لا يكفي أن يحرم جزائريون يتمتعون بالجنسية والوثائق الثبوتية عليها ختم الجمهورية من نعمة النظر والتمتع بألوان الطيف، بل تضاف إلى هذه الظلمة التي فرضها القدر عليهم ظلمة أخرى، عتمة يتخبط فيها آلاف المكفوفين الذين يجبرون على مد أيديهم في الشوارع والطرقات طلبا لحسنات الطيبين لسد رمق أبنائهم·· هل أصبح العيش بكرامة ضربا من الحلم بالنسبة لهذه الشريحة من المجتمع؟ هل تكفي كمشة الدنانير التي يتصدق بها ولد عباس كل شهر لإعالة هؤلاء المحرومين من نعمة البصر؟ وماذا فعلوا حتى توصد في أوجههم أبواب الرزق؟·· شتان بين ما يقال في الأعياد والمناسبات وبين الألم الذي يجبر هؤلاء المواطنين على ابتلاعه غصة في القلب· إن القول بمواطنة أي مكفوف، تقتضي منحه كل حقوقه كاملة من دون نظرة انتقاص من قدراته حتى ولو كان النقص حاسة حيوية، ولنا في أعلام كثر عاشوا في هذا العصر وعصور أخرى، أثبتوا عن جدارة قدرتهم على تجاوز الإعاقة وتركوا بصماتهم على صفحات التاريخ·· ليس من حقنا أن نحكم على من يبذلون كل الجهد للعيش بدون نور ونجبرهم على التسول واستعطاف المحسنين، كما أنه ليس من حقنا أيضا أن ننتقص من قيمة مواطنتهم لأنهم بكل بساطة يعيشون في وطن لم يروه قط، وكل ما يشعرون به هو أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؟!!