أصيب منذ الأربعاء الماضي إلى السبت، أكثر من 30 شخصا من بينهم 6 أشخاص في حالة جد خطيرة، كما تعرض 50 محلا تجاريا للتخريب والنهب قبل إضرام النار فيها عبر عدد من أحياء مدينة غرداية إثر تجدد المواجهات بين مجموعات من الشباب. وكشف المكلف بالإعلام بمجلس الأعيان دحماني صالح عن اندلاع المواجهات منذ الأربعاء الماضي ليلا تخللتها اشتباكات عنيفة بين شباب ولاية غرداية استمرت إلى غاية أمس بأحياء ثنية المخزن، باب السعد، العين وساحة السوق، حاج مسعود وقصر "مليكة" بوسط مدينة غرداية، وتحولت الأحياء المعنية خصوصا حي حاج مسعود وقصر مليكة إلى مسرح لمواجهات عنيفة تخللتها أعمال رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة ومواد أخرى مشتعلة تمثلت في الرشق بالمولوتوف واستعمال كل أنواع الأسلحة البيضاء مما تسبب في جرح 30 شخصا يوجد من بينهم 6 أشخاص أصيبوا بحروق وتشوهات جراء تعرضهم لسوائل خطيرة. وأكد المتحدث أن المناوشات امتدت بشكل تصعيدي إلى أحياء أخرى، لاسيما منها وسط المدينة، حيث شهدت أعمال تخريب ونهب للمحلات التي ترجع ل«بني مزاب"، مضيفا أن شباب بني مزاب ولدى تدخلهم لإنقاذ ممتلكاتهم وإبعاد الخطر عن أحيائهم تدخلت عناصر الشرطة واعتقلت منهم 11 شابا بطريقة تعسفية. من جهة أخرى، احتج أمس العشرات من سكان ومواطني غرداية أمام دار الصحافة "طاهر جاووت" بالعاصمة، مطالبين السلطة بأن تضرب بيد من حديد، كما وعدهم وزير الداخلية من أجل إيقاف النهب في المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن فيها، مؤكدين أنهم من المستحيل أن يسمحوا بأن يكونوا أجندة سياسية خلال الحملة الانتخابية الحالية. وأوضح أحد الممثلين عن المحتجين أن ما يحدث في بني ميزاب من أحداث ومناوشات لا علاقة له بالاختلاف المذهبي بين الإباضيين والمالكيين، مؤكدا تعايش المذهبين تحت علم بلد واحد، ولطالما ضحيا من أجله، مطالبا باسم كل الميزابيين الحكومة بالتدخل العاجل لإرجاع الهدوء الذي انعدم منذ ديسمبر الماضي، قائلا "كفانا 5 موتى، كفانا دمارا وخرابا لممتلكاتنا". أعيان الولاية يوجهون نداء استغاثة لرئيس الجمهورية في هاته الأثناء وجه أعيان من بني ميزاب نداء استغاثة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتدخل العاجل، وإنقاذ المواطنين من حرب المواجهات المتجددة بين العرب "المالكيين" وبني ميزاب "الإباضيين". وجاء في نداء الاستغاثة المرسل لرئيس الجمهورية، أن منطقة بني مزاب تخرب وتحترق وهي مفتوحة ومعرضة لأن تتحول إلى حرب طائفية. كما طالب الأعيان بحقهم الدستوري في أمن الأشخاص والممتلكات، كون الأوضاع تأزمت إثر انسحاب قوات الأمن من بعض المناطق الحساسة لأكثر من 48 ساعة، مضيفين "نحن نستنجد قبل فوات الأوان، فوالي الولاية ورغم تحذيراتنا المسبقة له منذ 3 أيام بخطورة الوضع جراء هذا الانسحاب، لم يأخذ الأمر بجدية". كما حملوا الوالي المسؤولية قائلين "إننا نحمله المسؤولية كاملة أمام الله والوطن والتاريخ". من جهة أخرى، أكد عضو من أعيان الإباضيين الحاج عيسى فخار ياسين، أن الأوضاع كارثية بغرداية أكثر من ذي قبل، وأصبحت الفوضى تعم في كل مكان، وأضحت ظاهرة السرقة والحرق بسبب ودون سبب، لأن يضيف البيان القانون لا يطبق بغرداية. كما أوقفت مصالح الأمن خلال ظهيرة أمس، ما لا يقل عن 10 أشخاص في حي بني مرزوق ببلدية غرداية خلال المداهمات التي قامت بها والتي لا تزال مستمرة لحد اللحظة. أما في حي بومرافق، فقد مكنت تعزيزات الأمن والدرك من السيطرة على الحي، ومفترق طرق مليكة وحي الحاج مسعود.