ودعت مدينة مسعد والأسرة التربوية بالمنطقة أحد أعمدتها، في جو مهيب من متوسطة بوعبدلي دحمان إلى مثواه الأخير بالمقبرة الخضراء، بعد قراءة الكلمة التأبينية للأستاذ لخنش عبد الرحمان والتي ذكر فها الخصال الحميدة والروح الطيبة للفقيد .. ولد الحاج نوري حاشي بن دحمان ببادية الجلفة خلال 1949 ، تلقى مبادئ الكتابة والقراءة وتعليم القرآن الكريم على يد والده رحمة الله عليه لينتقل إلى مدينة الجلفة ليتابع حفظ القرآن على يد الشيخ حاشي العسالي رحمه الله. وككل طالب علم شغوف انتقل مجددا الأستاذ نوري إلى زاوية الشيخ سيدي بولرباح وكان شيخها الفاضل سي أحمد المغربي رحمه الله، ختم القرآن الكريم على يد الشيخ سيدي بولرباح رحمه الله ليعود الى مدينة الجلفة لدراسة مبادئ النحو والصرف وفقه اللغة على يد الشيخ حاشي معمر رحمه الله، وطالبا بمدرسة الاخلاص بالجلفة ليرحل الى زاوية البيرين للتعمق في علوم اللغة وعلوم الحياة على يد شيخها الكريم محفوظي القاسمي رحمه الله، ليعود من جديد الى مدينة الجلفة ويلتحق بمتوسطة الأمير عبد القادر ويتحصل على شهادة التعليم المتوسط "الأهلية" سنة 1966. عين الحاج نوري حاشي في منصب مساعد معلم سنة 1967 بتعظميت ، انتقل بعدها لمدينة الشارف الى غاية 1969 ، في سنة 1970 عين معلما بمدرسة دار البارود بالجلفة ، أنتدب استاذ اللغة العربية بمعهد الدراسات التقنية - C.N.E.T - بالجلفة ، التحق سنة 1973 بالمعهد التكنولوجي لتكوين الأساتذة ببوزريعة ليتخرج سنة 1974 حيث عاد أستاذا للغة العربية بنفس المعهد بالجلفة الى غاية 1980، تاريخ تعيينه مراقبا عاما بمتوسطة بوبكراوي مختار بالجلفة سنة 1984 ، عين مديرا لمتوسطة الشايب التجاني بمسعد الى غاية 1998 ، السنة نفسها التي نقل فيها مديرا لمتوسطة بوعبدلي دحمان بمسعد. بعد كل هذا العطاء الطويل في حقل التربية والتعليم تقاعد الحاج نوري حاشي في 31 ديسمبر 2009 ليسلم المشعل للشباب. وافته المنية يوم الأربعاء 26 سبتمبر 2018 بمستشفى الجلفة ، ليوارى الثرى بالمقبرة الخضراء بمسعد . رحمه الله وطيب ثراه. وبهذا المصاب الجلل تتقدم "الجلفة إنفو" بأخلص التعازي لعائلته ولجميع الأسرة التربوية بولاية الجلفة.