سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أربعينية العقيد على بعد أسبوعين ... هل سيتم إطلاق اسم المرحوم أحمد بن شريف على متحف المجاهد بالجلفة؟ بالتوازي مع الصدى الاعلامي لندوة "مركز الجلفة إنفو للدراسات والبحوث"
جاءت الندوة التاريخية التي نظمها مؤخرا "مركز الجلفة إنفو للبحوث والدراسات والتدريب والاستشارة" بمجموعة من التوصيات تتمثل في التأسيس لملتقى وطني تحت مسمى "العقيد أحمد بن الشريف" واستكتاب المجاهدين - بالولاية الرابعة خاصة - في تدوين سيرة العقيد وإدماج جهاد المنطقة وتاريخها في المنظومة التربوية والثقافية الوطنية ... وأخيرا تم اقتراح تسمية ملحقة متحف المجاهد بالجلفة باسم "العقيد أحمد بن الشريف" !! وبالعودة إلى أصداء هذه التوصيات ومدى تجسيدها فقد كانت الاستجابة قبليا لمعظمها حيث أكد ل "الجلفة إنفو" عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الجلفة، الدكتور برابح محمد الشيخ، أن الجامعة ستنظم ملتقى علميا يتناول سيرة المجاهد العقيد أحمد بن شريف في الموسم الجامعي القادم. بينما أبان مجاهدو الولاية الرابعة عن وعيهم بالتاريخ الثوري للمنطقة من خلال الشهادات الحية التي قدمها المجاهدان "لخضر بورقعة" و"بوخروبة خضير". وتبقى أهم توصية مقدور عليها وهي "إطلاق اسم متحف المجاهد بالجلفة على العقيد أحمد بن شريف". وفي هذا الصدد كان الجلفاويون قد رفعوا مطلب تجسيد استقلالية ملحقة متحف المجاهد بالجلفة عن المتحف الجهوي "العقيد محمد شعباني" ببسكرة ضمن أرضية مطالب خاصة بالولاية ... لاسيما وأن الأربعينية على الأبواب لتسمية المتحف ولم يتبق لذلك سوى أسبوعين!! الصدى الإعلامي للندوة التي احتضنها "متحف المجاهد" بالجلفة صنع الحدث في الصحافة الوطنية حيث تناولتها "وكالة الأنباء الجزائرية" والجرائد اليومية العمومية والخاصة "المسار" و"الحياة" و"الاتحاد" و"الشروق اليومي" و"أخبار اليوم" و"المساء" على مدار هذا الأسبوع. وقد سبق ذلك أيضا اهتمام إعلامي واسع بوفاة العقيد وجنازته وتداعياتها على الشارع الجلفاوي. فمجلة "الجيش" الشهرية لسان حال وزارة الدفاع الوطني، في عددها الأخير لشهر أوت الحالي، والتلفزيون الجزائري اعتمدا على السيرة النضالية للعقيد التي نشرتها "الجلفة إنفو" قُبيل وفاة العقيد بخمس أسابيع. وبخصوص الصحافة المفرنسة، فزيادة على تعاطيها مع جنازة العقيد ومسيرة الغضب بالجلفة، فقد نقل الموقعان الالكترونيان "Algérie Patriotique" و"Algérie7" شهادة حية أول أمس عن عسكري فرنسي (الجندي الاحتياطي روجيه تيركو Roger Turcot) وصف فيها العسكري الفرنسي العقيد بن شريف بأنه "مجرم حرب" ضد فرنسا لأنه ذبح نصف تعداد الفصيلة الفرنسية التي كان مجندا فيها متسائلا "لماذا لم يفرّ بن شريف من التجنيد دون أن يتسبب في مقتل المجندين الفرنسيين؟" وهو ما يتوافق مع الشهادة الحية للرائد لخضر بورقعة الذي قال ب "الزميلة" يوم الأربعاء 25 جويلية "بن شريف كان بإمكانه انتظار إجازته وأن يأتي إلى الجلفة ومن هناك يتمرّد ويلتحق بالمجاهدين ولكن انضمامه للثورة كان مباشرة من ثكنته بعد الهجوم عليها". الحضور الأكاديمي في الندوة كان متمثلا في المؤرخ "سليمان قاسم" الذي نشط الندوة بينما افتتحها الدكتور "العسالي بولرباح"، مدير مركز الجلفة إنفو للدراسات والبحوث والتدريب والاستشارة، حيث ذكّر بالنشاطات التاريخية للمركز وتنظيمه لندوة تاريخية حول مظاهرات 02-01 نوفمبر 1961 بالجلفة أين تم إنجاز جدارية تخلد هاته المظاهرات وسط عاصمة الولاية، وكذا ملتقيين وطنيين حول الولاية السادسة التاريخية اضافة الى ندوة اليوم. أما المحاضرة الأولى فقد ألقاها الدكتور دليوح عبد الحميد مستقرءا فيها وثائق أرشيفية منها وثيقة الأرشيف الدبلوماسي السرّي الفرنسي حول مساعي الفرنسيين إلى مبادلة الأسير "أحمد بن شريف" مقابل العسكري الفرنسي "موريس لانفروي" في فيفري 1961. إضافة إلى وثيقة أرشيفية من نقاشات البرلمان الفرنسي حول المبادلة المقترحة بين بن شريف ولانفروي برعاية ووساطة من منظمة الصليب الأحمر الدولي وحكومة الرباط وكذا تطرق صحيفة "المجاهد" لسان حال جبهة التحرير الوطني لقضية الأسير بن شريف. أما محاضرة الدكتور "جرد سالم" فقد تمحورت حول قراءة في مذكرات العقيد بن شريف "فجر المشاتي". حيث ركز على حادثتين تبرزان شجاعة بن شريف وتوجهاته الوطنية والعروبية والإسلامية سواء من خلال مشاركته في حرب الهند-الصينية وتنديده بما قامت به القوات الفرنسية هناك. وكذا مساهمته في عملية ضد الوجود الفرنسي في تونس أعطت معنى ودفعا للثورة التونسية. وفيما يتعلق بتمرد العقيد بن شريف في ثكنة سور الغزلان، ذكر ذات الباحث أن من بين أسباب التمرد اعتداء الفرنسيين على نساء من المنطقة فاشتكين إلى بن شريف الذي وصف في مذكراته الموقف بالمؤثر. جدير بالذكر أن الندوة قد حضرتها عائلة المرحوم العقيد أحمد بن شريف وكذا مدير المجاهدين بالنيابة والأسرة الثورية ممثلة في نائب رئيس الأمانة الولائية للمجاهدين بالجلفة المجاهد "ساعد جقبوب" والمجاهد "يحيى معيزة" رئيس المكتب الولائي لمنظمة معطوبي حرب التحرير والسيد "لبوخ الخليفة" عن المكتب الولائي لجمعية "أول نوفمبر" ونجل الشهيد "جقال بايزيد" و ثلة من المجاهدين وأبناء الشهداء. إضافة إلى الدكتور "قرود امحمد" أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة والدكتور "عامر زناتي" من جامعة غرداية. كما حضر النائب "لخضر إبراهيمي" والنائبان السابقان "مصطفى بن دراح" و"عمراوي قويدر" وجمهور من بلديات دار الشيوخ ومسعد وعين معبد وفيض البطمة والجلفة وحاسي بحبح. التوصيات التي تم تلاوتها بنهاية الندوة: - ردّ الاعتبار لتاريخ المنطقة وشهدائها ومجاهديها ورموزها وعلمائها وإطاراتها وإدراج إسهامات رجالاتها عبر التاريخ في المنظومة التربوية والثقافية الوطنية - استكتاب المجاهدين -بالولاية الرابعة خاصة - في تدوين سيرة المجاهد سي أحمد بن الشريف - التأسيس لملتقى وطني تحت مسمى "العقيد أحمد بن الشريف" - اقتراح تسمية ملحقة متحف المجاهد بالجلفة باسم "العقيد أحمد بن الشريف" - انتاج فيلم وثائقي حول سيرة العقيد احمد بن الشريف شهادة المجاهد لخضر بورقعة "قائد الولاية الرابعة التاريخية" أثناء تأديته واجب العزاء ب"الزميلة" بعض الوثائق التي عرضت أثناء الندوة التاريخية
صور من الندوة التاريخية حول المجاهد "احمد بن شريف"