لا تزال تدخلات مصالح الحماية المدنية متواصلة لحد الساعة، حيث تم تسجيل 50 تدخلا طارئا منذ ليلة أول أمس، بناء على الإتصالات التي تلقتها لطلب النجدة والإجلاءات الصحية المستعجلة، خصوصا وأنه تبين من خلال تنقل رجال الحماية المدنية أن الكمية الكبيرة من الأمطار كانت كافية للتسرب إلى المنازل والمحلات وكذا المدارس، فضلا عن الذين لم يقدروا على الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب الأمطار الطوفانية، وانقطاع شبه كلي للمسالك· خلال الجولة الإستطلاعية التي قمنا بها، أمس، بمختلف الشوارع والأحياء، لاحظنا أن أغلب الطرقات الرئيسية كانت مشلولة· كما غمرت المياه عدة مباني، خاصة تلك المتواجدة بحي الأمل، حيث أدى التساقط الغزير للأمطار إلى تسرب الحجارة والأوحال إلى بيوتهم، خاصة وأن هذه الأحياء تفتقد إلى أشغال التهيئة· نفس الوضع يعانيه السكان القاطنون بسيدي معروف وبئر الجير وايسطو، وكذا البنايات المتواجدة بحي الأمير عبد القادر التابع لبلدية بئر الجير، وهي نفس الوضعية التي شهدتها العديد من البلديات بالولاية، كما تسببت هذه الأمطار الطوفانية في حدوث شلل في حركة المرور، حيث نجم عن انقطاع الطرق والمسالك الرئيسية والقانونية تجميد حركة السيارات لاسيما بمفترق الطرقات على غرار حي جمال الدين والصديقية وطريق الميناء وحي ايسطو· تضرر المباني القديمة كما أحدثت هذه الأمطار الطوفانية خسائر مادية بالعديد من البيوت التي غمرتها السيول الجارفة، حيث تسببت في إحداث شرارات كهربائية أتلفت مجموعة من الأجهزة الكهربائية وكادت أن تحدث كوارث· وقد سادت، أمس، أجواء من القلق والخوف لدى أصحاب المباني القديمة المهددة بالإنهيار، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية العديد من التدخلات بسبب الإنهيارات الجزئية للمساكن بكل من حي الحمري، سيد الهواري وسانثاطوان الذي شهد خلال هذا الأسبوع انهيارا جزئيا لمبنى مكون من ثلاثة طوابق، تقطنه أربع عائلات وتسبب هذا الأمر في جرح شخصين وحالات من الهستريا لدى القاطنين بهذه المنازل التي تعود في معظمها إلى الفترة الإستعمارية، كما أن العديد منهم باتوا يترصدون وينتظرون أي انهيار لمساكنهم الهشة، وطالبوا في هذا الصدد بتدخل المسؤولين لحل هذه المعضلة التي كشفت عنها الأمطار التي تساقطت طيلة ليلة أول أمس· وفي هذا الصدد دائما، احتجت، أمس، العديد من العائلات القاطنة بكل من حي البحيرة الصغيرة وخاصة القاطنين بالقرب من جسر الباهية على الوضعية التي تسببت فيها السيول وركام الأتربة والحجارة الناجمة عن الأمطار الطوفانية التي لم تدم إلا بضع ساعات، حيث غمرت منازل وبيوت أكثر من 300 عائلة، وقد اضطرت بعض العائلات إلى استعمال وسائل يدوية لإخراج الماء من منازلهم أمام انعدام الإمكانيات· 22 ملم في ظرف 7 ساعات من جهة أخرى، بلغت كمية الأمطار المتهاطلة، أمس، بولاية وهران حسب مصادر المصلحة العامة للأحوال الجوية بوهران في ظرف 7 ساعات ما يقارب 22 ملم، في الوقت الذي تم فيه إحصاء كمية الأمطار منذ السابعة مساء من نهار أول أمس إلى غاية الساعة السابعة صباحا ب 17 ملم· وقد أفادت نفس المصادر أن الإضطراب الجوي الذي شهدته المدينة سيستمر إلى غاية نهاية الأسبوع، بحيث سيبقى الجو مغشى بالسحب الممطرة من حين إلى آخر مع احتمال انخفاض في درجة الحرارة أثناء فترة الليل·