ما تزال السلطات المركزية ترفض الاعتراف بأن ولاية الجلفة هي همزة الوصل بين أقطار الجزائر وأنها هي الأولى من حيث الحدود مع الولايات (تيسمسيلت وتيارت والأغواط وغرداية وورقلة وواد سوف وبسكرة والمسيلة والمدية) وأنها تحتل مساحة شاسعة بين التل والهضاب العليا والسهوب والصحراء ... وآخر نتائج اهمال الدولة لعاصمة السهوب هي خرائط موقع "طريقي" للدرك الوطني التي فضحت خطورة طرقات الولاية ليُضاف الى ذلك الأرقام عن احتلالها المرتبة الأولى في عدد قتلى الطرقات!! وحسب احصائيات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، فإن ولاية الجلفة قد سجلت 149 ضحية لحوادث الطرقات خلال سنة 2016 من بين 3992 قتيل على الصعيد الوطني. ورغم أن ولاية الجلفة احتلت المرتبة الأولى في عدد القتلى لسنة 2016 الا أنها لم تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد حوادث المرور وهو ما يعني أن حوادث الطرقات قاتلة بعاصمة السهوب لتتجه الأنظار مباشرة الى تلك الورشات المنتشرة عبر الطرقات الوطنية 01 و46 وكذا رداءة الانجاز وعدم التجهيز مثلما رصدته "الجلفة إنفو" خلال بحر هذا الأسبوع عبر الطريق الوطني 89أ في جزئه الرابط بين "الصقيعة" وبلديات القرنيني والخميس الى غاية حدود ولاية تيارت. وقد صارت ولاية الجلفة تحتل المراتب الأولى دوما في مختلف الاحصائيات الدورية (أسبوعية وشهرية وكل 24 أو 48 ساعة) للمديرية العامة للحماية المدنية أو القيادة العامة للدرك الوطني. وعلى سبيل المثال فقد احتلت عاصمة السهوب المرتبة الأولى خلال الأسبوع الثاني من شهر جويلية 2017 في ضحايا حوادث المرور بمجموع 07 وفيات و46 جريح. ولا يمكن أن نعزو هذه الأرقام الى الموقع الاستراتيجي للولاية فحسب بل ان حظيرة المركبات تشهد هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا. فقد تم ترقيم واعادة ترقيم 72707 مركبة عبر الولاية خلال سنة 2016 مما جعلها تحتل المرتبة الخامسة وطنيا بعد كل من ولايات الجزائر (146662 مركبة) والبليدة (136584 مركبة) وتبسة (92501 مركبة) وقسنطينة (78625 مركبة)، حسبما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن الديوان الوطني للاحصاء. بمعنى أن طرقات الولايات تستعملها 72707 مركبة على الأقل زائد آلاف المركبات القادمة من باقي الولايات!! أما بالنسبة لخرائط الدرك الوطني عبر موقع "طريقي" للاعلام المروري، فإن القراءة الأولى تجعل من الموقع فاضحا للحالة التي توجد عليها الطرقات في كل من أقاليم دوائر البيرين وعين وسارة وسيدي لعجال وحاسي بحبح والجلفة والشارف ومسعد ودار الشيوخ أين تمر طرقات وطنية (01، 01أ، 01ب، 46، 40، 40أ، 89، 89أ). فالتحذيرات التي وضعتها القيادة العامة للدرك الوطني في خريطة ولاية الجلفة بلغت اليوم السبت (14:15 زوالا) مجموع 290 تحذيرا تتراوح ما بين حادث مرور ونقاط سوداء وأشغال وطريق ضيقة وطريق مهترئة ومنطقة عبور الابل ومطالبة السائقين بالحذر ليلا واليقظة وغير ذلك. وتصبح خريطة الدرك الوطني وثيقة مهمة جدا بالنسبة لوضعية الطرقات بولاية الجلفة عندما نقوم بمقارنتها بباقي الولايات. كل هذه الأرقام تجعل من السلطات المركزية والعمومية أمام مسؤولية جسيمة تستدعي تسريع وتيرة الورشات المفتوحة عبر اقليم الولاية وكذلك اقرار برنامج عاجل وخاص لانجاز طرقات جديدة بعاصمة السهوب أو اعادة تصنيف طرقات أخرى ما تزال ولائية رغم أنها تستقبل حركة كثيفة نحو ولايات الوطن مثل "طريق الجلفة-المجبارة-مسعد" وطريق "الجلفة-فيض البطمة" وطريق "حاسي بحبح-حاسي العش-حد السحاري" وغيرها.