اقترح أعضاء في مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم تخصيص دورة استثنائية للاستفاضة، والحديث عن قضايا الفساد وأداء وزراء الحركة في الحكومة، ومدى مساس الفساد بقطاعاتهم التي يشرفون على إدارتها، واقترح الوزير الهاشمي جعبوب باسم زملائه في الحكومة، استحداث آلية تفتح المجال أمام مناضلي الحركة، لتزويد الوزراء بأي معلومات أو معطيات أو توجيهات تصب في ترقية أدائهم الحكومي· أهم ما ميّز الدورة الرابعة لمجلس الشورى الوطني تحت رئاسة عبد الرحمان سعيدي، هو انضباط الأعضاء والحضور المميز لهم، مع تسجيل اعتذارات مبررة من قبل الغائبين عن الدورة، ومن بينهم الوزير مصطفى بن بادة، عكس باقي وزراء الحركة الذين سجلوا حضورهم جميعا بمن فيهم عمار غول المتعود على الغياب· ومن أهم ما ميز الدورة هو أيضا، هو حس المسؤولية الملقاة على الحركة كشريك سياسي هام في التحالف، حيث حرص أعضاء مجلس الشورى من خلال تساؤلاتهم وتدخلاتهم على ضرورة دراسة حركة مجتمع السلم لمدى مساس ظاهرة الفساد بالقطاعات الوزارية التي يسيرونها، ومنهم من ذهب إلى غاية اقتراح دورة استثنائية مخصصة للموضوع، لكن تعاطي المجلس مع هذا المطلب، جعله عرضيا، بعيدا عن أي ترسيم· ومع ذلك اندرج تدخل الوزير الهاشمي جعبوب في هذا الإطار من خلال اقتراحه استحداث آلية داخل هيئة مجلس الشورى، وهو مقترح يُحسب لعبد الرحمان سعيدي من حيث استرجاع معتبر لهيبة هذه الهيئة آلية يتم بها التواصل مع وزراء الحكومة وتزويدهم بكل ما من شأنه ترقية أدائهم الحكومي من معطيات أو معلومات أو توجيهات، وذكر جعبوب في هذا السياق كمثال، تعيينه لأحد المدراء الولائيين في قطاعه متورطا في قضايا فساد، دون علم· إلى ذلك لم يكمل عمار غول وزير الأشغال العمومية، أشغال الدورة وانسحب امتناعا عن المواجهة تحت تبرير برمجته أعمالا لها علاقة بالوزارة، كما تقول المصادر التي تضيف ''غول حضر مجلس الشورى بمعنويات محبطة للغاية، أثنت الأعضاء عن الإصرار والاستفاضة في قضايا الفساد في حضوره''· وجاءت طبيعة خطاب أبو جرة سلطاني في هذا الباب، كممتص للصدمات وقلق أعضاء المجلس حول علاقة الحركة بما يجري في قطاعات وزارية تابعة لها، مبينا بأن هرم القيادة مهتم لهذا الموضوع، مثمنا تعليمات الرئيس بوتفليقة الرامية إلى تقويض ومحاصرة الظاهرة· وجرت هذه المرة دورة المجلس منذ اندلاع الانشقاق الداخلي، بعيدة عن أي تجاذبات حول ما يُعرف ''بجماعة عبد المجيد مناصرة''· كما شددت الدورة على تمسكها بالتحالف كإطار وخط سياسي يصب في برنامجها، وتطرقت أيضا إلى برنامج المكتب التنفيذي لسنتي 2009 - 20 10 بالتقييم والعرض·