السعيد بوخلخال ترجع ذاكرة الكثير من سكان مدينة الجلفة القدامى عند الخوض في تاريخ بلدية الجلفة من حيث التسيير الإداري والجماعات المحلية التي تعاقبت عليها غداة الاستقلال إلى شخص السعيد بوخلخال, "شيخ البلدية" الذي عرف آنذاك بتفانيه في العمل و حنكته وأخلاقه العالية في العمل السياسي والنضالي خدمة لبلديته. ففي أول انتخابات للمجالس البلدية على المستوى الوطني عام 1967 كان السعيد بوخلخال ضمن الجماعة المحلية لبلدية الجلفة التي ضمت آنذاك في تشكيلتها 21 عضوا كلهم من تيار سياسي واحد وهو حزب جبهة التحرير الوطني (زمن الأحادية). و بعد ترأس لهذا المجلس من طرف شيخ البلدية آنذاك سي أحمد بلحواجب عادت رئاسة هذا المجلس بعد فترة لم تزد عن 6 أشهر للسعيد بوخلخال بعد استقالة رئيس البلدية الأول لأسباب "شخصية". و في حديث ل"واج" مع السعيد بوخلخال أفاض كأسه بالكثير مما كان في جعبته وما كان يشكل فخرا له في مسيرته النضالية في الساحة السياسية المحلية وترأس الجماعة المحلية لبلدية الجلفة في حقبة هامة كان ل"شيخ البلدية" كما كان يصطلح تسميته قيمة مضافة داخل المجتمع فضلا عن مكانته وتدخله المباشر في كثير الأمور. الحملة الانتخابية في عهد الحزب الواحد.. لقاءات جوارية و مهرجانات كبيرة لا ينظر إلى أجواء الحملة الانتخابية كما هو الحال عليه اليوم, يقول "عمي السعيد" بقدر ما كانت لها خصوصية في عهد الحزب الواحد و لكن كان التنافس بين رجال و مرشحي القائمة الواحدة ليحصل - من استطاع أن يستميل عواطف المواطنين لكسب ثقتهم - على مقعد بالمجلس البلدي و يخدم فيه الصالح العام من رؤية جماعية وتفاهم كبير بين أعضاء الهيئة التي كانت "قريبة جدا" من المواطن في ظل التعداد السكاني الذي لم يتجاوز ال30 ألف نسمة آنذاك. "كانت المساحة واسعة في اللقاءات الجوارية حيث كان كل واحد يدلو بدلوه ويحاكي همته لكي يكون محل رضا السكان ويعدهم بحل القضايا المطروحة في المجتمع. كما كانت تقام مهرجانات كبرى ليس لشرح البرامج السياسية وفقط ولكن لتقديم كل ما من شأنه ضمان تحسين الإطار المعيشي للمواطن آنذاك في حياته اليومية من توسيع لشبكة الماء الشروب و إنجاز قنوات الصرف الصحي والاهتمام بالمحيط ونظافته وكذا العناية بشأن التعليم واحتياجات المدارس وتلك هي تطلعات ذلك الوقت التي كانت جد بسيطة", يتذكر ذات المتحدث. و يعود السعيد بوخلخال بذاكرته القوية إلى ماضي بلدية الجلفة ومجلسها المحلي وبوضعه الخاص كما قال, "حيث كان أول مجلس بعد المندوبيات التي تلت الاستقلال يضم أعضاء من مواطني المدينة وفسيفساء السكان من أهل المنطقة ومن الوادي و الميزاب و القبائل ممن كانوا يقطنون المدينة ويجمعهم سبيل واحد مشترك وهو خدمة هذه الرقعة التي ينتمون لها بكل جهدهم و بدون حساسية تذكر حيث كانت الوطنية هي ما تعزز تلك اللحمة بينهم". ولعل هذا المجلس المحلي -- الذي تلى المندوبيات كما ذكر بوخلخال حيث كان اول رئيس للمندوبية هو المجاهد دلولة بلعباس تلاه بن شهرة محمد الذي توفي وهو في منصبه وأخيرا السعيد بن الأحرش الذي كان أيضا رئيسا للمندوبية -- كانت لنواته (أي المجلس) "قوة في الأداء وأيضا احترام كبير من المواطنين الذين إذا ما تم دعوتهم لحملة تشجير أو نظافة لأحياء المدينة إلا و كانت الهبة واسعة وأغلقت المحلات ويشارك الجميع بسواعدهم في إنجاح المبادرة". و ما حز في نفس المتحدث أن القوانين كانت تحترم بشكل لافت ففي مجال التعمير على سبيل المثال لا الحصر كان لا يمكن لأحد أن يعدل في مسكنه ولو بفتح نافذة حتى يحصل على رخصة من مصالح البلدية و يقوم بذلك دون إزعاج أو ترك لمخلفات البناء وهي ثقافة لطالما كانت مغروسة بشكل حضاري في نفوس "الجيل الذهبي" كما وصفه دون انتقاص من غيره. "بساطة" و "شفافية" عند الجماعة المحلية الأولى لبلدية الجلفة حاورت "واج" العديد من الشيوخ ممن عايشوا فترة المجلس المحلي الأول لبلدية الجلفة في ستينيات القرن الماضي حيث أجمعوا كلهم أن البساطة كانت تحكم كل مجريات العملية الانتخابية وكان الخطاب السياسي لأعضاء الحزب الواحد --المقيم من قبل مسؤولي الحزب الذين كانوا يحضرون من "التيطري" لكون الجلفة كانت تابعة لهذا الإقليم آنذاك-- يتسم بالوضوح والشفافية والحديث فقط عن تطلعات عادية للمواطن لا تتجاوز إطاره المعيشي و كانت أولوية الاهتمامات هي المدارس بالدرجة الأولى. وبكلمات رنانة أشاد هؤلاء بكل من كان في الجماعة المحلية الأولى لبلدية الجلفة و منهم السعيد بوخلخال الذين "قدموا الكثير وكانوا اقرب للمواطن في السراء والضراء ويمتلكون ثقة كبيرة و روح المسؤولية العالية ولكن الشيء الجميل الذي كان يزيد من بريقهم هو اتحادهم لأجل المصلحة العامة دون مزايدات وكانوا يشكلون فسيفساء من المجتمع الجلفاوي ويمتلكون ثقافة عالية وواسعة في كثير من المجالات". و ضمن هذا الحديث الموسع قدم السعيد بوخلخال نصيحة مقتضبة لمرشحي الاستحقاقات المحلية القادمة المقررة يوم 23 نوفمبر ألح فيها على ضرورة الالتزام بما يقدموه للمواطن من وعود في برامج أحزابهم خلال الحملة و ضمان العدل و النزاهة رغم صعوبة المهمة كما قال. صورة أثناء زيارة وزير التربية الأسبق د. طالب الإبراهيمي للجلفة 1- السعيد بن لحرش، 2- د. طالب الإبراهيمي، 3- بوخلخال السعيد، 4- مدام لافالي، 5- الشيخ المبروك صورة حملة تشجير لغابة المجبارة 1- السعيد بن لحرش ، 2- السعيد بوخلخال
رؤساء بلدية الجلفة من بينهم (من اليسار إلى اليمين): الصف الأعلى / بلحواجب أحمد 1967، سعيد بوخلخال 1968 و 1994، برق عبد القادر 1972 الصف الأوسط: بن شريف عبد القادر 1975، بالي العيد 1982 الصف الأسفل: براهيمي علي 1982 و 2007، يبرير سعد 1985، سوفاري شكيب 1989