أطلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس سراح 19 أسيرة فلسطينية ضمن صفقة التبادل المعلن عنها قبل يومين بالإفراج عن 20 أسيرة مقابل حصولها على معلومات تؤكد أن الجندي المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط لا يزال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة. ونفذت الصفقة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس برعاية الوسيطين المصري والألماني عبر مرحلتين حيث أطلق سراح 19 أسيرة من معتقل غوفر بالقرب من رام الله بالضفة الغربية ويتوقع الإفراج عن الأسيرة العشرين غدا الأحد. وكانت حكومة الاحتلال أطلقت سراح الأسيرة براءة ملكي البالغة 15 عاما أول أمس خارج إطار هذه الصفقة. وتنتمي الأسيرات المفرج عنهن إلى الضفة الغربية في حين تم نقل واحدة فقط إلى قطاع غزة كما ينتمين إلى فصائل فلسطينية مختلفة وهو ما أثار ارتياح الفلسطينيين الذين استقبلوا بحفاوة حارة الأسيرات المحررات. وتمت عملية الإفراج بعدما تحصلت إسرائيل على شريط فيديو حديث مدته دقيقتين و30 ثانية اظهر أن الجندي شاليط لا يزال على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة حيث دعا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس من اجل تحريره في أسرع وقت ممكن. وقد أوفدت السلطة الفلسطينية وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع لاستقبال الأسيرات عند حاجز عوفر العسكري إلى جانب حشد كبير من أهالي وذوي الأسيرات المحررات. وقال قراقع "نحن سعيدون بالإفراج عن الأسيرات ونتمنى أن تكتمل الفرحة بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وخاصة القدامى وكبار السن والأسيرات والأسرى المرضى." وتعتبر هذه العملية مرحلة أولى في مسار طويل قد يقود في النهاية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006 مقابل الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين. وتطالب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالإفراج عن ألفي أسير ممن تحدد هي قائمتهم الاسمية وهو الأمر الذي كانت ترفضه حكومة الاحتلال. هذه الأخيرة التي سبق وأطلقت سراح بعض الأسرى الفلسطينيين المحسوبين على حركة التحرير الفلسطينية "فتح" فيما وصفته ببادرة حسن نية اتجاه الرئيس عباس لكن في مسعى إلى تعميق الشرخ أكثر بين حركتي فتح وحماس. ويوجد في معتقلات الاحتلال 11 ألف أسير فلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ من بينهم 100 أسير قضوا أكثر من 20 عاما و12 منهم قضوا أكثر من ربع قرن وثلاثة أسرى قضوا حوالي ثلاثة عقود. ويعاني هؤلاء أسوء الظروف ويتعرضون لممارسات وانتهاكات متواصلة على يد قوات الاحتلال ومحرومين من أدنى الحقوق الذي يضمنها لهم القانون الدولي مثل الاستفادة من زيارة الأهل والحق في العناية الطبية إلى غيرها من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.