كان الثنائي الفكاهي هواري وبختة، أول أمس، ضيفا المسرح الوطني الجزائري، وذلك على هامش برنامج البطاقة البيضاء لمسرح مدينة معسكر الجهوي، حيث قدما في الأمسية على ركح بشطارزي حوالي ساعة من الضحك والفرح للكبار قبل الصغار· كان العرض الذي قدمه الثنائي بعنوان ''هو وهي''، والذي دارت أحداثه بين أم وابنها الوحيد الذي بقي معها، والذي تعرف على فتاة عن طريق شبكة الانترنت ويحاول بشتى الطرق التلميح لها بضرورة تزويجه، الأم لم تفهم الأمر في الأول ما يجبر الابن على مصارحة الأم برغبته، هذه الأخيرة تعارض في الأول هذه الرغبة بدعوى صغر سن ابنها، وخوفها من أن يغادرها ويتركها وحدها، ولكن في الأخير ترضخ للأمر الواقع و تقبل بزواج ابنها الذي يغادر أرض الوطن، ولن يعود إلا بعد السماع بمرض أمه، ليس من أجل مواساتها بل من أجل الحصول على نصيبه من التركة التي ستقسمها أمه على أولادها· العرض رغم طابعه الفكاهي، إلا أنه عالج موضوعا دراميا تمثل في هجرة الأبناء وعدم اكتراثهم بآبائهم، حيث طغت الماديات على المشاعر· ثلاثة أسئلة الى تافكاهية بختة أولا حدثينا عن التعامل مع المسرح الجهوي لمعسكر؟ هذه فرصة جديدة للالتقاء بالجمهور على الركح، صحيح أنها لم تكن المرة الأولى التي أشتغل فيها على الركح، ولكن لم يكن مع المسرح الجهوي لمدينة معسكر، أعتقد أن هذه التجربة ستعود بالفائدة على الطرفين من خلال الاحتكاك بالجمهور وكذا المسرح الذي يمكن أن يجلب فئات أخرى من المجتمع، والذي سيحاول بعد ذلك البحث عن إنتاج آخر بعيد عن الفكاهة والضحك· ما هو الفرق بين الفكاهة التلفزيونية والفكاهة على الركح؟ هناك سلبيات وإيجابيات لكل منهما، فالفكاهة على الركح يمكن أن تعطي لك هامشا أوسع من الارتجال والحركة، بالإضافة إلى معرفة ما يريده منك المتلقي، ولكن في نفس الوقت ينتزع منك حق الخطأ الذي لا يمكن تداركه، عكس الفكاهة في التلفزيون التي يمكن لك أن تعيد التسجيل إن حدث خطأ ما· وماذا عن عرض اليوم؟ تمحور عرض اليوم حول مشكل تراجيدي تعاني منه الكثير من المجتمعات، من بينها المجتمع الجزائري بطابع كوميدي، وهو طغيان الماديات على المشاعر الإنسانية النبيلة بين أفراد الأسرة الواحدة· أما المستهدف من العرض بالدرجة الأولى هو الطفل، حيث مهمتنا نحن الكبار توعيته وحسن تربيته بكل الوسائل ليكون مستقبلا زاهرا للوطن·