سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتفالية عمداء الكشافة بالجلفة ... متحف كشفي قريبا وشهادة حيّة مهمة للقائد "الدكتور عليوات المسعود" وسط وعود بتكريم النقابي الراحل "بن عيسى عطا الله" منذ عهد الوالي جلاوي
كانت احتفالية اليوم الوطني للكشاف 27 ماي سهرة كشفية-تاريخية من تنظيم "جمعية عمداء الكشافة بالجلفة" في بيت العميد الحاج عطية بن غربي أمس بعد صلاة التراويح. حيث حضر عمداء الكشافة بالجلفة ومنتخبون حاليون وسابقون وشخصيات وأعيان من المدينة. وكانت المناسبة فرصة لتقديم مداخلات من طرف السيد لبوخ خليفة والدكتور عليوات المسعود والسيد بوخلخال السعيد والسيد ميساوي محمد. وقد جاءت كلمة عميد الكشافة الدكتور "عليوات المسعود" على شكل شهادة حية باعتباره كان رئيسا للمكتب الوطني للكشافة المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية (1986- 1990) ثم رئيسا للمكتب التنفيذي الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية (1990-1992). حيث ذكر أن رئيس الجمهورية السابق، الراحل الشاذلي بن جديد، هو من أعطى الكشافة قيمتها وارتقى بها من خلال جملة من الامتيازات وأنه كان يضع نصب عينيه مشروعا يرمي الى جعل الحركة الكشفية هي الأولى في التنظيمات على المستوى الوطني. وقد أشار الدكتور عليوات الى أن الراحل بن جديد قرر أن يتم تأسيس فوج كشفي نموذجي في كل مدرسة. ولتجسيد هذا المشروع يقول العميد عليوات "طلبت من الرئيس توفير وسائل وتجهيزات لنجاح المشروع ومنها مليون بزة كشفية فوافق الرئيس وتحولت مدينة شنغهاي الى ورشة لتجهيز طلبية اللباس الكشفي من الجزائر". ومع اقرار التعددية يقول الدكتور عليوات "طلب مني الرئيس الشاذلي ابعاد الكشافة عن كل النشاطات السياسية". وبخصوص الجانب التاريخي للكشافة ذكر نفس المتحدث أن المؤسس "محمد بوراس" قد راسل أصدقاءه لكي يعلمهم باستقالته من الحركة الكشفية لأنه آثر الجهاد وتجنيب الكشافة أي اضطهاد من سلطة الاحتلال الفرنسي أو حلها بسبب نشاطه. كما أضاف عليوات أن زعماء الحركة الوطنية هم من شجعوا بوراس على تأسيس الحركة الكشفية بالجزائر والتي كانت تميل الى "حزب الشعب"، الذي يرأسه مصالي الحاج، أكثر منها الى الحركة الاصلاحية. وبشأن اعدام بوراس واتصاله بالنازيين ذكر عليوات أن القاضي الفرنسي الذي حكم بالاعدام على بوراس سأله عن سبب اتصاله بالألمان في فترة الحرب العالمية الثانية فأجاب بوراس بأنه سيتعامل مع أي شخص يعطيه السلاح لتحرير بلده. ليكون بوراس من أوائل من فكروا في العمل المسلح ولتكون الكشافة هي من أنجبت جلّ رجال الثورة ومن ضمنهم اغلب اعضاء مجموعة ال 22. كما لم يفوت الأستاذ المحاضر عليوات المسعود، صاحب رسالتي ماجستير ودكتوراه حول تاريخ الحركة الكشفية بالجزائر، الفرصة لتفنيد الاشاعة القائلة بأن الكشافة رفضت الامتثال لتعليمة جيش وجبهة التحرير الوطني لحل كل التنظيمات وتوحيد الثورة. فأكد على وجود التعليمة ومخالفة الكشافة لها ولكن بموجب مراسلة تطلب من الكشافة عدم تجميد نشاطها فكان لهذه الأخيرة دور كبير في محاربة الاحتلال الفرنسي مثل توزيع المناشير. وأشاد القائد الوطني السابق للكشافة الاسلامية الجزائرية، الدكتور عليوات، بالدور الذي لعبه كشافة "فوج الأمل" بالجلفة منذ تأسيسه عام 1939 والى غاية اليوم. حيث قال في هذا الصدد "فوج الأمل بالجلفة كان فوجا نموذجيا بالنسبة لي". ليختتم كلمته بالدعوة الى الاهتمام دوما بالدور التربوي للحركة الكشفية وتثمينه في ظل ما وصفه ب "معاناة الكشافة في وقتنا الحالي". أما السيد لبوخ خليفة، الأمين العام لجمعية أول نوفمبر بالجلفة، فقد ألقى كلمة موجزة أوضح فيها التاريخ الكشفي بتأسيس "فوج ابن خلدون" كأول فوج كشفي جزائري في مليانة عام 1934 ثم فوج بالقصبة بالعاصمة في السنة الموالية. لتكون مدينة الجلفة أيضا من المدن السباقة حين عمد بعض أبناء المدينة الى تأسيس "فوج كشافة الأمل" عام 1939 ومن بينهم المرحوم زناتي محمد والمرحوم لخذاري لخضر بمساعدة القائد المرحوم بوسعيد. وهكذا ما كادت تندلع ح ع 2 حتى كانت الحركة الكشفية منظمة برئاسة بوراس ورعاية بن باديس، يقول السيد لبوخ، فكان شعار جمعية العلماء المسلمين "الاسلام ديننا والعربية ولغتنا والجزائر وطننا" شعارا للكشافة التي كانت محل اهتمام من الاصلاحيين والعلماء والحركة الوطنية. وحرص عمداء الكشافة للمرة الثانية على تكريم عائلة النقابي الكشفي المجاهد الراحل "بن عيسى عطا الله" بحضور حفيده الصيدلي السيد بن عيسى أكرم. وتم تقديم كلمة حول سيرة مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. فذكر السيد السعيد بوخلخال، رئيس بلدية سابق وباحث في التاريخ المحلي، أن بن عيسى عطا الله هو المؤسس لأنه كان في نقابة "الكونفدرالية العامة للعمل CGT" وأنه قد ترأس وفدها من الجزائر في مؤتمرها بفرنسا. ليقوم بتأسيس نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين ويتخلى عن الرئاسة ل "عيسات ايدير".وقد تأسف السيد بوخلخال لعدم الاشادة بسيرة هذا الرجل العظيم حيث ذكر أن المساعي متوقفة منذ عهد جلاوي وحرفوش بتقديم وعد بتسمية المعهد العالي للتكوين شبه الطبي الذي يتم بناؤه حاليا بالقطب الحضري الجديد ببحرارة. أما العميد ميساوي محمد، فذكر بعضا من المحطات التاريخية لكشافة الأمل بالجلفة فذكر أن النقابي الراحل "بن عيسى عطا الله" كان عضوا في هذا الفوج وأنه قد سار في مهمة كشفية الى غرداية وبريان والأغواط. كما ذكر بمشاركة أعضاء كشافة الأمل في اللقاء الوطني الكشفي الشهير بتلمسان سنة 1944 ومظاهرات 08 ماي 1945 بسطيف أين تشكل الفوج من الراحلين عروي ثامر وبلحاج وزوجته- أطال الله عمرها- السيدة شداد كلثوم. واختتمت الاحتفالية بتكريم عائلة النقابي "بن عيسى عطا الله" والاعلان عن أن موعد افتتاح المتحف الكشفي سيكون في ذكرى عيد الاستقلال الموافق للخامس جويلية القادم. وحسب عمداء الكشافة سيكون هذا المتحف هو الأول من نوعه على الصعيد الوطني وهو من تأسيس وادارة "جمعية عمداء الكشافة بالجلفة" ويقع بوسط مدينة الجلفة في المقر السابق للكنيسة. صورة لمؤسس الإتحاد العام للعمال الجزائريين "بن عيسى عطالله" في رحلة كشفية (الجلفة -الأغواط- غرداية)، سبتمبر 1943 جانب من الإحتفالية / تصوير القائد "أحمد بوخلخال" و الجلفة إنفو