمور حياتها بعد فقدانها حاسة الإبصار. اسكيل فوغت مخرج فيلم "العمياء": "في البداية دارت الفكرة فقط حول مسألة فقدان حاسة الإبصار كموضوع تستطيع أن تخلق منه أحداثا مثيرة سينمائيا. لقد قابلت بالتأكيد أشخاصا فقدوا حاسة الإبصار وأجريت أبحاثا وقد أصبحت المأساة الإنسانية جزءا من القصة." أما في مسابقة الأفلام التركية فحصل فيلم "اي أم نت هيم" أو "أنا لست هو" للمخرج تايفون بيرسيملوغلو على جائزة التويليب الذهبية كأفضل فيلم تركي. وتدور أحداث الفيلم الذي حصل أيضا على جائزتي أفضل سيناريو وموسيقى في المهرجان حول رجل في منتصف العمر يلتقي بامرأة ويبدأ في تقمص شخصية زوجها المسجون. يكرم المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بمدينة وجدة المغربية، الممثلة الجزائرية القديرة بهية راشدي، خلال الدورة الثالثة للتظاهرة الجارية أحداثها منذ يوم الأربعاء الماضي، وحملت شعار "السينما المغاربية، هويات متعددة ولغات متجددة". وحملت الدورة اسم الممثل الراحل حميدو بن مسعود، وعرفت مشاركة سينمائيين من دول المغرب العربي وبلدان أخرى، وعرف تكريم شخصيات فنية تنتمي إلى عوالم السينما والفن والثقافة، على غرار الممثلة بهية راشدي والفنان المغربي يونس مكري، والتونسية سناء يوسف، بالإضافة إلى الكاتب المسرحي المغربي لحسن قناني. وشارك في مسابقة الدورة الثالثة لهذا المهرجان أفلام روائية قصيرة لمخرجين مغاربيين، تشرف عليها لجنة تحكيم ضمت الناقد السينمائي مصطفى المسناوي (رئيس اللجنة)، المخرج التونسي رضا الباهي، الناقد الجزائري نبيل حاجي والممثلة خدوجة صبري من ليبيا، إلى جانب المخرج الموريتاني سالم داندو. وتمّ خلال المهرجان تنظيم ندوة حول "السينما المغاربية.. هويات متعددة ولغات متجددة"، وأخرى حول "السينما المغاربية وأسئلة الممكن". يدخل المخرج التونسي وسيم القربي عمليات مونتاج فيلمه الجديد بعنوان "كيخوت"، الذي انتهى من تصويره في مدينة شنقيط التاريخية، على مسافة 500 كم شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط. وكما يوحي اسم الفيلم، فإنه مُستقى من رائعة سرفانتيس "دون كيخوته"، دون أن يحكيها تماماً، أو يقتدي بها حرفياً، بل ليأخذ من بطلها "دون كيخوته" بعض ملامحه، ويضيف إليها، ويحوّرها، ليصنع منه شخصية تناسب الواقع العربي، في أكثر من بلد منه. يقوم بأداء الأدوار في "كيخوت"، كلّ من الفنان الموريتاني سالم داندو، والممثلة المغربية آمال ستى، إضافة إلى المخرج نفسه، الذي يقوم بأداء دور الديكتاتور، في فيلم يحمل إسقاطات سياسية، ذات علاقة بالراهن العربي، وتحوّلاته، ومآلاته، خاصة مع مرور 3 سنوات منذ انطلاقة موسم "الربيع العربي". ينتظر المخرج الكبير داوود عبد السيد، موافقة المسؤولين بالسيرك القومي بالعجوزة، لاستكمال تصوير مشاهد فيلمه الجديد "قدرات غير عادية". وتقدم عبد السيد والشركة المنتجة بطلب إلى وزارة الثقافة، وتحديداً قطاع السيرك، كي يتمكن من التواجد بين أروقته لمدة أسبوع على الأقل، وحتى الآن لم يحصل داوود على الموافقة، وفور استلامها سيبدأ بتصوير مشاهد العمل المتبقية هناك، وفيما بعد سيتفرغ لتصوير بعض المشاهد الخارجية ليكون الفيلم جاهزاً للعرض. "قدرات غير عادية" يكتبه أيضاً داوود عبد السيد، وتنتجه شركة نيو سينشري، وبطولة نجلاء بدر وخالد أبو النجا، وتدور معظم أحداثه في مدينة الإسكندرية. تعتزم الإمارات العربية المتحدة تنظيم مؤتمر لصناعة السينما في أكتوبر المقبل وذلك بالتزامن مع مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي. وقالت لجنة أبو ظبي للأفلام إن المؤتمر الذي يحمل اسم "ذي سيركل" يقام بمبادرة من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث لمدة ثلاثة أيام، ويتضمن حلقات نقاشية حول صناعة الترفيه. كما يتضمن المؤتمر محاضرات موسعة لصناع السينما، وجلسات للتعاون السينمائي، إلى جانب "منحة الشاشة"، وهي مسابقة في كتابة السيناريو تهدف إلى دعم موهبة سينمائية شابة وتطويرها وإطلاقها. وتبحث حلقات النقاش موضوعات "دور المرأة في الأفلام"، وإنتاج الأفلام الوثائقية، وصناعة أفلام عن تاريخ الطبيعة. وقال مدير لجنة أبو ظبي للأفلام ديفد شيبرد إن مؤتمر "ذي سيركل" يعد تأكيدا لالتزام لجنة أبو ظبي للأفلام بتعزيز مكانة أبو ظبي كمركز إقليمي لصناعة السينما. وأشار شيبرد إلى أن الهدف من المؤتمر هو "إطلاق مبادرات إضافية وحوافز مجزية أمام صناع السينما العالميين للحضور وتبادل معارفهم وخبراتهم". وكانت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث استضافت العام الماضي النسخة الثانية من المؤتمر، في فعالية جمعت عددا من خبراء صناعة الترفيه على مستوى العالم بمن فيهم الممثل والمنتج والمخرج أنطونيو بانديراس والمخرجان سبايك لي وماك جي.