لا يزال قرار رفض وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية المقيمة بالخارج الاعتراف بإعاقة المكفوف وتصنيف شريحة المكفوفين ضمن فئة المصابين بأمراض مزمنة، يثير غضب جمعيات المكفوفين على المستوى الوطني وهو القرار الذي عمق جرح هذه الفئة وعزز إحساسها بالإقصاء والتمييز والحرمان من أبسط الحقوق وهو حق الاعتراف بالإعاقة والاستفادة من المزايا الممنوحة في هذا الإطار. أكد السيد ''أحمد حيونة'' رئيس الجمعية الجزائرية للمكفوفين أن هذه الفئة تعاني التهميش بكل أنواعه وطالب السيد حيونة الجهات المسؤولة باعتبار المكفوف ضمن فئة المعاقين وليس من ذوي الأمراض المزمنة، وأضاف أنه، ومنذ أن أقرت وزارة التضامن تقديم منحة مالية لفئة المعاقين، لم تكف جهود المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين في سبيل افتكاك اعتراف من الوزارة بإعاقة المكفوف، غير أن كل المساعي باءت بالفشل، وقامت الوزارة بتقسيم المكفوفين إلى قسمين ''الكفيف وضعيف البصر بالنسبة لمن لم يفقد بصره بنسبة 100 بالمائة ص. وقد وصف السيد حيونة القرار بالمجحف في حق فئة كبيرة من المجتمع، واستنكر عدم سماع صوت المكفوفين والتكفل بانشغالات هذه الشريحة التي بلغ تعدادها مطلع السنة الجارية 120 ألف مكفوف والرقم في تصاعد كلما سجلت ولادات لرضع مكفوفين أو ارتفاع لحالات الإصابة بالعمى سواء الطبيعية أو الناجمة عن حوادث. وأوضح السيد علي سيناوي عضو في الجمعية بأن انشغالات المكفوف في الجزائر متعددة ومتشعبة، فالمكفوفون يعيشون في بؤس اجتماعي بسبب قلة فرص العمل من جهة وانعدام مدخول لائق بالنسبة لمعظمهم. وشدد المتحدث على توضيح مفهوم خاطئ حول المنحة التي يستفيد منها المكفوفون، والبالغة ألف دينار فقط، حيث إنها لا تعد منحة شهرية بل مساعدة اجتماعية بمعنى أنها ليست منحة تعويض عن إعاقة تسلم لكافة المكفوفين، بل تمنح فقط لعديمي الدخل. وما أثر على معنويات المكفوفين في الجزائر، الزيادة التي أقرتها وزارة التضامن في قرار صدر بموجب قانون المالية لسنة ,2009 يقضي برفع قيمة المساعدة الاجتماعية من 1000 دج إلى 3000 دج، لكن تم تحديد الفئات المستفيدة من الزيادة واستثنيت منها فئة المكفوفين الذين يستفيدون من المنحة.ولا يأتي إلحاح الجمعية على الاعتراف بالمكفوف من أجل الاستفادة من منحة الإعاقة فحسب، بل ترى بأن الاعتراف أقل حق يمكن أن تمنحه الدولة للمكفوف، ومن شأنه تسهيل إعادة إدماجه في العالم المهني من خلال ممارسة أحد التخصصات التي يمكن أن يزاولها المكفوف. وضعية المكفوف في تدهور أكد السيد ''سيناوي علي'' أن وضع المكفوف في الجزائر يتدهور من سنة إلى أخرى، فالبطاقات على سبيل المثال لا الحصر عكس جميع بطاقات المعاقين تأخذ وقتا طويلا للحصول عليها. كما أن التصريح الذي صدر من وزير التضامن الوطني المتعلق بزيادة المنحة التي يحصل عليها المكفوف إلى 3000 دج لم يطبق بعد على أرض الواقع وبقيت تلك الإعانة تراوح مكانها، ناهيك عن المشاكل الأخرى التي يتخبط فيها المكفوف بصفة عامة كونه أكثر الفئات تهميشا بسبب حظوظه التي تكاد تكون منعدمة في العمل والسكن. كما تأسف السيد حيونة أحمد رئيس الجمعية من الوضع المادي المتأزم الذي تعيشه الجمعية التي لم تتحصل على مقر يضمن لها تقديم المساعدات اللازمة لفئة المكفوفين في الجزائر العاصمة وباقي مناطق الوطن، والسماح لها بممارسة نشاطها. وفي السياق نفسه كشف محدثنا أن الجمعية تعاني من مشاكل، فلم تحصل على أي دعم مادي من طرف السلطات وحتى المحسنين كفوا أيديهم عنها، مما جعلها تعاني من التهميش وبات من المستحيل عليها تقديم يد العون للمكفوفين المنخرطين فيها.