مرة أخرى تفقد الجلفة أحد أئمتها ومرجعياتها وتعيش حالة من اليتم وذلك بانتقال الإمام الشيخ حاشي العربي الإمام السابق لمسجد السيدة عائشة بحي بن جرمة بمدينة الجلفة إلى جوار ربه أمسية يوم الأربعاء 12 /01 /2011 . أقيمت صلاة الجنازة بمسجده وبحضور حشود كبيرة من المواطنين وفدت من داخل وخارج الولاية وكانت كلمة الشيخ مأمون القاسمي الحسني من زاوية الهامل معزيا كل الجزائر بفقدان الشيخ ومذكرا بمناقبه تلتها كلمة الشيخ الجابري السالت .
انتقل الموكب بعدها مارا بشوارع المدينة التي ودعت أحد أبنائها الأوفياء ليصل إلى المقبرة الخضراء حيث دفن بالقرب من أهله وأحبابه ومشايخه وبالقرب من الشيخ العسالي رحمهم الله جميعا
من هو الشيخ حاشي العربي ولد الإمام حاشي العربي بن أحمد بن معطار بسد الرحال سنة 1920 درس على يد الشيخ حاشي العسالي رحمه الله في البادية وشق عنه القران الكريم في سنتين التحق بزاوية الهامل سنة 1940 أين درس الفقه و قواعد اللغة العربية وعلوم الشريعة على يد الشيخ سي بن عزوز القاسمي وسي المكي القاسمي خريجي جامعة الزيتونة ولم يقتصر مكوث الشيخ بالزاوية على تلقي العلم بل كان معينا لمشايخ الزاوية وكلف بالكثير من النشاطات منها تموين الزاوية بالمواد الغذائية من مختلف المناطق . - في بداية الخمسينات عاد إلى الجلفة ومارس التجارة وسط المدينة . تعرض لعدة مضايقات من الفرنسيين فانتقل إلى ناحية الأغواط ولم يمكث طويلا هناك وعاد إلى ممارسة التجارة. كلفته الحكومة المؤقتة بداية الاستقلال كوكيل شرعي يحتكم إليه الخصوم وترد إليه الأمور. سنة 1965 شارك في مسابقة الأئمة الأولى من نوعها وطنيا وتلقى تكوينا في معهد الأئمة بعين طاية بالجزائر العاصمة لمدة سنتين . عين إماما بمسجد السيدة عائشة رضي الله عنها سنة 1967 ثم رقي إلى إمام خطيب سنة 1992 ثم إمام ممتاز . بقي يعمل بإخلاص إلى أن أحيل على التقاعد وبقي يعتاد المسجد ويحضر كل ما ساعدته حالته الصحية وقد حضر الحفل الذي كرمت فيه جمعية المسجد حفظة القران الكريم ليلة 27 رمضان الأخير . انتقل الشيخ إلى جوار ربه ليلة الخميس يوم 7 صفر 1432 ه الموافق ل 12جانفي 2011 فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأحبابه وسكان الجلفة الصبر والثبات ورزق هذا الجيل والجيل القادم رجال وعلماء يحفظون ما تركه أمثال هؤلاء الرجال وحفظ لنا بقية مشايخ المنطقة ونفعنا بهم أمثال الشيخ الجابري السالت