صدرت مؤخرا عن دار مسكيلياني ضمن سلسلة "سرديات عربية" رواية "مولى الحيرة" للكاتب الجزائري إسماعيل يبرير في 424 صفحة من القطع المتوسط. وحقق يبرير شعبية واسعة عبر روايته "وصية المعتوه، كتاب الموتى ضد الأحياء" التي فازت بجائزة الطيب صالح العالمية في الرواية، لكن اسمه كان متداولا قبل ذلك في الإعلام الجزائري، فهو خريج المدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام بالجزائر وقبلها حصل على ليسانس صحافة من كلية العلوم السياسة والإعلام. وأصدر ديوانه الشعري الأول "طقوس أولى" ثم "التمرين أو ما يفعله الشاعر عادة" وبعدها توجت روايته "ملائكة لافران" بجائزة رئيس الجمهورية سنة 2008، ومسرحيته "الراوي في الحكاية" بجائزة الشارقة للإصدار الأول العام 2012، وحقّقت روايته "باردة كأنثى" 2013 صدى واسعا في الأوساط الثقافية الجزائرية. ويعمل إسماعيل مُحرّرًا بوكالة الأنباء الجزائرية، وسبق أن شغل منصب رئيس تحرير ومدير تحرير في عدة جرائد جزائرية، وعمل أستاذًا لتاريخ السينما والسيناريو بكليّة الآداب والفنون بجامعة الجلفةبالجزائر، ويعيش بالعاصمة الجزائرية رفقة زوجته الروائية "أمينة شيخ". ورواية "مولى الحيرة" هي عبارة عن "متتالية سردية" تناولت أكثر من جانب في تاريخ حيّ "القرابة" ومدينة "الجلفة" الجزائرية. وقفت عند الإفلاس السياسي والمدني لليسار، وحاكمَت تاريخ الدّولة الوطنية في الجزائر الذي يقدّس الثّورة، وحاولت الكشف عمّا تحمله حكايات الحبّ في حيّ "القرابة" من تداخل وتعقيد. كلّ ذلك عبر مسار بطل الرواية المحوريّ "بشير الدّيلي" ومرافقيه الذين شهدوا مختلف التغيرات "السوسيوثقافية" والسياسية للجزائر. ففي "مولى الحيرة" نحن أمام شاعر لم يعثر على قصيدته، وفشل في الحفاظ على حبيبته ولم يسمح له تطرّف الإسلاميين بالبقاء في حيّه، لهذا يحمل إلحاده وشيوعيّته المزعومة ويغادر حيّ "القرابة" حيث يترك حلمه، ويقيم في حيّ ليبراليّ يحمل مُفارقةً اسمَ "شي غيفارا". ويبدو أبطال الرواية مختلفين في كلّ شيء، ولا يجمعهم إلا بشير الدّيلي أو حيّ القرابة، فهو شاعر تحوّل إلى أمير جماعة مسلحة، أخرس يصارع من أجل أن تكون حياته هادئة فتطالها عاصفة تعيد ترتيبها. ومن أبطال الرواية أيضا عاشقة تتزوّج من آخر فتحبّه وتحفظ ذكرى حبيبها، وشاب يهاجر الحيّ والمدينة بحثا عن تتويج ما فيعود كسيرا، ودورة مكرّرة لمتسلّقي الآمال عبر سياسيّ واعد، ثمّ هناك مجموعة من "الرفاق اليساريين" الذين تفرّقت بهم المسارات، ولم يعد اليسار مأوى أفكارهم. وكتب ناشر الرواية: "في رواية إسماعيل يبرير مزيج من الحالات حيث تُستنطق النباتات والأشياء والحيوانات، وحيث يصبحُ البحث عن جدوى لإنسان ما بعد الإفلاس أهمّ من تأمّل اللّحظة الوجودية. إنّها رواية سياسية بامتياز دون أن تكون كذلك صراحة، رواية حبّ بامتياز دون أن تكون كذلك، وهي أيضا رواية بحكايات متداخلة كلّ منها تفسّر الأخرى، لقد قام الكاتب بتشكيل توليفة منسجمة بين فصول متتاليته السردية التي يمكن أن تقرأ على مراحل وبهدوء".