سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عار اهمال السلطات لمدينة البيرين ... المستشفى ما يزال مغلقا وأشجاره يبُست والطرقات مازالت تقتل والمدينة تغرق في المياه القذرة!! وسط تساؤلات عن مدى متابعة الوالي للوعد الذي قطعه بدوي منذ 06 أشهر
مستشفى البيرين مهمل لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل حال مستشفى 74 سرير بمدينة البيرين الى حد جريمة اهمال الأشجار ومساحاته الخضراء ... هذا الوضع هو النتيجة الحتمية بعد أن تعرّض المستشفى للسرقة ووصلت الى محيطه المياه القذرة بعد أن أزكمت أحياء المدينة بينما ما تزال عاصمة المويعدات ترسل مرضاها وضحايا الحوادث الى عين وسارة وحاسي بحبح وغيرهما ... وأخيرا وليس آخرا فشل كل السلطات الولائية في تنفيذ تعهدات وزيره للداخلية يوم أن زار البيرين في 18 فيفري الفارط!! أربعة أيام قبيل اندلاع الحراك الذي عصف ببوتفليقة ووزرائه وزجّ برموزه في السجن بسبب قضايا فساد، حل وفد وزاري يقوده وزير الداخلية الأسبق، ورئيس الحكومة الحالي نور الدين بدوي، حيث كانت مدينة البيرين هي المحطة الثانية للزيارة ويومها، 18 فيفري 2019، صرّح وزير الدولة بدوي بشأن مستشفى البيرين قائلا "علينا الاسراع في تجهيز هذا المستشفى خاصة وأنه قد تم رفع التجميد عنه ... سنعمل على التشغيل التدريجي لهذا الانجاز الهام ابتداء من شهر آفريل القادم" ... ومن الشهود على الزيارة كان رئيس دائرة البيرين ومدير الصحة ومفتش مركزي من وزارة الصحة ووالي الولاية "توفيق الضيف" فهل قاموا بمتابعة تنفيذ هذه التعهدات بعد مرور 06 أشهر؟ المستشفى مطلب حيوي بالبيرين ولكنه مُجمّد محليا فقط!! مستشفى البيرين لا يتعلق بحالة بذخ أو مشروع زائد عن الحاجة بل هو يمثل مطلبا حيويا لهذه الدائرة التي يشقها الطريق الوطني رقم 89. وقد مرت منذ أسبوع الذكرى السادسة لحادث المرور الذي أودى بأرواح 06 من أبناء البيرين وجرح 07 آخرين ويومها طالب السكان بتفعيل قاعات العمليات الجراحية المغلقة. أما بالنسبة للعامل الديمغرافي فبلدية البيرين تحصي أزيد من 40 ألف نسمة لوحدها. كما أن المستشفى ينتظره سكان دائرتي البيرين وحد السحاري لتقليص المسافة نحو عين وسارة وفي نفس الوقت تخفيف الضغط عن مستشفاها الذي تتبعه 12 بلدية ... هذا الوضع يبعث على التساؤل عن عدم افتتاح مستشفى البيرين!! في الحقيقة فإن الحكومة قد أفرجت عن المرسوم التنفيذي رقم 19 – 141 المؤرخ في 29 آفريل 2019 (الجريدة الرسمية رقم 29) والذي أنشأ المؤسسة العمومية الاستشفائية بالبيرين. مما يعني أن مرسوم الإنشاء هو شهادة ميلاد المستشفى الذي يمكنه الشروع في التوظيف وخصوصا استقطاب الأطباء الأخصائيين في دورتي التوزيع كل سنة ... غير أن المستشفى ليس مغلوقا فحسب بل صار محل اهمال واضح ... المستشفى تزيّن من أجل عيون الوزراء البوتفليقيين ثم تم اهماله ... من يريد أن يعرف حجم الاهمال الذي وصلت اليه السلطات الولائية في قطاع الصحة بولاية الجلفة بدءا بالوالي ووصولا الى مديرية الصحة فعليه أن ينظر الى مستشفى البيرين ... فهذا المستشفى الذي انطلقت أشغاله بتاريخ 07 جانفي 2010 ووصلت نسبة انجازه الى 35% في ديسمبر 2011 قد تمت بشأنه عملية توظيف في نهاية سنة 2018 وزاره الوفد الوزاري وتعهد بدوي بافتتاحه تدريجيا في ابتداء من آفريل 2019 وتم تجهيزه بموجب ... ورغم كل ذلك فالمستشفى مغلق وهذا في حد ذاته فضيحة اذا احتسبناها على الأقل منذ تاريخ 05 ماي أي 04 أشهر منذ تاريخ صدور مرسوم الانشاء ... ضف الى ذلك تساؤلات السكان عن عدم تنفيذ وعد وزير الصحة بتحويل مصلحة الاستعجالات الى مصلحة للولادات حتى لا تضطر الحوامل الى السفر الى حاسي بحبح وعين وسارة وحتى عاصمة الولاية!! ورغم أن المستشفى قد خُصص له 16 منصب لعمال مهنيين و05 مناصب للسائقين و08 مناصب إدارية وتقنية الا أنه لم يتم الى اليوم ارسالهم الى المؤسسة العمومية الاستشفائية بالبيرين كما ورد في اعلان مسابقة التوظيف من طرف المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة!! وقد انعكس هذا الوضع على وضعية الصيانة والبستنة بالمستشفى حيث بدأ البلاط بالانكسار بينما وقعت مأساة كبرى تمثلت في موت كل المساحات الخضراء وحتى النخلات وبعض الأشجار ... وهذه جريمة لا تقل عن جريمة اهمال مرضى البيرين بالنظر الى أن المستشفى كمشروع ضخم لا توجد به سوى حنفية ماء كتلك التي يتم ايصالها الى المنازل الفردية!! المياه القذرة ... مصدر آخر للأمراض المتجول في محيط المستشفى يلاحظ أنه قد وصلته المياه القذرة والتي هي الأخرى معضلة كبرى لمدينة البيرين. حيث أن المياه القذرة تتدفق من قنوات الصرف الصحي من وسط المدينة الى المخرج الجنوبي طريق عين وسارة ومنه يحاذي المستشفى مرورا بحي سكنات 250 مرورا بالوادي ... وهذا المشكل قد تسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة وهو قائم منذ سنوات في انتظار تحرك فعلي من طرف مصالح ديوان التطهير من أجل مشروع تمديد القناة الرئيسية للصرف الصحي. ويبقى أمل سكان المدينة التسريع بتجسيد مشروع محطة تصفية مياه الصرف المنزلي التي أعلن عنها وزير الموارد المائية في فيفري الفارط. حيث تم اختيار الأرضية ويبقى فقط أن تكون طاقة المحطة كافية لتصفية مياه الصرف المنزلي ومياه الصرف الاستشفائي أو تزويد المستشفى بحوض تصفية ... وهذا لكي لا تتكرر بالبيرين تلك المآسي والأخطاء التي وقع بعاصمة الولاية حين تم منحها مشروع محطة الصرف الصحي بقدرة 150 ألف نسمة بينما عدد السكان أكثر من نصف مليون!! البيرين كبيرة بسكانها وموقعها ولكن هناك من يريد تقزيمها ... هذا ما يؤمن به سكان البيرين فهُم لم يتركوا أي منبر اعلامي أو لقاء أو زيارة لمسؤول ما لتبليغه انشغالاتهم. فالمدينة هي بمثابة قلب المنطقة الشمالية الغربية لولاية الجلفة وهي على مسافة لا تتجاوز 40 كم عن كبريات المدن مثل عين وسارة وعين بوسيف وبوغزول (ولاية المدية) وبلدية بوطي السايح (ولاية المسيلة). بينما تقع بمحاذاتها بلديات حد السحاري وبنهار وبويرة الأحداب وعين افقه. كما أنه يمر به خط وطني للسكة الحديدية وبها محطة ورغم ذلك لم يتم اعلان أي عمليات توظيف أو تكوين استباقي لهذا المشروع!! ومع كل هذه المعطيات والظرف الحالي الذي تعيشه الجزائر سيصبح من العبث اهمال هذه المدينة ولا عذر لأي مسؤول لم يسع الى حلحلة الوضع ... فالعار فعلا أن يتعطل مشروع لمدة 10 سنوات وعندما يتم اصدار مرسوم إنشائه وتوفير الموارد البشرية له لا يتم فتحه رغم مرور 04 اشهر عن ذلك المرسوم ... فهل الأمر يتعلق فعلا بصراع على صفقات التجهيز كما يُشاع!! مسابقة التوظيف في نوفمبر 2018
البستنة وأشجار المستشفى في حالة اهمال المياه القذرة وصلت الى المستشفى والصيانة غائبة والبلاط بدأ بالتدهور المياه القذرة تغزو المدينة