تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته الرابعة المقام في قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح إلى غاية الثلاثين من الشهر الحالي من خلال سهراته الفنية التي تحييها عدة فرق وطنية بالإضافة إلى عدة فرق قادمة من دول أوربية وقارة أسيا، بالإضافة إلى مجموعة من المحاضرات والتكريمات التي تقام على هامش المهرجان· كانت سهرة الخميس الماضي مميزة، حيث أحيتها فرقتان أبدعتا في برنامجهما الموسيقي للسهرة، فقد كانت كل من فرقة ''التستور'' التونسية وفرقة ''طرب'' الإيرانية في الموعد مع الجمهور الجزائري في السهرة الرابعة من عمر المهرجان· تتكون فرقة ''طرب'' الإيرانية التي يترأسها العازف الإيراني على آلة ''السنتور'' حسان تبار من أربعة عازفين آخريين جمعوا خصيصا للمشاركة في المهرجان، كلهم متخصصون في موسيقى ''الرديف'' التقليدية الإيرانية· جمع الموسيقي الإيراني تبار في هذه المجموعة شبابا موهوبين ومتمكنين من هذه الموسيقى تتقدمهم المغنية سارانج سيفيزادح التي أبهرت الحضور بصوتها القوي، بالإضافة إلى أخيها ارجانغ على آلة النشور الطار، سهيل زادغي على آلة الكامنشي وسهيل رزغ على آلة التومباكت. المجموعة التي قدمت عدة مقطوعات موسيقية إيرانية استطاع من خلالها الجمهور الجزائري التقرب أكثر منها والتعرف على مقومات الموسيقى الإيرانية التي تعتمد كثيرا على الآلات الوترية التقليدية· كانت فرقة التستور التونسية تحت قيادة كل من محمد جريدي وفتحي فرياني في الموعد مع الجمهور الجزائري أيضا، حيث قدمت مجموعة من روائع المالوف التونسي القريبة نوعا ما إلى المتلقي الجزائري، فرقة التستور المنتمية إلى مدرسة عريقة في تونسي تدعي ''شيوخ التستور'' تؤدي المالوف التونسي في نسخته الأصلية أو ما يسمى ''الخام '' بدون أي آلة سمعية بل تعتمد فقط على الآلات الإيقاعية على طريقة الغناء الصوفي، والطريقة العيساوية المعروفة في الجزائر، وهي الطريقة التي تمتلك كثيرا من المحبين·