أجهضت أمس، قوات الأمن، مسيرة كان مقررا تنظيمها من وسط مدينة غرداية باتجاه الولاية، حيث انتشرت عناصر الأمن معززة بقوات مكافحة الشغب بوسط المدينة وفرقت المحتجين بشكل مستعجل فور وصولهم إلى وسط المدينة مما حال دون تنظيمها. وجندت السلطات العمومية منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس المئات من عناصر الأمن الوطني وقوات مكافحة الشغب والدرك الوطني لإجهاض المسيرة التي كان مقرر تنظيمها من وسط المدينة باتجاه مقر الولاية، وقد قامت ذات العناصر بتفريق المحتجين بمجرد وصولهم إلى وسط المدينة مما حال دون تنظيم الحركة الاحتجاجية، وقد أبدى هؤلاء استياءهم من إجهاض حركتهم الاحتجاجية التي كانت ستنظم بشكل سلمي وقرر هؤلاء التمسك بالاحتجاج، حيث من المقرر أن يتم تنظيم مسيرة أخرى اليوم . من جهة أخرى، أشارت أنباء من وسط المحتجين إلى رفض عائلة المرحوم أوجانة دفنه إلا بإلقاء القبض عن الجاني، كما يقولون. وفيما يخص حصيلة المواجهات، فقد تم تسجيل تضارب عن عدد ضحايا في صفوف عناصر الدرك، حيث أشارت بعض المصادر إلى جرح اثنين إلى أربعة، فيما كانت للإشاعة مكانتها، وذلك بانتشار أخبار عن وفاة اثنين منهما. إلى ذلك نظم صباح أمس، العشرات من المزابيين، اعتصاما أمام مقر دار الصحافة طاهر جاووت بالعاصمة، احتجاجا على ما وصفوه بالإهمال والتصفية الواقعة ضدهم منذ 7 أشهر من الأزمة التي تشهدها ولاية غرداية، مطالبين بضرورة تطبيق قوانين الجمهورية بكل صرامة على كل مجرم ومتسبب في أعمال العنف سواء كان إباضيا أو مالكيا ومحاسبة كل المتورطين دون استثناء للقضاء على الفتنة وإيقاف "الإبادة" التي يتعرض لها المزابيون بغرداية. ورفع المحتجون خلال الوقفة السلمية شعارات عديدة حتى وإن اختلفت مضامينها، إلا أنها اتفقت على مطلب واحد يخص توفير الأمن بغرداية وحمايتهم من كل ما سموه ب«الانتهاكات التي تطال بعضهم" "غرداية تستغيث"، "هل يعلم رئيس الجمهورية بما يحدث في غرداية؟"، "لا مزايدة على وطنية الميزابيين التي ضحوا عليها بدماءهم"، "لا لسياسة التمييز العنصري"، "أوقفوا إبادة بني مزاب، أوقفوا الفتنة لا نريد النار بغرداية". كما تعالت أصوات المحتجين الذين رددوا النشيد الوطني، منادين لأجل ترسيخ الوحدة الوطنية "إباضية مالكية قوة قوة وطنية"، وردد المحتجون أيضا أسماء ضحايا أزمة غرداية، مؤكدين أن أسماءهم ستبقى راسخة في أذهان سكان غرداية إلى الأبد، وقال أحد المعتصمين ممثل عن المجتمع المدني جابر باعمار بأن الحركة الاحتجاجية تهدف إلى إبلاغ الرأي العام بضرورة وقف نار الفتنة بغرداية التي تعرف غيابا كليا للأمن. ونفى المتحدث أن يكون الصراع الذي تعرفه الولاية مذهبا إلا أنه قال إن نار الفتنة أتت على الأخضر واليابس وتسببت في مقتل شخصين مؤخرا أحدهما ذكر تقرير الوالي بأنه توفي نتيجة حادث مرور.