ينتظر أن يعرض فيلم "فضل الليل على النهار" السنة القادمة حيث شارف الفيلم على الانتهاء وسيكون عودة قوية للرواية إلى السينما الجزائرية، علما أن أغلب روائع السينما الجزائرية إتكأت على أشهر أعمال المبدعين الجزائريين. كتب رواية الفيلم المؤلف محمد مولسهول المعروف باسم "ياسمينة خضرا" وهو بعنوان "فضل الليل على النهار" وهو إنتاج مشترك جزائري فرنسي يخرجه الفرنسي"ألكسندر اركادي". يتناول الفيلم حقبة الثلاثينات من القرن العشرين أي في الفترة التي شهدت احتفال فرنسا بالذكرى ال100 لاحتلالها الجزائر، أي أن الاحتفالات جرت سنة 1930 وكانت بمثابة استفزار علني للجزائريين، في هذه الفترة أيضا كانت الجزائر تعيش نضالا سياسيا مستميتا من خلال الحركة الوطنية والتي أثمرت فيما بعد ميلاد جبهة وجيش التحرير الوطني اللذين قادا إلى الاستقلال. كتب سيناريو الفيلم وحواره "دانيال سانت أمو" وهو فرنسي من مواليد ولاية معسكر، تحكي القصة، حياة يونس الذي نشأ بين الأوروبيين أو مايعرفون "بالاقدام السوداء" بالجزائر زمن الاحتلال، يفتح يونس عينيه وهو بينهم فيتم تعميده مسيحيا ويغير اسمه إلى "جوناس" وهو لايزال طفلا ليعيش في شبابه قصة حب مع "إيميلي" وتصل محنة يونس أو "جوناس" مداها عندما يعيش التمزق بداخله مع اندلاع الثورة المجيدة، وهو المحور الرئيسي الذي تدور حوله الأحداث لتتم معالجة موضوع الثورة من منظور غير مسبوق في تاريخ السينما الجزائرية. تشارك في بطولة الفيلم الممثلة "ايزابيل عجاني" علما أن أماكن التصوير التي ستؤديها ستكون بوهران وعين تموشنت. للتذكير فإن »ياسمينة خضرا« يدير حاليا المركز الثقافي الجزائري في باريس وقد اكتسب من خلال العديد من الروايات التي كتبها شهرة عالمية، وبتحول روايته إلى فيلم فإنه يكون قد حقق حلما تمناه الكثيرون من الكتاب في الجزائر، علما أن الكثير من الأدباء والروائيين الجزائريين سبقوه إلى هذا الإنجاز وحولت أعمالهم إلى روائع سينمائية. لعل أبرز من حولت أعماله الروائية إلى روائع سينمائية هو الراحل مولود معمري حيث حولت اثنتان من رواياته إلى السينما أولاها "الأفيون والعصا" سنة 1969 والتي أخرجها سينمائيا أحمد راشدي، ثم "الربوة المنسية" التي أخرجها عبد الرحمن بوقرموح في التسعينيات وتحكي مأساة إنسانية زمن الحرب العالمية الثانية. هناك العديد من الأفلام لمخرجين آخرين استعانوا بالأعمال الروائية نجد مثلا »ريح الأوراس« للراحل بن هدوقة التي حولها سليم رياض منتصف السبعينيات إلى فيلم ناجح وتتناول قصة فتاة متعلمة تعيش في بيئة ريفية تؤمن بالخرافة. أما الروائي الطاهر وطار ورغم شهرته لم يحظ بتحويل نصوصه السردية إلى السينما إلا مع فيلم »نوة« وهي قصة قصيرة كتبها في بداياته ضمن مجموعة قصصية بعنوان"دخان من قلبي" وقد أخرج "نوة" عبد العزيز طولبي. ولم يكن رشيد بوجدرة أكثر حظا من وطار إذ لم تنل نصوصه الروائية حظها من السينما، لكنه يبقى من أشهر الروائيين الذين اشتغلوا بالسينما وساهم في كتابة سيناريو وحوار فيلم "وقائع سنين الجمر" للخضر حامينة الذي نال السعفة الذهبية "بكان" سنة 1975، كما كتب للسينما فيلم "علي في بلاد السراب" للمخرج أحمد راشدي والذي تناول مشكلة العنصرية ضد العمال الجزائريين في فرنسا. ومن روائيي جيل السبعينيات أمين الزاوي الذي تحولت روايته "إغفاءة الميموزا" إلى فيلم "شاي آنيا" للمخرج سعيد ولد خليفة. أما رواية "الأمير.. مسالك أبواب الحديد" للروائي واسيني الأعرج التي تناول فيها شخصية الأمير عبد القادر وعلى الرغم من نجاحها وتتويجها بجوائز أدبية مهمة فإن صاحبها ينتظر تحويلها الى فيلم بمقاييس عالمية وينتظر الفرصة المناسبة بعد تعطل المشروع الأول الذي قاده المنتج عبد العزيز طولبي.