في جو جنائزي مهيب ودع سكان الجلفة عصر يوم الخميس الفارط ، المجاهد الحاج "بوزيدي علي بن عمران" ، الذي يعد أحد أعيان وعقلاء المدينة، و قد حضر الجنازة جمع من مشائخ الولاية بالاضافة الى رئيس البلدية وبعض من المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي "لقد فقدنا أحد أعيان وعقلاء البلدية " و "رجل حكيم وهادئ الطباع و طيب"...هكذا ظل العديد من سكان بلدية الجلفة يرددون وهم يودعون المجاهد الحاج علي بن عمران ، حكايات تُروى عن مآثر المجاهد وكرمه وحلّه للعديد من المشاكل والنزاعات خلال مساره المهني ببلدية الجلفة وحتى خارج مهامه في البلدية . كذلك فإن التكافل الاجتماعي ميّز شخصيته طول حياته ، يقول احد الشيوخ أن "علي بن عمران "كان أب الفقراء ولا يتردد في مساعدة أي شخص يقصده ، كرّس حياته لخدمتهم و كان مقصد العروش ممن يأتون لزيارة رئيس البلدية لحل المشاكل ... شيوخ وشباب تجمعوا أمام سكنه في وداع للشيخ المجاهد" ، و المئات منهم يرى فيه مَعلما من معالم البلدية ، وبين كل مجمع و مجمع تكتشف قيمة الحاج "علي بن عمران" في نفوس أهل وسكان الجلفة الذين جاءوا لوداع هذا الرمز فحكاياتهم وتحسرهم لفقدانه كانت السمة البارزة... تلقي واجب العزاء من طرف أسرة الفقيد و المجاهد بوزيدي الذي يعتبر أحد كبار عرش الصحاري ،التحق بالعمل في بلدية الجلفة، وعمل رفقة رؤساء البلدية المتعاقبين، بدءاً بدلولة بلعباس أول رئيس لبلدية الجلفة، ثم بلحواجب أحمد، بوخلخال السعيد، السيد برق ، بن الشريف عبد القادر، براهيمي علي و سعد يبرير، و يذكر العديد ممن عرفوه بأنه كان يُستشار في تعيين رئيس بلدية الجلفة. مراسل الجلفة إنفو وابن الفقيد رفقة المجاهد علي بوزيدي -رحمه الله تعالى- (عيد الفطر للسنة الماضية) يذكر أن الفقيد يحظى باحترام كبير من طرف سكان بلدية الجلفة عامة وسكان حي بن عزيز خاصة، و قد عُرف عنه حبه لعمل الخير ومواقفه التي ظلت مرافقة لشخصه في العديد من القضايا و الأحداث التي عرفتها بلدية الجلفة أين لعب دورا كبيرا في حل عدة نزاعات ومشاكل بين المواطنين منها النزاعات الخاصة بأراضي العروش ، إضافة إلى أنه من الرعيل الأول للثورة الجزائرية حيث جاهد إبانها بالمنطقة السادسة الناحية الثانية، في منطقة جبال أولاد بن علية ببحرارة على مشارف جبل القعدة بحد الصحاري . تجدر الإشارة بأن الشيخ المجاهد الحاج بوزيدي علي بن عمران قد توفي عصر يوم الخميس الفارط ، ودفن بمقبرة المجحودة –سي علي بن دنيدينة- عن عمر يناهز 95 سنة بعد معاناة مع مرض لازمه أشهر طويلة، فرحم الله الفقيد وألهم ذويه الصبر والسلوان الفقيد يوارى الثرى بمقبرة "المجحودة" بالجلفة إنا لله وإنا إليه راجعون