صورة للنافورة الجديدة يعتبر افتتاح أعجب نافورة في شمال إفريقيا؛ الإنجاز التاريخي الذي أبهر جموع الجماهير الجلفاوية بحيث لا يضاهيه في الاهتمام إلاّ ما احتضنته ملاعب جنوب إفريقيا، وحديث الساعة رغم مرور أكثر من شهر على تدشينه، ممّا يدل على أنه حدث متجدد تجدد المياه المتطايرة من تلك النافورة ؟! لم لا وهو إنشاء لأكبر ورشة إنتاج في ولاية تلك الجماهير، وبالتحديد في مقر ولايتهم، بالجلفة الجديدة المتجددة تجدد ذات المياه. وإنه من بخس الناس جهودهم إذا ما ادعينا أنّ مثل هذا الإنجاز لا يرقى إلى وصفه بالورشة الإنتاجية العظيمة، بل وبالمنطقة الصناعية الرائدة ؟! صحيح أنه ليس من اختصاص الشعب وممثليه المتجددين تجدد تلك المياه، والحاضرين بقوة في حفل الافتتاح أو الغائبين بقوة عن المراحل التي سبقت الافتتاح، أن يُقّيموا تكلفة المشروع ولا مصدر موارده؛ رغم ما تكبدوه من مشقة الحضور في عز الحر ببدلات جديدة تجدد عهدتهم، ورغم أن مصاريف الافتتاح كانت تتناسب والتكلفة الإجمالية للمشروع وترقى هي الأخرى بما يلاءم أهميته وأولويته؛ لكنه من اختصاصنا نحن أبناء الشعب تقييم جدوى المشروع بل وإقناع الآخرين بتلك الجدوى. فوصفنا إياه بالمنطقة الصناعية ليس من قبيل المبالغة ولا الاستهزاء، حيث يستقطب أكبر نسبة بطالة بالمدينة، ومن مختلف نواحيها بل ومن خارج الوطن كما سيأتي إثباته، العدد الذي لم تتمكن من استقطابه قبل ذلك جموع المحلات المحيطة بالمشروع، سواء تلك التابعة للدولة أو المقاهي التابعة لخواص صنعوا لأنفسهم مكانة خاصة في الدولة... ورغم أنّ تلك المقاهي كان لها السبق في توفير مناصب شغل لفئة محدودة من هؤلاء البطالين (القهاوجية) فإنّ الفضل كل الفضل في ترسيم هؤلاء في مناصبهم يعود وفقط لهذا الإنجاز التاريخي، ناهيك عن فرص الشغل التي وفّرها للمصورين المنتشرين حوله والذين يفضل أغلبهم استعمال وسيلة العين المجردة رغم توفر الأجيال الحديثة من أجهزة التصوير. ولك أن تتصور عدد البنائيين وعمال النظافة والمقاولين وملاك شاحنات نقل البضائع ومؤسسات الشحن البحري، بل وعمال صقل الرخام الإسبان، وأعوان الرقابة الجمركية، وكل من ساهم في إنجاح المشروع، كم منهم من لا يجد قوت يومه وينقطع رزقه ويشرد عياله لولا أن حباه الله وسخر له محاباة خاصة من عباده ليكون ضمن ترسانة إنجاز هذا الصرح العظيم ؟! وتعتبر أهم قيمة إنتاجية للمشروع تُثمّن وجوده وتبرر أولويته؛ مساهمته في صناعة الفكر السياحي والثقافي للمواطن الجلفاوي، مما يجعل هذا الإنجاز المنطقة الصناعية الأكثر حضارية، على أساس أنه تكملة لانجازات سابقة كالحديقة العجيبة التي يفوق عدد زوارها المتجددين تجدد مياه النافورة عدد زائري المركز الثقافي الإسلامي، رغم أنّ ما يفصلهما مجرد طريق وتعرفة الدخول ؟! وعلى غرار الوِهران اللذان يحرسان مشروع أكبر مسجد في المدينة، في الوقت الذي لم يعد الوِهر (أي الأسد) يلقى احترامه ولا هيبته في تلك المنطقة. أظن أنه آن الأوان لندحض الإشاعة القائلة بأن المواطن الجزائري والجلفاوي بصفة خاصة مستهلك فقط، وليس لديه أدنى مقومات الإنتاج، وذلك بإشراكه في هذا المشروع العظيم ضمن تلك المنطقة الصناعية الرائدة، بحث ينبغي أن يساهم في استمراريتها وعطائها، بأن يحافظ على أمنها ومظهرها، بأن لا يقترب من الأسلاك الشائكة التي تحمي النافورة وأن يتحمل بصدر رحب ظهور تلك الأسلاك في صوره التذكارية مع تلك النافورة، بأن يساهم باشتراك شهري أو تعريفة دخول يومية لتلك المنطقة لتعويض بيت مال المسلمين – ونحن في الشهر الفضيل – جزءً من التكلفة التي ليس من حقه ولا حق ممثليه المتجددين مناقشتها. إنه لدحض تلك الإشاعة، ولإثبات أن المواطن الجلفاوي منتج، أبدأ بنفسي بعدما تكبدت عناء التفكير – وهو أرقى مراتب الإنتاج – لأساهم بفكرة من إنتاجي الفكري؛ بحيث اقترح تعميم هذا الإنجاز في كل الأحياء – حتى تلك غير الجديدة أو تلك الجديدة جدا – بل في كل مفترق طرق – أين تتفرق بنا السبل – لاستيعاب العدد الكبير من البطالين، والذي ليس من حقنا ولا حق ممثلينا الوقوف على حقيقته، مناقشته، نفيه أو إثباته.. ولتعميم الفائدة ولمعالجة مشكلة الاكتظاظ والنزوح الريفي اقترح نقل التجربة إلى كل القرى والمداشر المجاورة والمحيطة بالمدينة... فألف مبروك لكل من يقدر هذا الإنجاز ؟!!