سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدور كتاب حول شخصية الحاج موسى الدرقاوي وتاريخ المقاومة الشعبية ببلاد أولاد نايل أول أعمال مشروع "استكتابات جماعية حول التاريخ الحضاري لبلاد أولاد نايل"
صدر مؤخرا عن "دار الجلفة إنفو للنشر والتوزيع" كتاب تاريخي عبارة عن مؤلف جماعي حول شخصية الحاج موسى بن الحسن الدرقاوي ومقاومة بلاد أولاد نايل تحت عنوان "المقاومات الشعبية ببلاد أولاد نايل ... مقاومة الحاج موسى بن الحسن المدني الدرقاوي المصري 1831-1849" على أن ينزل قريبا للتوزيع بمكتبات ولاية الجلفة في مرحلة أولى ثم التوزيع وطنيا في مرحلة لاحقة. ويتزامن صدور هذا العمل مع الذكرى ال 168 لاستشهاد الحاج موسى رفقة أغلب أعضاء كتيبته من بلاد أولاد نايل بواحة الزعاطشة يوم اقتحامها 26 نوفمبر 1849 وبعد حصار طويل بدأ يوم 17 جويلية من نفس السنة. ويتراوح محتوى الكتاب في حدود 350 صفحة تتوزع على أربعة فصول ودراسة ملحقة. وتناول الفصل الأول التعريف ببلاد أولاد نايل من حيث كونها كونفيدرالية لعدة عروش منتشرة في بوادي وقصور نطاقها الجغرافي. مع تعريف موجز للجانب الحضاري لهذه الكونفيدرالية من خلال الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية في العهود السابقة للاحتلال الفرنسي. أما الفصل الثاني فإنه سيكون مخصصا لسيرة الحاج موسى وانتقاله سنة 1831 إلى مسعد ثم رباط "عين الخضرة" الذي يمكن اعتباره أول تحصين عسكري في تاريخ الدولة الجزائرية الحديث لأسباب أوردها المؤلفون في الكتاب. كما سيميط اللثام ولأول مرة عن "معركة وامري" التي وقعت بين جيشي الأمير والحاج موسى بنواحي المدية. وهي الواقعة التي يمكن الاصطلاح عليه ب "المؤامرة الكبرى" والتي استطاع المؤلفون تفكيكها باستغلال جملة من المراجع والوثائق التاريخية. ويأتي الفصل الثالث لكي يقدم تفاصيل واستفاضات حول فترة الأربعينات وحصر كل الحملات العسكرية سواء تلك التي تشكّلت لمطاردة الحاج موسى أو الأمير وغيرهما من القادة في بلاد أولاد نايل مع التركيز على دور المنطقة والثمن الذي دفعته. وقد تم تخصيص مبحث للتعريف ببعض المقاومين خلال هذه الفترة من داخل بلاد أولاد نايل مثل محمد بن فوضيل والتلي بلكحل وعبد السلام بن القندوز وسي الشريف بلحرش ومحاد بن عبد السلام وسي الحران وسي محمد بن عطية وبن الشيخ البريكي وغيرهم. وكذلك بعض المقاومين الذين احتضنتهم بلاد أولاد نايل مثل الأمير عبد القادر وسي قويدر التيطراوي وبومعزة ومولاي العربي الدرقاوي الونشريسي وأحمد بن الحاج الأغواطي وأحمد بن الطاهر الزموري والهاشمي الغريسي وغيرهم. ليختتم الفصل الرابع بتفاصيل عن الملاحم البطولية لسنة 1849 ببلاد أولاد نايل وآخرها ملحمة الزعاطشة التي شهدت مشاركة فعلية لأولاد نايل ترجمها نصف عدد الشهداء. وفيما يخص الدراسة الملحقة فهي تتعلق بالتفاصيل التي حصرت ما مرّ به قصر الشارف منذ الاحتلال الفرنسي إلى غاية سنة 1865 بغية إماطة اللثام عن مذبحة الدراويش والطابو الذي صاحبها. وهي أول دراسة جادة في هذا السياق وقد كانت محور ندوة تاريخية بالمركز الثقافي الإسلامي. ويشكل الكتاب مادة زاخرة لكل مهتم بتاريخ مسعد والشارف وزنينة وبطولات قبائل بلاد أولاد نايل من أولاد عيسى وأولاد امحمد وأولاد يحيى بن سالم وأولاد سعد بن سالم والعبازيز والسحاري والمويعدات وأولاد بن علية والأحداب ورحمان. كما يشكل الكتاب مصدرا مهما للتأريخ لكل من مدن التيطري خصوصا المدية وأيضا الأغواط ومنطقة العمور والونشريس والظهرة "الشلف" وزمورة وبلاد القبائل الصغرى ومتليلي وورقلة وبوسعادة وبسكرة وواحات أولاد جلال وسيدي خالد وفرفارة وليشانة والزعاطشة. وإضافة إلى المحتوى زخر الكتاب بمجموعة من الصور والخرائط والمخططات التوضيحية التي من شأنها زيادة الإلمام بالمادة التاريخية. جدير بالذكر أن هذا العمل التاريخي هو نتاج مجهودات لثلة من الباحثين في التاريخ الحضاري لبلاد أولاد نايل على أن يُتبع بأعمال تاريخية وأخرى عن التراث المادي واللامادي للمنطقة من أجل تغطية الفراغ الرهيب في هذا المجال وفرض حضور تاريخ بلاد أولاد نايل في المتداول الرسمي والأكاديمي. وكذلك الخروج عن الرتابة التاريخية والأخطاء والتكرار الذي طبع الكثير من الأعمال الأكاديمية وغير الأكاديمية حول تاريخ المنطقة.