سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور جودي يرفع نداء عاجلا لحماية الموقع الروماني بالشارف والحرفي بلخضر شولي يؤرخ لتراث المنطقة بمقتنياته وخبرته ... والدكتور قبّوب لم يقنع الباحثين!! الملتقى الوطني الأول حول آثار وتاريخ الجلفة عبر العصور (تغطية خاصة)
شكّل الملتقى الوطني الأول حول آثار وتاريخ الجلفة عبر العصور فرصة جمعت الباحثين والأكاديميين من شتى الجامعات والهيآت لتدارس واقع وآفاق البحث الأثري والتاريخي بمنطقة الجلفة، مثلما سمح اللقاء بفتح أبواب النقاش على مصراعيها ما أعطى مساحة للتفاؤل والأمل حيال حفظ وتوثيق آثار وتاريخ منطقة الجلفة في ظل نجاح الملتقى الحالي. "الجلفة إنفو" حضرت فعاليات الملتقى الناجح والنقاشات التي جاء بها مثلما حاورت بعض الأكاديميين. فالأستاذ الدكتور "عزوق عبد الكريم" أكد في محاضرته الافتتاحية على أن آثار الجلفة تتراوح بين المصنفة وغير المصنفة لا سيما تلك المكتشفة حديثا مثل المعالم الجنائزية بدار الشيوخ والمويلح. كما لفت الانتباه الى قصور منطقة الجلفة التي اعتبرها ذات فن معماري تقليدي بالبصمة المحلية مثلما هو الأمر بحد السحاري ومسعد ونفس الأمر بالنسبة للزوايا التي دعا إلى تثمين دورها الثري الذي يحيل على رواج الحركة الدينية ووجود علماء بالمنطقة. أما البروفيسور رابحي مروان، أصيل بلدية الدويس بالجلفة، فقد قدم رفقة بعض من طلبته حصيلة البحوث والحفريات حول التعمير البشري بمنطقة عمورة ابتداء من سنة 2013. حيث دعا إلى إنشاء فرقة بحث علمي حول هذا المجال وانجاز خريطة أثرية مع قاعدة معطيات جغرافية. كما أشار إلى نتائج البحوث التي تمثلت في رسائل جامعية حول آثار المنطقة مثل أطروحتي دكتوراه تمت مناقشتهما حول آثار زنينة وعمورة وبعض الرسائل في الماستر. وفي ذات السياق أكد الأستاذ أبركان على أن الأبحاث الفرنسية حول ما قبل التاريخ وفجر التاريخ خلال فترة الاحتلال عملت على ربط الآثار بمحتل أوروبي كما هو الشأن مع "العنصر السيلتي" وهذا بأهداف تخدم سياسة المحتل. أما الدكتور "قبوب لخضر سليم" فقد فاجأ الباحثين بأبناء الجلفة حين قال بأن "قصر الحارة" بعين الإبل هو بناء عثماني متحججا بتقنية التأريخ بواسطة "الكربون 14" في مخبر بمدينة مكناس المغربية التي سمحت له –على حد تعبيره- بافتراض فترة بناء حارة عين الإبل خلال سنوات 1720-1725 عكس الكتابات الفرنسية التي تقول بأنه بُني في عهد الجنرال مارغريت كقرية للعرب مع مرتع للقوافل. وهو ما جعل بعض الحضور يتساءل كيف سمح لنفسه بأن يحدد الفترة الزمنية بهذه الدقة رغم أن تقنية التأريخ هذه لديها حدود تصل إلى 50 ألف سنة كأقصى تقدير على أن لا تقل عن بضع مئات من السنين مع هامش خطأ قد يصل إلى 200 سنة في حين أن قبّوب يتحدث عن الحارة وكأنها مبنية منذ 297 سنة. وقد استشهد النقاد بحادثة تقدير عمر الكفن المنسوب الى المسيح عيسى عليه السلام التي وقعت فيها هوامش أخطاء كبيرة بين عدة مخابر عالمية رغم أنها محمية عكس قصر الحارة المعرض للعوامل الجوية والمناخية والتلوث مع تغير نسب الكربون في الجو. ولم يلبث قبّوب أن تلقى ردودا ضمنية في محاضرات لاحقة كما هو الشأن مع الدكتور "عمارة البشير" الذي ذكر أسماء للمواقع التي نزل بها الحجاج المغاربة من مصادرها وهي 06 رحلات حج محققة. حيث لم يذكر "الحارة" التي افترض بشأنها "قبوب" أنها بُنيت كمركز للمقايضة. ونفس الأمر بالنسبة للدكتورة حنفي عائشة التي صرحت بأن زربية الأطلس الصحراوي بالمنطقة لم تتأثر لا بالأندلسيين ولا بالعثمانيين وكذلك الباحث "بن سالم المسعود" الذي قال بأنه لم يجد في كل المصادر التي تتحدث عن قصور بلاد أولاد نايل ما يسمى ب "قصر الحارة" بناه العثمانيون بل بالعكس أورد كتابا للرائد "نيوكس" يتحدث عن أن الفرنسيين هم من بنوه!! مع العلم أن الدكتور قبوب لم يقدم المصدر الذي اعتمد عليه في افتراضه بأن "قصر الحارة" بُني كملتقى لقوافل الشمال والجنوب بغرض سوق للمقايضة!! ومن جهته قدم الدكتور "جودي محمد" نتائج أبحاثه ومعاينته للموقع الروماني الواقع بمحاذاة حمام الشارف أين أشار الى أن هذا الموقع صار مهددا فعليا بالأشغال الجارية حوله لعدة أسباب ومنها موقع منطقة ومواقع التوسع السياحي "ZEST". حيث دعا إلى حماية المنطقة المتبقية فيه بحمايتها أولا ثم بإجراء مسح أثري وبعدها حفريات ستشكل تربصا تطبيقيا لطلبة الآثار بجامعة الجلفة ومن ثمّ إجراء ترميمات بمسارات للسياح ستشكل عامل استقطاب للسياح كمورد اقتصادي فعلي. ومن جهته قدّم الأستاذ "علي قشاشني" محاضرة أبرز فيها دور الصحافة الالكترونية في نشر الوعي الأثري حيث كانت "الجلفة إنفو" هي النموذج. فأبرز دورها في أنها جزء لا يتجزأ من علم الآثار الوقائي من خلال التحسيس وكذلك توفير مصادر توبونيمية لأسماء الأماكن. وذكر الباحث أن من بين المواضيع المنشورة ب "الجلفة إنفو" ماهو خبري وبطاقات تعريفية ومنها ما تحمل طابع التحقيق الصحفي. أما الأستاذ "بن سالم المسعود" فقد قدم محاضرة حول قصور بلاد أولاد نايل التي صنفها الى 06 مناطق: قصور نصف قوس الجلفة (الشارف وعامرة وزكار والمجبارة) وقصور حاضرة مسعد (مسعد ودمد والحنية) قصور منطقة حد السحاري (بويرة السحاري كإسم قديم لحد السحاري وقصور جبل القعدة) وقصور منطقة بوكحيل (عمورة وعين السلطان والبرج وسلمانة) وقصور منطقة زنينة (زنينة وبن يعقوب) وقصور منطقة تعظميت (النثيلة ودشرتي الحاجب والهيوهي). كما فرّق في محاضرته بين مصطلحات الدشرة والقصر والنزلة والدوار ومرتع القوافل والرباط والحصون الرومانية. وبالنسبة لمعتقلي تعظميت وعين وسارة "بول كزال"، فقد أوردت الأستاذة بن زروال جمعة معطيات أرشيفية تحصلت عليها من مركز أرشيف ما وراء البحار بمرسيليا. فذكرت أن معتقل تعظميت قد أسس منتصف القرن التاسع عشر وكان في البداية عبارة عن خيم محاطة بأسلاك شائكة وضم سجناء مقاومة الشيخ بوعمامة ولالة فاطمة نسومر. كما ضم معتقلين من مناضلي الحركة الوطنية كما هو الشأن مع باعلي المزابي عضو حزب الدستور التونسي الذي سجن فيه سنة 1898 وقضى فيه سنة واحدة. كما سجن فيه من الأجانب شيخ الطريقة التيجانية بتونس "الشيخ لخضر بن السهيلي التيجاني". وبالنسبة لمعتقل بول كازال بعين وسارة، فقد أشارت المحاضرة إلى أنه بني سنة 1955 وبقي مفتوحا إلى غاية سنة 1962 بقدرة استيعابية تصل إلى 5000 سجين ولكن في ظروف قاسية بمعدل مساحة ضيقة لكل مسجون. كما ذكرت أن هذا السجن قد ضم سجناء الحركة النقابية لا سيما المجاهد الراحل مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين بن عيسى عطا الله، ابن الجلفة، حيث كان يُقدّم لكل سجين 01 لتر واحد يوميا من الماء ما أدى إلى ظهور مشاكل صحية وأمراض بين السجناء الجزائريين. وقدمت الأستاذة بن زروال وصفا لمعتقل عين وسارة مفاده أنه عبارة عن ثلاث مواقع كل واحد منها محاط بأسلاك شائكة وبه غرف سعة كل واحدة 30 سجينا. وقد تم خلال الفترة 1955-1962 سجن 2500 سجين في "بول كزال". أما الأستاذة فايزة جبوري فقدمت هي الأخرى محاضرة حول جمالية الزخرفة بمنسوجات منطقة الجلفة. وصفت فيها الزخارف بأنها تعكس التراث الإسلامي مع تنوع المواضيع والصبغة المحلية والدقة في مرحلتي النسج أو الخياطة إضافة إلى التنسيق في الألوان والأشكال. وقد برزت خلال فعاليات الملتقى عدة نقاشات مثلما هو الشأن حول العلاقة بين الزخارف في الزرابي وتلك النقوش الحجرية ورسوم ما قبل التاريخ. وفي هذا السياق أكّد الباحث في تراث المنطقة الحاج بلخضر الشولي بأنه لا توجد علاقة بينهما لأن حليّ بلاد أولاد نايل ذات أصل إسلامي عربي وأنها في بلاد أولاد نايل ذات أصل عربي هلالي نجده في عموم الوطن العربي بأشكالها وأسمائها.