احتضن المركز الثقافي الإسلامي "الشيخ عامر محفوظي" أمسية اليوم الثلاثاء محاضرة حول "تواجد الأمير عبد القادر ومقاومته بمنطقة الجلفة" ألقاها الباحث في تاريخ الجلفة السيد بوخلخال السعيد. وأول ملاحظة افتتح بها السيد بوخلخال محاضرته هي استغرابه لتجاهل التاريخ الرسمي لمقاومة المنطقة واحتضانها للأمير عبد القادر طيلة تواجده بها خصوصا خلال الأشهر الأولى من سنة 1846. حيث ذكر في هذا الصدد أن هناك الكثير من الوثائق التاريخية الفرنسية التي ترصد ذلك ومنها الجريدة اليومية لسير حملة الجنرال يوسف التي اعتمد عليها الأب فرانسوا دوفيلاري في كتابه "Siècles de Steppes"، غير أن دور منطقتنا لم يرد ذكره في المؤلفات المتداولة. وذكر المحاضر أن الأمير قد نزل بعدة مناطق في كونفيدرالية أولاد نايل مثل بوكحيل ومسعد وزكار و"الخرزة" بالزعفران التي تم فيها تجمع كبير من خمسمائة "500" خيمة. أما مدينة زنينة، فقد طارده إليها الجنرال يوسف وأحرقها يوم 22 مارس 1846 وارتكب فيها مجزرة استشهد فيها ثلاثون مواطنا من أهلها نظير استقبالهم للأمير وإيوائه وتعطيل الفرنسيين عن اللحاق به. كما أشار المحاضر إلى أن مكوث الأمير عبد القادر قد دام ثلاثة أشهر سنة 1846 وقد سمى احدى المناطق ب "الكرم والنية" أو "الكرمونية" بالقرب من عين معبد. وذكر أيضا أن الأمير قد حلّ بالمنطقة قبل ذلك سنة 1837 وبويع من طرف عروش المنطقة وتم تعيين عبد السلام بن القندوز كخليفة لأولاد نايل والذي تنازل عن الخلافة لإبن أخيه "سي الشريف بلحرش" نظرا لكبر سنه. أما بالنسبة للمقاوم التلي بلكحل، فقد وصفه بوخلخال بأنه "المقاوم الدائم" لأنه حارب الأتراك وحارب الفرنسيين وحارب الى جانب الأمير عبد القادر وكان معه يوم 25 نوفمبر 1845 في قصر البخاري وتوجه معه بفرسان أولاد نايل يوم 05 فيفري 1846 إلى بلاد القبايل وهاجموا القوات الفرنسية بوادي يسر. كما توجه التلي بلكحل مع الأمير إلى المغرب منتصف 1846 وقد رافقهما سي الشريف بلحرش إلى غاية "سيدي بوزيد". وهنا قال السيد بوخلخال أن هناك رواية متواترة عن أن الأمير عبد القادر كان يخطط لجلب السلاح والمال من المغرب والعودة إلى بلاد أولاد نايل لكي يبعث منها مقاومته وينظم فيها صفوفه لكن المغرب الذي وقع معاهدة طنجة مع الفرنسيين لم يعد يسند الأمير بسبب الضغوط. وقد ختم المحاضر بالتذكير بغدر الفرنسيين بالأمير عبد القادر الذي استسلم بشرط أن يُسمح له بالسفر إلى إحدى بلدان المشرق فوافق الفرنسيون على ذلك ثم سجنوه ثماني "08" سنوات.