قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الوسيط في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' أبلغ الطرفين أنه سيتخلى عن المهمة مالم يتوصلا إلى اتفاق في وقت قريب، قال عباس إن المفاوض الألماني الذي ظلت هويته غير معلومة حدد مدة ''نحو أسبوعين أو ثلاثة'' من أجل اتفاق الطرفين على التبادل. وحدد الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل مهلة لإتمامها، مهددًا بالتخلي عن الوساطة إذا لم يتوصل الطرفان لاتفاق خلال المهلة. ونقلت مصادر إعلامية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله ''علمت من إسرائيل وليس من أحد آخر أن الوسيط الألماني أعطى مدة محددة وإذا لم تحل صفقة التبادل فسيوقف التفاوض بين الجانبين''. وتتوسط مصر وألمانيا من أجل اتفاق لتبادل الأسرى، سيطلق بموجبه سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل ما يقارب ألف سجين من بين 11 ألف سجين من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وكانت تقارير صحافية قد أفادت، في وقت سابق، بأن آرنست أورلاو، الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل هدد بالانسحاب بسبب التعنت الإسرائيلي. وقالت المصادر إن ''أورلاو يشعر بأن تعنت إسرائيل في الصفقة سيؤدي إلى فشلها، وبناء عليه هدد إسرائيل بسحب وساطته في حال لم تقدم تنازلات من شأنها أن تتيح توقيع الصفقة''. وأوضحت أن العقبات التي تحول دون إتمام الصفقة تتمثل في رفض إسرائيل إطلاق أسرى القدس ال ,44 وأسرى مناطق ال 48 المحتلة العشرين، وأسير واحد من الجولان، وجميعهم معتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو، فضلًا عن إصرارها على إبعاد نحو 125 إلى القطاع والخارج. أوضح مصدر في حركة حماس أن الخلاف الحالي مع إسرائيل حول صفقة الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة يدور حول 10 أسماء فقط، تطالب حماس بالإفراج عنهم بينما تعتبرهم إسرائيل خطرا على أمنها. وعلى صعيدٍ آخر، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط''قلنا للإسرائيليين إنهم إذا كانوا يريدون استعادة جنديهم فعليهم أن يدفعوا الثمن الذي يطلبه الفلسطينيون''، وأضاف ''على إسرائيل أن لا تبالغ في مطالبها''. وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، قد أعلن، في وقتٍ سابق، أن تل أبيب مضطرة لدفع ثمن باهظ من أجل استعادة الجندي جلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، وبرر بيريز دفع هذا الثمن بالقول ''لقد حاولنا في الماضي الإفراج عن جنود أسرى ولكن كان يقتل لنا جندي آخر خلال عمليات الإفراج بدلًا من الإفراج عن الأسير''.