لم تأتي انتفاضة المحتجين على ارتفاع السلع الغذائية الأساسية و رفع مؤشر البطالة بل زاد على هذا " الحقرة " والتهميش حسب قول سكان بلدية بني عباس التي تبعد بحوالي 250 كلم عن مقر ولاية بشار فقد ثار سكان البلدية زوال أمس فأتوا على الأخضر واليابس حيث قطعوا الطريق وصبوا جام غصبهم على عدة مؤسسات فأحرقوا مقر البلدية كاملا ... و قد كانت المناوشات التي حصلت بين تلاميذ ثانوية إبن البيطار القطرة التي أفاضت الكأس، أين نشبت مشادات كلامية أدت إلى تخريب عدة أقسام بالثانوية ورغم تدخل الأساتذة والموظفين بالمؤسسة وكذا مصالح الأمن إلى أن الأمور سرعان ما تطورت وسارت جموع غالبها من الفئة الشبانية متجهة نحو البلدية ليضرموا النار في جدران ومصالح البلدية، فاشتعلت النيران بالمقر الرئيسي للبلدية وردد المواطنون عبارات كلها تؤكد عدم ثقة أهالي مدينة بني عباس السياحية في رئيس البلدية التابع لحزب " الأرسيدي " ... وحسب الكثير من مواطني البلدية فقد سئموا من الوعود المزيفة و " المفبركة " التي أملاها عليهم طوال الثلاث سنوات الفارطة أين وعد هذا الأخير بوجود مساعي كثيرة في برنامجه الإنتخابي من شأنها أن تنهض بنمو البلدية حسب آراء وأقوال المواطنين، إلا أنها ظلت تمثل حبرا على ورق ولم ترقى لتحقيق طموحات السكان... هذا ما قاله المواطنون لوالي ولاية بشار إثر المعاينة الميدانية التي قادته إلى البلدية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة أين صرح الرجل الأول في هرم الولاية بأن المجلس قد سحب الثقة من الرئيس في خطوة لتهدئة الأوضاع كما إتهم السكان المير بكبح عجلة التنمية داخل البلدية وحرمانهم من عدة مشاريع تنموية و طالبوا والي ولاية بشار بالتدخل وإدراك الموقف قبل فوات الأوان... وقد حاولنا الإتصال بأحد المسؤولين هناك إلى أن الأجواء كانت مشحونة فتعذر ذلك لعدة مرات بسبب الفوضى التي شهدتها البلدية جراء التظاهرات الإحتجاجية الساخطة... فهل البديل الذي يحمل نفس البرنامج والصبغة السياسية سيكون قادرا على تحقيق مطالب هؤلاء يتساءل أحد المواطنين... أم أن الإنتخابات تبقى العامل الرئيسي في تحديد مسار البلديات يقول آخر ...وبين سندان الأول ومطرقة الثاني يبقى المواطن الجزائري يرفع شعار " لي دارها بيديه يحلها بسنيه "