استقال خمسة قياديين دفعة واحدة، أول أمس، من الجبهة الوطنية الجزائرية، ومنهم نائب في البرلمان، إثر مشادات كلامية وتبادل عارم للإتهامات في دورة المجلس الوطني لموسى تواتي بتحويل الحزب إلى تجارة، حيث أودع قياديون رسالة لدى وزير الداخلية للتحقيق في ثروة موسى تواتي وأموال الحملة الانتخابية للرئاسيات· جرى المجلس الوطني للجبهة الوطنية الجزائرية، نهاية الأسبوع، في المركب السياحي لماطاريس بتيبازة، وشهدت الدورة نشرا لغسيل الجبهة، انتهى باستقالة خمسة قياديين هم على التوالي: عبو الطيب (نائب في البرلمان)، محمد زروقي (عضو المجلس الوطني)، عزيب عمر (عضو المجلس الوطني)، بوشلاغم قويدر( عضو المجلس الوطني)، علي شريف (عضو المجلس الوطني)· ونقل أحد القياديين الخمسة ل ''الجزائر نيوز''، أن النائب البرلماني، عبو الطيب اتهم علنية موسى تواتي بالمتاجرة بالحزب، وقال إن الدليل على كلامه هي سيارة المرسيدس من آخر طراز التي جاء بها تواتي إلى تيبازة وابنه على متن آخر موديل من سيارة ''باسات'' الألمانية، وقدرت مصادر من ''الأفانا''، قيمتها ب 560 مليون سنتيم· ولهذه الاتهامات ثارت ثائرة موسى تواتي، رئيس الجبهة، وأخذت مجريات دورة المجلس الوطني منحى آخر عرف تقطعا بسبب المشادات الكلامية· واتهم المستقيلون من الحزب موسى تواتي بإجراء الدورة خلافا لما تنص عليه القوانين ''بسبب عدم اكتمال نصاب الدورة''· وأودع أحد الغاضبين على تواتي رسالة احتجاجية لمصالح وزير الداخلية، يزيد زرهوني، لحمل هذا الأخير على التدخل من أجل منح رئيس الجبهة تقارير عن حسابات الحزب المالية بعد الحملة، حيث يتهم هؤلاء الرئيس تواتي بسرقة أموال الحزب· واتهم محمد زروقي، أبرز عضو معارض لتواتي، هذا الأخير بأنه أغنى رجل بين رؤساء الأحزاب السياسية، فعلاوة على المزارع التي يملكها والسيارتين المذكورتين، له سيارة باجيرو ميتسوبيشي وكذا شاحنة من نوع ماستار، يقول زروقي محمد الذي يتساءل عن مصدر الأموال التي جعلت تواتي يمتلك كل هذا· رسالة مرشح الأفانا في وهران تفجّر الفضيحة هذا، وتحصلت ''الجزائر نيوز'' على رسالة موقعة من قبل بن معوف الهواري، عضو المجلس الشعبي الولائي لوهران، ومرشح الأفانا في وهران، يكشف فيها عن تعرضه لمضايقات من قبل نواب موالين لتواتي في وهران يطالبونه بسحب ترشحه، لمنح أصوات الأفانا في الولاية لصالح مرشح آخر· ومع أن هذا الأخير لم يوضح خلفيات هذه الدعوة، إلا أن محمد زروقي يتهم بأنها من أجل تلقي رشاوى لصالح المرشح الذي وعدوه بأصوات انتخابية لمعظم منتخبي وهران، وهي الحادثة التي أدت إلى إعلان من ساندوا بن معروف الاستقالة في حال عدم حيازته على كامل أصوات منتخبي الجبهة بوهران، وهو ما تم تنفيذه· موسى تواتي: لقد فصلنا النائب قال موسى تواتي، أمس، في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، إن النائب الذي كال ضدي اتهامات تم فصله بقرار من المجلس الوطني، أما الباقي فهم لم يقدموا حتى ملفات عضويتهم للمجلس الوطني، وسنقوم بالتصرف معهم وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للحزب· وقال تواتي إنه لا يعتبر القضية مدعاة لمعالجتها عبر القنوات القضائية، وأنها داخلية حدثت خلال دورة للمجلس الوطني، ''وسنرى ما إذا كانت تصرفاتهم المستقبلية داخل الحزب وخارجه تؤهلهم للبقاء فيه أو إقصاؤهم منه''·