الحبيب السايح ''كاتب وروائي'' :هي سنة عودة الكتاب بلغة موليير في الحقيقة لا أملك إحصاءات رسمية أو ثابتة حول الكتب المنشورة في سنة ,2009 حتى لم أقرا مثل هذا في الصحافة الجزائرية لسنة 2009 من أجل المقارنة مع ما نشر في السنوات الفارطة، لذا سأتكلم حسب ما قرأت وسمعت به أنا شخصيا. أنا أرى سنة 2009 من السنوات العجاف التي عرفها الأدب الجزائري، ولم ينتج الأدب الجزائري ما كان ينتظر منه بعد الجزائر عاصمة الثقافة العربية التي عرفت نشاطا ملحوظا سواء من خلال دور النشر العمومية أو الخاصة· أما فيما نشر فأرى أن الاهتمام كان أكثر بجانب الترجمات والمذكرات أو السير الذاتية للكثير من الشخصيات البارزة في التاريخ الجزائري أو العالمي، أما الرواية والشعر بالإضافة إلى الدراسات في العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع وعلم النفس فقد كان الإنتاج فيها جد هزيل· الشيء الذي لاحظت أيضا في سنة 2009 هو تراجع وانحسار النشر باللغة العربية مقارنة بما ينشر بالغة الفرنسية، والسبب حسب رأيي يعود إلى أن القراء والمقروئية للجزائريين المعربين تتجه خصيصا للصحافة بدل الكتاب، أما إذا اتجهت للكتاب فسيكون إلى الكتاب الديني، عكس القارئ المفرنس الذي ورث عادات وتقاليد الجيل السابق الذي يهتم أكثر بالكتاب والروايات وحتى الدراسات· رضا دوماز، ''مغني وموسيقى'' : ''الباناف'' حرك المياه الراكدة أرى أن ما ميز سنة 2009 في الجانب الموسيقى هو المهرجان الثقافي الإفريقي الذي كان من المفروض أن يكون فرصة للفنانين الجزائريين للبروز على المستوى الإفريقي والعالمي، لكن الفنانين لم يجدوا هذه الفرصة التي استغلها الفنانون الأجانب أكثر منهم، والسبب يعود حسب المنظمين إلى لجنة البرمجة الأجنبية التي نظمت المهرجان، هنا يتساءل الجميع: هل الجزائر تنقصها كفاءات في التنظيم والبرمجة لكي تطلب ذلك من الأجانب؟ أم لا يستطيع الجزائريون تسيير الفائض في الأموال، ما دفع بهم إلى الاستنجاد بالأجانب· نقطة أخرى ميزت 2009 هي بروز الأغنية الرياضية بقوة على الساحة الفنية، ولكن للأسف كانت الكمية أهم بكثير من النوعية، فكل هؤلاء الشباب وهذه الأغاني لم تستطع أن تنسينا في أغنية الصادق جمعاوي ''جيبوها يا لولاد''، بالإضافة إلى أننا لم نر شيئا جديدا في سنة 2009 عدى إعادة الأغاني القديمة لأكبر الفنانين التي لم يستطع الفنانون الشباب تأليف مثلها، وللأسف هذه الظاهرة مدعمة من بعض الجهات التي لا يهمها إلا الربح المادي· الدكتور محمد بن بريكة ''خبير دولي في التصوف'' :الجزائر تنخرط بقوة في المشهد الثقافي العربي اعتبر المشهد الثقافي الجزائري في سنة 2009 حمل لعدة دلالات يتفاءل بها الجزائري، أولها بداية وعي الجيل الجديد وجيل الاستقلال بأهمية الكتابة وبدأ يكتب فعلا بطريقة مختلفة تماما عما رأيناه في الجيل القديم، هذا ما يبشر خيرا، والملاحظ أيضا في هذا الجيل الجديد من الكتاب والمبدعين تغلب على إبداعاتهم اللغة العربية، والقلة منهم فقط من يكتب باللغة الفرنسية التي كان الجيل القديم يفضلها في الكتابة والإبداع، أما الإبداع والكتاب خاصة فقد غلب عليه الإنتاج الروائي والقصصي وغياب الكتاب الأكاديمي والعلمي والبحوث· سنة 2009 أيضا كانت سنة لعودة الجزائر للمحافل الدولية على رأسها تحصل المقرئ الجزائري ''زكريا حمامة'' على الجائزة الأولى في المسابقة الدولية لتجويد القرآن بطهران، عبد الرزاق بوكبة أيضا الذي برز في قامة بيروت 39 للكتاب البارزين في الوطن العربي، بالإضافة إلى عودة الأغنية الوطنية فيما يسمى الأغنية الشبابية والرياضية· أما في مجال التصوف فقد كان الحدث البارز هو الملتقى الدولي للدروس المحمدية الذي كان في موضوع الخلفاء الراشدين· الطاهر ومان ''فنان تشكيلي'' : 2009 عام النكسات والركود اعتبر سنة 2009 سنة للنكسات والركود بامتياز، في الرتبة الأولى يأتي اختفاء النشاط الثقافي المميز للمكتبة الوطنية الجزائرية التي كانت مزدهرة في عهد الكاتب والروائي أمين الزاوي والذي خسرته المكتبة الوطنية وخسرت النشاط الثقافي المميز الذي كان يسهر على إعداده يوميا، وعوضته بعض الخزعبلات والأشياء الفارغة التي تسمى ''مهرجانات ثقافية وطنية أو دولية'' لم تعط لا إفادة ولا زيادة للثقافة الجزائرية. سنة 2009 ميزها أيضا نقل المعرض الدولي للكتاب مع الصمت والغياب الكامل لاتحاد الكتاب في هذا الشأن، نفس الشيء لاتحاد الرسامين والفنانين التشكيليين الذي لم يظهر له أي صوت في سنة .2009 أما الشيء الجميل الذي عاشته الجزائر في سنة 2009 هو استفاقة الأغنية الوطنية بمسمى جديد ألا و هو الأغنية الرياضية التي التحمت حولها كل فئات الشعب الجزائري· بوزيد حرز الله، شاعر :لم أقرأ جديدا في الحقيقة لم أقرأ أي إنتاج شعري صادر في سنة 2009 ولم اسمع بأي شاعر أنتج شيئآ سنة ,2009 ومن منطلق أنه ليس لدي علاقة مع الشعراء الجزائريين ولا ألتقي بهم لا يمكنني أن أحكم على إنتاجاتهم التي لم أطلع عليها· لمين مرباح (مخرج سينمائي): قطاع السينما يشهد تدهورا متواصلا سنة بعد الأخرى ما يمكن قوله عن الإنتاج السينمائي الخاص بسنة 2009 في الجزائر، هو ندرة الإنتاج الذي لا يتجاوز فيلمين أو ثلاثة على الأكثر في السنة، كما هو الحال بالنسبة لكل إنتاجات السمعي البصري، وإن تواجدت هناك أفلام فلا يمكن أن تقارن أبدا بما ينتج سنويا في البلدان المجاورة مثل تونس والمغرب وغيرها من البلدان التي كانت في يوم من الأيام تقتدي بالسينما الجزائرية وتعتبرها مثلها الأعلى· وهذا التدهور في حالة الإنتاج السينمائي والسمعي البصري في الجزائر سببه قلة المنتجين المبدعين وغياب الدعم والاهتمام بالثقافة بصفة عامة، فهذا الجانب غير مدرج في السياسة الجزائرية· عبد النور شلوش (ممثل): ''الدراما غائبة هذه السنة والممثل والمخرج راضيان بوضعهما'' الإنتاج الدرامي لسنة 2009 شهد تراجعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية، وحين نتحدث عن الكم فعدد المسلسلات التي أنتجت هذه السنة ضئيل، وربما يمكن ربط هذا التراجع بالتغيرات التي طرأت على مستوى المديرية وكذا غياب القرارات السياسية وإصرار الدولة على احتكار قطاع السمعي البصري· أما فيما يتعلق بالنوعية فلحد الآن لسنا راضين عن نوعية المسلسلات· وفي الوقت الذي ننتظر فيه استراتيجية جديدة للنهوض بالقطاع السمعي البصري نجد فوضى في توزيع الأعمال القليلة الموجودة بسياسة محسوبية المحاباة، إلى جانب مشكل البطالة الذي يعاني منه كل من الممثل والمخرج الساكتين على هذا الوضع وكأنهم راضين بذلك· أحمد ماضي (رئيس نقابة الناشرين): ''النشر شهد تحسنا نوعيا وكميا من خلال الكتب والمعارض'' عام 2009 شهد تحسنا نوعيا كبيرا فيما يتعلق بالنشر، فقد ساهم دعم الدولة للكتاب في رفع الإنتاج وفتح مجال للإبداع والمنافسة بين الأدباء والمطبعيين والإعلاميين الذين أصبحوا يولون الاهتمام الكبير للمجال الثقافي عموما· كما أن التطور الذي شهدته الجزائر فيما يخص النشر هذه السنة هو المشاركة الدولية للناشرين الذين كانوا يشاركون فقط في معرض تونس، في حين شاركت الجزائر بأكثر من 600 كتاب في معرض فرانكفورت ومونتريال ونيويورك· كما أن برنامج رئيس الجمهورية الذي يدعن نشر أكثر من 400 كتاب في التاريخ بأكثر من 5000 نسخة لتوزع على كل القطر الجزائري بادرة خير نتفاءل بها، ولو يستمر الناشر في طريق ترقية الكتاب بدون انتظار دعم الدولة سنحقق انجازات كبيرة في هذا المجال· ابراهيم نوال (ناقد مسرحي): ''سنة 2009 امتداد لسنة 2007 بقفزتها النوعية في المسرح'' تقييم المشهد الثقافي المسرحي في 2009 يجب أن نعود من خلاله إلى سنة 2007 التي كانت فيها الجزائر عاصمة للثقافة العربية، حيث شهدت الحركة المسرحية وثبة نوعية فيما يخص الإنتاج كما ونوعا، فمنذ الاستقلال لم نشهد هذا التطور في الإنتاج الذي يصل إلى أكثر من 50 مسرحية سنويا، إلى جانب المجموعة المعتبرة من مهرجانات المسرح التقيمية للإنتاج والتوزيع وآخر هذه المهرجانات مهرجان المسرح الأمازيغي، فكل ولايات الوطن دخلها المسرح· وقد اكتسبنا هذه السنة 6 مسارح جهوية جديدة ونسعى إلى التكوين الأكاديمي والتكوين المتواصل للممثلين والمخرجين المسرحيين وكل من لهم علاقة بخشبة المسرح، بدعم من الوزارة· سعيد حلمي (ممثل فكاهي): ''زمن رويشد لن يعود '' لا يمكنني الحديث عن تقييم للأعمال الفكاهية التي أنتجت خلال سنة ,2009 ولكن حسب رأيي كل عمل أعاد الابتسامة لوجه المواطن الجزائري وأنساه بعضا من مشاكله اليومية يعد تتويجا للعمل ونجاحا للممثل، فالشعب الجزائري يحتاج إلى أعمال فكاهية تضحكه وتنسيه بعضا من همومه· وقد فكرت في مشروع فيما يخص هذا الموضوع وأنتظر الدعم الكافي من أجل تحقيقيه، وهذا المشروع يشابه في مضمونه فكرة حصة ''ألحان وشباب''، وليكن اسم هذا المشروع ''بسمة وتبسيمة''، فقد لاحظت الكثير من المبدعين الشباب الذين يمتلكون مواهب خارقة في مجال الفكاهة· وما يمكن قوله أن زمان ''رويشد'' و''حسان الحساني'' و''لابرانتي'' و''المفتش الطاهر'' وغيرهم لن يعود، فهذه شخصيات نجحت في رسم البسمة عند الجزائريين حتى بعد رحيلهم، فأعمالهم التي يبثها التلفزيون الجزائري كل مرة تلقى النجاح الذي لقته في عروضها الأولى، وأنا شخصيا أشجع كل الانتاجات الفكاهية عموما·