المدينة تنتظر قدوم الذكرى 56 لاندلاع الثورة المجيدة ..نوفمبر يقرع الأبواب، فتجملت قاعة السينما بعين وسارة وتعطرت احتفاء بالمناسبة وتستقبل أدباء المنطقة الذين سيأتونها معبئين بعطر الكلمة ، لتنشيط ندوة أدبية للرواية والقصة القصيرة تخليدا وتكريما لروح الطاهر الطاهرة طهارة القديس والملائكة ألا وهو الفقيد عمي الطاهر ... صاحب الشمعة والدهاليز وغيرها ، الذي عانقت عيناه حبّات الثرى بعد المعاناة من مرضه الطويل الذي أخذه بالاكراه ، ومع إشراق صباح الأحد الجميل من 31 أكتوبر كان السيد رئيس المجلس الشعبي خريف خريف وطغمة من أبناء مدينته يتأهبون وبنشوة عارمة لاستقبال حافلة معجة بالكلمات ..ستكون ضيفة على أبناء مدينة عين الآسرى ومن عاصمة أولاد نائل ..جميلة تلك الحافلة التي أعدها مدير دار الثقافة : السيد رشيد بودالي وجمالها يكمن في جماعة النقد والأدب الذين هم بداخلها وكلهم حيوية منقطعة النظير .... كيف لا وعرس عمي الطاهر ؟ وكان الاحتفاء أولا بمقر البلدية ..وكان الترحاب وكانت الكلمة الراقية ..وكانت الحميمية التي من خلالها تأكدت المحبة بين المير خريف وبين الشعراء والكتاب من جديد ..هم وهذا الرئيس الذي له علاقة جميلة مع الأدب لذلك أراد أن يكون وردة اللقاء.. ووعد بطبع كتاب وعلى حسابه بعيدا عن ميزانية الدولة ...الكتاب عبارة عن انطلوجيا قدمه له رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين الشاعر عقيل بن عزوز ..وهذا لإيمانه واعترافه بما قدموه بعضهم على الصعيد العربي والدولي... وهذا من قبل سنين الخراب في الجزائر والى اليوم.. وبعد قهوة الصباح المعطرة بشيح البراري ..انطلق صناع الكلمة الى القاعة الرحبة رحابة قلوب الوساريين يماشيهم السيد المير والى جانبه السيد مدير دار الثقافة ،وفي جو تسوده السعادة الخالية التخوم ...حيث كان الشاعر عقيل بن عزوز على منبر التغريد بكل لباقة وبشاشة وابتسامة كفيلة بزرع المرح بين الحاضرين وقد قام بتنشيط الفترة الصباحية ومن كرمه وجوده أحال الكلمة للسيد رئيس المجلس الشعبي وقد ألقاها معبرة وبأسلوب أدبي عذبة جميلة وفيها سلاسة و أدب لكونه صاحب موهبة قبل ولوجه في عالم السياسة ، ولا أغالي إذا قلت قد أسعد جمهورا محتشما يقدر الكلمة و يحبها حد العشق... وصعد بعده السيد مدير دار الثقافة الذي أتمم الامتاع بكلمته المبدعة هي الأخرى والتي قد دخلت في عداد الكلمة ..وهذا ربما لأنه مدير الثقافة وكالطائر الغريد امتطى الروائي والناقد السعيد موفقي ظهر المنصة ليقول لكمشة النحل " الجمهور القليل " السخرية المعيارية في أخر قصص الطاهر وطار ....التهكم والمفارقة لمواجهة تصلب الفكر و....وهي المداخلة الجديرة بالوقوف عندها والتي قد روجت لها بعض الجرائد الورقية و الإلكترونية.. وكذا مرافقه وزميله الناقد النوري عبد الرحمان الذي جاء يعبق بعطر الادريسية وقد من على الحاضرين بما هو مناسب وجوهري في هذه الذكرى الكبيرة والترحم أدبا على اديبنا العالمي صاحب عرس بغل ... ثم كانت الكلمة للمتدخلين الذين قد أضافوا للندوة بما قد يمكن أن يثار ويقال في السرد الروائي والقصصي طبعا... وبعد الإجابة من قبل الأستاذين الكريمين كانت نهاية الفترة الصباحية بمقاطع من شعر عقيل بن عزوز وبعد تناول الغذاء الى جانب المير عاد الوفد الى مواصة الندوة الأدبية للفترة المسائية والتي أشرف عليها الشاعر دراجي سليم بقراءات قصصية بداية من سعدي صبّاح الذي أمتع الجماعة بقصته " أسير الخشخاش " الى جانب ميليا فريحة الروائية التي دائما تصنع الامتاع من خلال النص وقد نثرت الغبطة بين الحضور من خلال قصتها القصيرة الطويلة ، ثم الشاعرة والكاتبة الرائعة والمطربة نعيمة نقري بشعر يشبه القص وجمال تجلى في قصيدة شعبية..قد منت بها على الجمهور الذي أشعرته بالنرجس والكرز ..... وبراعم رعشات... وقد لجأ الشاعر غانم حميد الى القصة ايمانا منه بأن العرس عرس النثر هذا المساء ..و آخرون قد أضافوا للندوة : الشاعر والصحفي لخضر أم الريش الذي جاء من بعد غياب طويل والشاعر محمد ببوش الوكال وغيوب مختار وحمام أحمد بطلعته التي جعلته محبوبا من طرف الجميع والسيدة نعيمي ق رئيسة الجمعية الولائية ... واختتمت الندوة في حدود الخامسة بتوزيع شهادات التقدير والعرفان على من كانوا وراء إنجاح الندوة الأدبية لعرس الروائي العالمي عمي الطاهر وطار رحمه الله واتفق الجميع على ترسيخ وتأكيد تقاليد الاستمرارية من أجل ازدهار الأدب العربي في الوطن في هذا الزمن الذي ضربت فيه ثقافة النهب والربح السريع وتهميش المواهب أطنابها ..وعلى أمل انبلاج فجر جديد سعدي صباح www.sebbah.jeeran.com www.sebbah.co.cc