تغوص مدينة غرداية في هذه الفترة ذات الحرارة الشديدة في خمول وفتور كبيرين خصوصا عندما تبلغ الشمس ذروتها. وعندها تصبح نافورة المدينة التي أنجزت بنهج 5 جويلية في إطار التحسين الحضري و إزالة آثار الفيضانات التي عرفتها المنطقة في أكتوبر 2008 تمثل الاستثناء الوحيد الذي لا ينفي حالة الخمول والفتور التي تفرضها الطبيعة على المنطقة في مثل هذه الفترة من السنة .ويصبح وجود هذه النافورة أكثر من هام في نظر الأطفال الذين يقصدونها للغوص في مياهها. ويرمي هؤلاء الأطفال هكذا بكل ثقلهم في مياه هذه النافورة التي تعتبر مكسبا جديدا بمنطقة ميزاب في انتظار دخول المسبح البلدي حيز الاستخدام حيث لا يزال مغلقا منذ عدة سنوات لأسباب تبقى مجهولة. وعندما يكون السكان يقضون قيلولتهم يستحوذ العديد من الأطفال والشباب من مدينة غرداية على هذا الفضاء المنعش ويبسطون سيطرتهم عليه بطريقة تعرضهم للخطر خصوصا وأن هذا الفضاء يقع على مستوى طريق يتميز بحركة مرورية كثيفة. ويحدث ذلك دون الأخذ في الحسبان المضايقات التي يعاني منها سكان المناطق المحاذية لهذا الفضاء وذلك بسبب الفوضى والصخب الذي يقيمه هؤلاء الأطفال إلى جانب إلحاق الضرر بهذه المنشأة الجديدة حسب ما أشار إليه أحد هؤلاء السكان الذي يبدو أنه قد أزعج هو الآخر أثناء قيلولته. "إن المسبح نصف الاولمبي المغطى التابع للمركب المتعدد الرياضات الكائن بمنطقة النومرات يبقى من الأشياء الكمالية غير المتاحة خاصة وأن النقل غير مضمون اليه" يؤكد شاب من حي الثنية. "تبقى هذه النافورة تشكل المكان الوحيد للانتعاش والاحتماء من حرارة فصل الصيف وذلك على الرغم من أن السلطات وضعت حراسا لمنعنا من العوم في مياهها" يضيف نفس الشاب متذمرا. ومن جانب آخر فمنذ تشغيلها تستقطب هذه النافورة الوحيدة بمدينة غرداية جموعا كبيرة من العابرين حيث تثير فضولهم وتجعلهم يستمتعون عن قرب برؤية هذه المنشاة التي تم انجازها بمواد ذات جودة عالية تدفع المياه الصافية إلى علو يقارب السبعة أمتار محدثة بذلك مشهدا جميلا خصوصا عند غروب الشمس.ويتوقف هكذا عشرات المارة مزودين بآلاتهم التصويرية وهواتفهم المحمولة من أجل أخذ صورة تذكارية لهذا المشهد الجذاب. كما تعرف منطقة زلفانة المعروفة بحماماتها المعدنية والتي تبعد ب75 كلم عن مدينة غرداية نفس الأجواء حيث تتوفر هي الأخرى على نافورة مماثلة. ولقد دفع نجاح هذه المنشآت المندرجة في إطار التحسين الحضري العديد من رؤساء المجالس البلدية بمناطق مختلفة من جنوب الوطن إلى طلب الكشف التقويمي والبطاقة الفنية لتلك النافورة لانجاز منشات مماثلة ببلدياتهم حسب ما أكدته بعض المصادر المحلية.