ثلاثة أسابيع إضافية للاتفاق على صفقة شاليط أفادت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح أمس الأربعاء، أن إسرائيل وفي ردها الأخير على ''حماس'' اشترطت إبعاد 120 أسير، سيتم الإفراج عنهم، إلى قطاع غزة أو إلى الخارج، ولن يسمح لهم بالبقاء في الضفة الغربية، ومن المنتظر وصول الوسيط الألماني إلى قطاع غزة نهار اليوم لتسليم الرد إلى حركة حماس· وقالت الصحف، إن المفاوضات بين الطرفين، ربما تستمر حتى نهاية ديسمبر الحالي، أو منتصف جانفي القادم· وفي هذا السياق، كتب المحلل العسكري في ''يديعوت احرونوت''، اليكس فيشمان، يقول، إن الوسيط الألماني اقترح فترة ثلاثة أسابيع كي يتم خلالها إتمام الصفقة· وقال، إن الوسيط الألماني نقل الموقف الإسرائيلي إلى حماس الليلة الماضية، وأنه سيعود إلى ألمانيا لقضاء عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وعليه فإن عودة الوسيط الألماني إلى المنطقة لن تكون قبل ثلاثة أسابيع من اليوم· مع ذلك، فسيترك الوسيط الألماني مندوبين عنه في المنطقة لمتابعة الأمور، ومع انتهاء فترة الأسابيع الثلاثة، تكون حماس ملزمة بالرد على الموقف الإسرائيلي· وأضاف، إن الوسيط الألماني، الذي يحظر الكشف عن هويته، لن يستطيع البقاء في هذه المهمة، لأنه سيتسلم مهمة جديدة عما قريب· ونقل فيشمان عن مصادر مقربة من المفاوضات قولها، إن الوسيط الألماني لم يقدم إنذارا نهائيا للطرفين، بل عرض توصية مفادها ضرورة الانتهاء من القضية قبل انقضاء الأسابيع الثلاثة، وإلا فإنه سينتقل إلى مهمة أخرى، وسيتعين على الطرفين التعامل مع وسيط جديد سيحتاج لفترة طويلة من الزمن لدراسة القضية وتفاصيلها· إيران لاعب أساسي في الصفقة وكشف فيشمان، نقلا عن مصادر استخبارية غربية، النقاب عن مشاركة إيرانية كبيرة في مفاوضات تبادل الأسرى، وقال، إن المعلومات الواردة من هذه الجهات الإستخبارية تفيد أن إيران ستعمل على تصليب موقف حماس في الصفقة· وأشارت المعلومات إلى أن طهران استدعت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عدة مرات للحضور إليها خلال فترة المفاوضات حول شاليط، وفي إحدى هذه المرات، التقى مشعل بزعيم حزب الله، حسن نصر الله، وتم ترتيب اللقاء من قبل المخابرات الإيرانية· وحسب هذه المصادر، فقد نصحت المخابرات الإيرانية مشعل بإطالة مدة التفاوض مع إسرائيل قدر الإمكان حتى ترتفع قيمة الصفقة في اللحظة الأخيرة، وأنه يحظر على حركة ''حماس'' الاستسلام مقابل أي ثمن· كما أفادت المعلومات الإستخبارية، أن ممثلين عن المخابرات الإيرانية موجودون الآن في دمشق إلى جانب خالد مشعل، بانتظار الوثيقة التي سيقدمها الوسيط الألماني، والتي تضم الرد الإسرائيلي على مطالب ''حماس''· وتعتقد دوائر الاستخبارات الغربية، أن إيران ليست معنية بإتمام الصفقة، وقد تمارس ضغوطا على ''حماس'' لتعيد فتح ملف المفاوضات من جديد، حتى تحظى بصفقة أفضل، لا سيما بعد الموقف الإسرائيلي الأخير الذي يتحدث عن إبعاد عدد كبير من الذين سيفرج عنهم إلى خارج الضفة الغربية· ونقلت ''يديعوت احرونوت'' تصريحات أدلى بها القيادي في ''حماس''، أسامة حمدان، اتهم فيها إسرائيل بتسريب المعلومات حول نيتها إبعاد أكثر من مائة أسير محرر إلى قطاع غزة ''حتى تنزع جمالية الانتصار التاريخي'' الذي ستحققه حركة ''حماس''· الوزراء السبعة تبنوا تحفظات ديسكين وحول مداولات المجلس الوزاري المصغر، الذي ركز على الصفقة في الأيام القليلة الماضية، قالت معاريف، إن الوزراء التقوا وناقشوا كل نقطة واردة في المطالب التي قدمتها ''حماس''، وأنهم تبنوا إلى حد كبير التحفظات التي طرحها، رئيس المخابرات العامة يوفال ديسكين، حول الصفقة· وبناء على ذلك، حظي الرد الإسرائيلي الذي تم تسليمه إلى الوسيط الألماني بموافقة جميع الوزراء السبعة، وذكرت الصحيفة أن حكومة أولمرت وافقت على الإفراج عن 325 أسير من بين القائمة التي قدمتها ''حماس''، والمكونة من 450 أسير، ورفضت الإفراج عن 125 من ذوي الأحكام العالية· وبناء على ذلك، أعادت ''حماس'' صياغة القائمة، وقدمت أسماء جديدة اختارت إسرائيل من بينها 120 سيتم إبعادهم إلى خارج الضفة الغربية، (بمعنى أن خمسة من الأسماء بقيت قيد التحفظ ويبدو أن إسرائيل لن تفرج عنهم أبدا)· ويتمحور الخلاف الآن حول الأسرى الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم، إضافة إلى الخلاف حول من سيتم إبعاده إلى قطاع غزة، ومن سيبعد إلى الخارج· أما عن ''حماس''، فقد نقلت الصحف عن مصادر رفيعة فيها قولها، إن الحركة قدمت أقصى ما لديها، وأنها لن تتنازل قيد أنملة بعد الآن، وذكر مراسل صحيفة ''معاريف'' للشؤون الفلسطينية، عاميت كوهين، أن ''حماس'' تتصرف بغرابة، إذ توافق على منح إسرائيل ما يلزمها من الوقت لاتخاذ قرار حول الصفقة، ولكنها، أي ''حماس''، تريد أن تعلن في الوقت ذاته أن ذلك لا يعني أنها على استعداد لتليين موقفها أو مطالبها· نتنياهو لا يريد ويرغب في توجيه اللوم لحماس نقلت الصحف العبرية باهتمام بالغ، النبأ الذي أوردته شبكة فوكس الإخبارية الأمريكية المتلفزة الليلة الماضية، وقالت فيه إن نتنياهو لم يرغب في إتمام صفقة شاليط، وأنه أثار مطالب مختلفة بطريقة تجعل حماس تبدو وكأنها الطرف الذي رفض الصفقة· لكن مكتب نتنياهو نفى النبأ، وقال إن هناك رغبة حقيقية في التوصل إلى صفقة تضمن أمن المواطنين في إسرائيل وتمنع تعرضهم للقتل· وفي لقاء جمع نتنياهو بمندوبين عن مجموعة ''الماغور لضحايا الإرهاب'' قال رئيس الوزراء، إن الاعتبارين الأساسيين لديه في معالجة قضية شاليط هما استعادة الجندي المخطوف، والحفاظ على أمن الإسرائيليين، وحمايتهم من هجمات مستقبلية· ولإعطاء فكرة أوضح عن موقف نتنياهو من الصفقة مع ''حماس''، نشير إلى تصريحات أدلى بها مستشار نتنياهو للأمن القومي، عوزي اراد، واتهم فيها رئيس الأركان، غابي اشكنازي، بأنه يتصرف كرئيس للجنة آباء الجنود في الجيش، وليس كقائد أعلى للقوات، وذلك في إشارة من طرف خفي إلى موقف اشكنازي المؤيد للصفقة، بشكلها الذي كانت عليه قبل التحفظات التي أضافها نتنياهو· واضطر اراد لتقديم الاعتذار لرئيس الأركان في لقاء جمعهما الليلة الماضية، وعندما سئل نتنياهو عن مبادرة اراد، أعرب عن رضاه لتسوية الأمر بين الرجلين· مساعٍ حثيثة لشق كاديما على الجانب الآخر مما يجري في أروقة ديوان رئيس الوزراء، ورد أن كلا من نتنياهو وباراك في الأيام الأخيرة يناقشان كيف يمكن شق حزب كاديما المعارض· وتقوم فكرة الرجلين، على إقناع سبعة أعضاء من كاديما بالانشقاق، حتى يصبح هذا التحرك قانونيا، ويحظى أصحابه بشرعية الانفصال عن الحزب، والانضمام فيما بعد إلى الائتلاف الحاكم· ونشرت ''يديعوت أحرونوت'' تقريرا تحت عنوان ''أجندة نتنياهو: صفقة شاليط وتفكيك كاديما''، يعكس بحد ذاته حقيقة ما يجري· وحسب بعض التقارير، فقد عرضت على هؤلاء مناصب رفيعة، منها حقائب وزارية، أو نيابة وزراء أو غيرها، ومن بين السبعة المستهدفين يسرائيل حسون، رونيت تيروش و شاي حرميش· وانتقدت مصادر حزب كاديما خطوات نتنياهو في هذا السياق، ووصفت اهتمام نتنياهو بقضايا من هذا القبيل بالعار، في وقت تعيش إسرائيل مسألة في غاية الحساسية، أي موضوع الصفقة مع ''حماس''· وانتقد ناحوم بارنيع، في ''يديعوت احرونوت''، نتنياهو لأنه وضع قضية شاليط على الرف لفترة من الزمن حتى يتفرغ لإطالة أمد حكومته· وجاء تقريره تحت عنوان ''لا للإفراج عن شاليط، ولكن نعم للبقاء في الحكم''، ويختصر هذا العنوان الصورة بحيث لم تعد بحاجة إلى أي شرح· وقارن بارنيع بين نتنياهو وباراك من جهة، ورئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الأخير عرض بعض المغريات على عضو كنيست واحد، كي يضمن تأييده السياسي، ولكن مع فارق كبير، كما يقول بارنيع، هو أن رابين كان يتمتع برؤية سياسية، وليس كما نتنياهو أو باراك، اللذين لا يملكان سوى الرغبة في الحفاظ على الائتلاف الوزاري حيا· الفاتيكان وإسرائيل: توتر لا ينتهي عاد التوتر من جديد إلى العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان على خلفية القرار الذي اتخذ بتقديس البابا بيوس الثاني عشر· ووصفت إسرائيل القرار بأنه غير موفق وغير مناسب، مع أنها أشارت إلى رغبتها في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للكنيسة الكاثوليكية· وجاء في بيان لديوان الحاخام الأكبر في إسرائيل، أن تقديس الباب بيوس الثاني عشر يلحق الألم والإحراج بعدد كبير ممن بقوا على قيد الحياة من ضحايا النازية· وتتهم إسرائيل البابا بيوس الثاني عشر بأنه لم يفعل شيئا لمساعدة اليهود خلال المذابح النازية التي تعرضوا لها·