عبّر العديد من مواطني المناطق الجنوبية وحتى بعض بلديات الجهة الشمالية للولاية عن تذمرهم العميق واستيائهم من سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالجلفة، مهدّدين في نفس الوقت باللجوء إلى العدالة بغرض التعويض عن كل الأضرار المادية التي لحقت بهم خاصة هذا الصيف ومباشرة بعد حلول شهر رمضان المعظم. من جهتهم، مواطنون يقطنون ببلديات جنوبالجلفة وبمناطق نائية جدا منها دلدول، سد الرحال، قطارة، أم العظام وسلمانة وحتى البلدية مقر الدائرة مسعد، كانوا قد تنقلوا إلى مقر الولاية بغرض رفع شكوى جماعية أمام الجهات القضائية بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم ومسّت جميع الأجهزة الإلكترونية خاصة الثلاجات التي كانت تحوي مؤونة شهر رمضان، حيث وجّهوا أصابع الإتهام إلى مديرية التوزيع التي باتت تسعى فقط وراء الجانب التجاري وتحصيل الفواتير المستحقة للاستهلاك وبجميع الطرق والوسائل، في الوقت الذي تعرف مصالح المديرية فوضى كبيرة في التسيير خاصة على مستوى المصلحة التجارية التي تعرف تداخلا كبيرا في صلاحيات التسيير حتى يخيّل للمرء أن الكل هو المسؤول بسبب ضعف شخصية القائم عليها، مما أدى ببعض العمال المخضرمين إلى فرض منطقهم وأسلوبهم إلى درجة رفض أحد العمال البسطاء الامتثال وتنفيذ أمر صادر عن المدير الولائي بالنيابة، وهي حادثة كنا شاهدين عليها في عين المكان. الإفطار على ضوء الشموع ببلديات الجلفة النائية الشمالية والجنوبية أصبح تقليدا وعادة ألفت العائلات التعامل معها بسبب ضعف التيار والضغط الكبير عليه مع فصل الحر وشهر رمضان، غير أن هذه المصالح لم تحرك ساكنا أمام هذه الانقطاعات المتكرّرة التي لم تسلم منها حتى أحياء مقر مدينة الجلفة التي عرفت خلال الأيام المنصرمة عدة انقطاعات مباشرة بعد الإفطار، والتي تكرّرت لأكثر من مرة. وقد أرجع المسؤولون أسباب ذلك إلى خلل وعطب تقني أصاب المحطة الرئيسية للتوزيع بسبب الضغط الكبير وكثرة الاستهلاك.