تحل، علينا، الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هذه الحرب التي ارتقى خلالها 1450 شهيدا و5 آلاف جريح، وخلفت وراءها دمارا وخرابا لا يزال يعاني منه مليون وربع المليون مواطن في قطاع غزة· هؤلاء المواطنون في غزة الذين خذلهم العالم، واستمع فقط إلى الشعارات، يؤكدون أن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لم تقم بواجبها تجاه القطاع· وهذا ما أكده، جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بالقول: ''إن للمجتمع الدولي جانب من المؤولية عن تواصل حصار غزة وعدم إعماره رغم مرور عام على الحرب الإسرائيلية، والمجتمع الدولي لم يقم بدوره المطلوب أخلاقيا وقانونياً وإنسانياً تجاه إنهاء حصار غزة وبدء إعادة إعمار ما دمره جيش الإحتلال في الحرب''· وأضاف ''نستمع من مسؤولين ومنظمات حقوقية ودولية تقارير وتصريحات علنية تظهر تأييدا وتعاطفا مع الشعب المحاصر، لكن ذلك لم يترجم حقيقة وتحركاً على أرض الواقع، رغم وجود تأييد وتعاطف شعبي في أوروبا ضد الحصار، إلا أن الحكومات لم تقم بدورها''· فإسرائيل لم تتورع عن استخدام السلاح المحرم دوليا، ضد المدنيين، وهذا ما أشار إليه اليوم أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي في هذه الذكرى، حيث دعا إلى تقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية على ما اقترفوه من ''جرائم حرب خلال العدوان على غزة''· وأضاف أن إسرائيل ''استخدمت أسلحة محرمة دولية مثل الفوسفور الأبيض، وقنابل الدمدم وقنابل تطلق شظايا لقطع الأطراف، ما أدى إلى بتر أطراف مئات المواطنين، غالبيتهم من الأطفال، واستهداف المدارس والمؤسسات العامة والمنازل الآهلة بالسكان''· الحرب لم تخضع قطاع غزة، بل غزة لا تزال مستعدة للمقاومة والصمود، رغم ما تعانيه من ضرر، حيثا قال المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني المختص في الشؤون الإسرائيلية، برهوم جرايسي، من فلسطينالمحتلة عام 48: ''إن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على المدنيين في قطاع غزة، والجرائم التي ارتكبت هناك، تعد من أفظع الجرائم التي ارتكبت من قبل إسرائيل، وأنها فشلت في تركيع القطاع''· إذن، وفي هذه الذكرى، على العالم ألا ينسي غزة، ويتذكرها بما عانت من ألم ومرارة الحرب، وأن يدرك طرفا الإنقسام أن الوحدة هي خلاص المواطنين من الإحتلال·