ناشد مجلس أعيان الميزابيين الإباضيين لقصر غرداية، في رسالة وجهها أمس إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التدخل شخصيا لحقن الدماء في غرداية، مطالبين إياه بتطبيق أحكام الدستور وقوانين الجمهورية التي تكفل سلامة الأشخاص والممتلكات، وإطفاء نار الفتنة التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ولقد أسفرت المواجهات بين قوات الدرك والشباب الميزابي عن حرق 3 منازل بحي بابا السعد وقصر الجرايط إلى جانب تسجيل إصابات في صفوف أعوان الدرك. وجه مجلس أعيان الميزابيين الإباضيين لقصر غرداية، أمس، رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ناشدوه من خلالها التدخل شخصيا لوقف الفوضى بالمنطقة وحقن الدماء في ظل تواصل سقوط الضحايا، وجاء في نص الرسالة التي حملت توقيع 7 أعضاء من المجلس أن »الميزابيين يطالبون رئيس الجمهورية التدخل لفرض سياسة جديدة تطبق على كل الجزائريين دون تمييز«، ودعا أصحاب الرسالة رئيس الجمهورية إلى »تطبيق وبكل صرامة أحكام المادة 24 من الدستور التي تنص على أن الدولة مسؤولة على أمن الأشخاص والممتلكات«، وكذا تطبيق قوانين الجمهورية و»إخراج مؤسسات الدولة من مستنقع الطائفية التي تحاول بعض الأطراف التي تحرك خيوط الأزمة في غرداية جرهم إليه لإطالة الأزمة«. وشددت رسالة مجلس أعيان الميزابيين الإباضيين على ضرورة التزام رئاسة الجمهورية وجميع مؤسساتها بالبقاء في خدمة الشعب لتقديم أي مساهمة، لافتين إلى أن الميزابيين يعيشون بشكل يومي اعتداءات ويسجلون حصيلة ثقيلة من رجال وشباب في مقتبل العمر عذبوا ونكلوا، مذكرين بسقوط ضحيتين خلال شهر رمضان المعظم، تضافان إلى ثمانية قتلى سقطوا منذ اندلاع الفوضى بغرداية قبل ثمانية أشهر. وأعاب المزابيون ما أسموه »تزوير السلطات المحلية للحقائق« من خلال تصنيف حالات الوفاة ضمن حوادث السير، مشيرين إلى أن ذلك يزيد من معاناة المزابيين الذين يجدون أنفسهم بين نار التقتيل ونار إخفاء الحقيقة واللاعقاب، حيث تعيش مدينة غرداية أيام وليالي شهر رمضان المعظم في فوضى المناوشات بين الشباب المزابيين وقوات الدرك الوطني الذين اتهموهم بالتغطية على المجرمين والمخربين من خلال العمل على حمايتهم. من جهة أخرى، كشف شهود عيان ل»صوت الأحرار« عن تواصل المواجهات بين قوات الدرك والشباب ليلة السبت إلى الأحد، خلفت حرق 3 منازل بحي بابا السعد وقصر الجرايط وإصابات في أوساط الدرك الوطني التي تدخلت لوضع حد لأعمال الشغب. ومن جهته، كشف عضو هيئة التنسيق والمتابعة لأحداث غرداية، خضير باباز في اتصال ب »صوت الأحرار« عما وصفه »تعفن الوضع في غرداية« في ظل تواصل المواجهات والمناوشات، مشددا على ضرورة الدخل الفوري للحكومة لوضع حد للأزمة التي قال إنها خارجة عن نطاق السلطات الولائية، إلى ذلك، دعا باباز إلى ضرورة تنصيب لجنة تحقيق تتكون من شخصيات وطنية لتقصي الحقائق في غرداية وكشف الأطراف التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار الوطني عبر بوابة غرداية. ولقد عادت منتصف ليلة السبت إلى غاية صلاة الصبح من يوم الأحد، المواجهات إلى حي بابا سعد وسط مدينة غرداية بين شباب بني ميزاب وعرب الشعانبة، وأسفرت الحصيلة الأولية عن سقوط عدة جرحى وحرق منازل ومحلات تجارية.