بالرغم من أنه يوم عمل، اجتمعت صبيحة اليوم الأحد كل فعاليات ولاية الجلفة بكل أعمارها في مسيرة انطلقت من وسط المدينة نحو مقر الولاية أين جاب الآلاف من المتظاهرين نهج "الأمير عبد القادر" ورددوا شعارات ضد السلطة المركزية ورموزها وكذلك ضد السلطات المحلية المنتخبة والتنفيذية. ولأوّل مرة الى جانب العلم الوطني، حمل متظاهرو الجلفة علما لطالما شكل في التراث الهوية العربية الهلالية-الادريسية بلونيه الذين يرمزان الى الخيمتين الحمراء والسوداء لعروش ولاية المنطقة. وهو ما يوحي بوعي تاريخي مركّز لدى المتظاهرين حول هوية واحدة وواقع واحد تعيشه المنطقة ككل. وحسب ما استقته "الجلفة إنفو" من معلومات ولاحظته ميدانيا فإن المظاهرة قد شاركت فيها وفود من دوائر وبلديات مسعد وحاسي بحبح والشارف والادريسية ودار الشيوخ وعين وسارة ومن خارج الولاية. وقد رفع شباب عين وسارة راية كتبوا عليها "عين وسارة ضد الاقصاء والتهميش" في اشارة الى ما تعانيه عاصمة شمال الولاية من نقص فادح في البرامج التنموية على غرار مشروع مستشفى 240 سرير المجمّد ومطالب مستشفى الأم والطفل والملحقة الجامعية وغيرها. وخلال المسيرة رددت حناجر المتظاهرين عدة شعارات مثل "يا أويحيى عيب عليك الجلفة كبيرة عليك" و"يا ولد عباس عيب عليك بن شريف كبير عليك" و"يا للعار يا للعار سلطة بلا قرار" وشعارات تنادي بطرد الوالي. وقد توقف المتظاهرون عند ساحة الشهداء بمحاذاة الفندق العسكري أين قرأوا الفاتحة على روح العقيد أحمد بن شريف وترحموا على الشهداء ثم أنشدوا جماعيا السلام الوطني "قسما" غير بعيد أيضا عن مقر الأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين التي غاب رئيسها "مختار المخلط" عن جنازة العقيد ولم تسجّل حضورها بأيّ بيان تأبيني. وقد تم كل ذلك تحت أعين قوات الشرطة التي كانت تراقب المسيرة عن كثب وتنظم حركة المرور في اتجاهي باب الجزائر وباب الأغواط ثم اتجاه حي 05 جويلية شرقا. في حين تحدث متظاهرون من مختلف البلديات عن حواجز اضافية لقوات الدرك الوطني على مستوى بعض المحاور الطرقية باتجاه عاصمة الولاية. ولم يسلم ممثلو المجتمع المدني والمنتخبون والأعيان والمسؤولون التنفيذيون من تنديد المتظاهرين بما وصفوه ببيع ذممهم والتواطؤ مقابل مصالح شخصية، لتتواصل المسيرة الى غاية مقر الولاية أين لوحظ خلوّ حظيرته من السيارات سواء للموظفين أو لأصحاب المصالح الادارية مما يوحي بأنه لم يكن يوم عمل بمقر الولاية. وفيما كان المتظاهرون يحاصرون مقر الولاية ضلّت قوات مكافحة الشغب داخل الحظيرة تراقب الأوضاع في انتظار أي تطورات بمعية عناصر الحماية المدنية وسيارة إسعاف وشاحنة إطفاء. وفي تمام الساعة العاشرة وصل المتظاهرون الى مقر الولاية أين قام بعض المنظمين المتطوعين في سلوك حضاري بفسح الطريق نحو مستشفى الولادة (مركب الأم والطفل) ومستشفى المجاهد "محاد عبد القادر". ليتم الوقوف دقيقة صمت أمام مقر الولاية ثم تلاوة بيانين رصدا واقع الولاية "المحقورة منذ بداية انشاء الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية" على حد تعبير أحد المتحدثين. كما نزل رئيس الأمن الولائي الى الساحة أين التقى جموع المتظاهرين وتحادث معهم. فيديو وصور المسيرة