في أول رد فعل رسمي مصري على المعلوماتئالتي ترددت مؤخرا حول شروع الحكومة المصرية في بناء جدار عزل فولاذي في الحدود المشتركة بينها وبين قطاع غزة، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حق بلاده فى فرض سيطرتها على كافة حدودها، موضحا ''إن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، ويجب ألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه''· وقال أبو الغيط، فى حوار مع مجلة ''الأهرام العربي'' فى عددها الذى صدر أمس، ردا على سؤال حول حقيقة ما يتم بناؤه في المنطقة المحاذية لقطاع غزة ''مسألة الجدار أو معدات الجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، ويجب ألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك''· وأكد أن القضية الفلسطينية فى قلب كل مصري وأن المصريين دفعوا الثمن الغالي من أجل تلك القضية، مشيراً إلى أن أرض مصر وأمنها أكبر من أي شيء ونحن على استعداد للتضحية بالكثير من أجل القضية الفلسطينية لاستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكن المأساة الكبرى أن الكثير من القيادات الفلسطينية لا يرون هذه الرؤية، ويرون أن الأيديولوجية والسيطرة على الحكم أكثر قيمة لهم من لم الشمل الفلسطيني وهؤلاء عليهم أن يفكروا كثيرا فى عواقب ما يفعلون، حسب قوله· وتابع الوزير المصري: ''من يقول إن مصر تفرض سيطرتها على حدودها فنؤكد له أن هذا حق كامل لمصر''· وقال إن فكرة عقد مؤتمر للسلام فى موسكو مازالت مطروحة، لافتا إلى أن ''جهد السلام'' متوقف، موضحاً أن الجانب الفرنسى بدأ يتحدث عن كيفية تنشيط جهد السلام وطرح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي هذه الفكرة على الرئيس حسني مبارك فى مباحثاتهما فى باريس فى شهر جويلية الماضى، ووافقه الرئيس مبارك مع عدة نقاط يجب توافرها لكى يكون هذا الجهد ناجحا· وحدد أبو الغيط نقطتين لإنجاح هذا الجهد، أولهما أن تتحرك الولاياتالمتحدة فى هذا السياق، وثانيهما أن يركز الجهد على تحريك المفاوضات وصولا إلى إطلاق إمكانات اقتصادية للتسوية· وأكد وزير الخارجية ضرورة الحصول على ضمانات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالشكل النهائى للتسوية بشكل موثق، معربا عن اعتقاده بأن الفلسطينيين لن يخشوا من التحرك فى هذه الحالة· وعن قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص القضية الفلسطينية أوضح أبو الغيط أن الورقة السويدية التى تم إقرارها بعد التعديل ليست سيئة، بل تعكس الكثير من المواقف الت ترضي العرب، لكنه لفت إلى أن الورقة الأصلية ''كانت فى الأساس أكثر بكثير مما انتهينا إليه، وحاولت أن تأخذ المسألة خطوتين للأمام، ولم يتمكن السويديون من هذا نتيجة لبعض مواقف الأطراف''· وأضاف أنه طالما أن إسرائيل لا تتحرك فإن الفلسطينيين أيضا لن يتحركوا لأنهم لا يستطيعون أن يقبلوا بالطرح الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هناك ديناميكيات ستفرض ثقلها على الموقف الإسرائيلي مثل الموقف الأمريكي الذي لا يقبل الفشل، والموقف الأوروبي الذي شاهدناه يتحدث بشكل قوي رغم تحفظاتنا على بعض النقاط، وكذلك الوضع الإسرائيلي الداخلي الذى لا يرضى أن تبقى الأمور جامدة هكذا·