عاد الهدوء، أمس، إلى شوارع العاصمة بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات العنيفة التي خلفت خسائر ثقيلة، غير أن المواطنين مازالوا يشعرون بالقلق خوفا من تجدد أعمال الشغب التي قد تضر بمصالح البعض منهم، خاصة أصحاب المحلات، والسيارات. وعلى الرغم من أنه قد تم إحراق بعض المدارس، إلا أن هذه الأخيرة ستفتح اليوم أبوابها أمام التلاميذ بعد الإسراع إلى ترميمها، غير أن هذه الأحداث خلفت بعض التداعيات كنقص في النقل والبنزين، وإخلاء بعض المحلات من سلعها. روبورتاج : سهام م/المراسلون بعد مرور 3 أيام على الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة وضواحيها على خلفية الارتفاع الفاحش لأسعار بعض المواد الأولية، بدأ الهدوء يعود بشكل تدريجي، وعلى الرغم من التخوفات التي مازال يبديها عديد من الأشخاص تجاه عودة هذه الاحتجاجات إلى الواجهة، إلا أن الحياة اليومية العادية بدأت تأخذ مجراها. هدوء نسبي وأزمة في الخبز عندما تتجول في شوارع العاصمة لا تسمع إلا جملة واحدة يكررها المواطنون وهي :» الله يجيب الخير«، كما أن كثيرا منهم كان يتحدث عن ليلة هادئة بدون أي احتجاج، أو نهب أو تكسير. فباب الوادي التي شهدت احتجاجات عنيفة خلال اليومين الماضيين، استطاع سكانها النوم بهدوء واطمئنان بعد توقف هذه الاحتجاجات التي أسفرت على كثير من الخسائر المادية، وقد سارع سكان باب الواد إلى التسوق بمجرد افتتاح المحلات، فقد لاحظنا طوابير كبيرة من المواطنين الراغبين في اقتناء الخبز، واختلفت إجابات المواطنين بين خائف من تجدد الاحتجاجات التي قد تؤدي إلى إحداث أزمة بعد غلق المخابز خوفا من أن تطالهم أعمال الشغب، خاصة وأن إعداد الخبز وبيعه يختلف عن أية سلعة أخرى، وبين آخرين راغبين في اقتناء المواد الاستهلاكية للحاجة. نقص في النقل وعراك أمام محطات البنزين وبدت شوارع العاصمة خالية من السيارات ومختلف وسائل النقل الخاصة منها وحتى العمومية، فأغلب أصحاب سيارات الأجرة فضّلوا عدم الخروج للعمل، كما أننا لاحظنا بشكل ملحوظ غياب حافلات مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر خوفا من تعرضها للحرق من طرف المحتجين، كما فضل بعض المواطنين عدم الخروج بسياراتهم بعد تداول أنباء عن تعرض سيارات مواطنين للتفكيك والسرقة، أو حتى للحرق، وهو ما أكدته لنا إحدى المواطنات التي قالت: »تركت سيارتي في البيت، خوفا من أن تكون هناك بعض المناوشات التي قد تؤدي إلى الاعتداء على سيارتها«. كما عرفت مختلف محطات البنزين طوابير من السيارات التي يبحث أصحابها عن تزويد مركباتهم بالوقود، وقد تجاوز عدد السيارات في الطابور الواحد الخمسين سيارة، كانت كلها تنتظر أدوراها أمام محطات البنزين، التي يعاني أصحابها من غياب الوقود بعد أن أحجمت شاحنات تزويدها بهذه المادة على القدوم خوفا من أن يتم استغلالها في عمليات الحرق والسلب والنهب، وقد حدثنا شهود عيان عن عراك واسع ومناوشات دارت بين المنتظرين في طابور محطة البنزين التابعة ب»رايس حميدو« بعد أن طال الانتظار بهم دون جدوى لأن المحطة لم تعد تملك الكمية الكافية من البنزين. محلات تخلى من سلعها خوفا من السلب رغم أن أعمال الشغب بدأت تقل، إلا أن أصحاب بعض المحلات الذين قرؤوا وسمعوا وشاهدوا الكثير عن عمليات السطو خلال الاحتجاجات، مازالوا يشعرون بالهلع، لكنهم لم يجدوا أي حل آخر لإنقاذ سلعهم سوى إفراغ محلاتهم من السلع وأخذها إما إلى البيوت أو إلى أي مكان آخر أكثر أمنا من المحل المعرض للسرقة في أي وقت، ويتعلق الأمر خاصة بباعة الأجهزة الكهرومنزلية المتأثرين بنهب مصنع »كونتينونتال«، وكذا ببعض محلات بيع الذهب التي رأى أصحابها إخفاء سلعهم إلى حين انتهاء الاحتجاجات بعد الاطلاع على أنباء عن سرقة محل لبيع الساعات الثمينة، إلى جانب إقدام بعض باعة الهواتف النقالة على إخفاء سلعهم خوفا من تعرضها للسرقة. مدارس تفتح أبوابها للتلاميذ رغم حرقها وفي الكاليتوس، وبالضبط في بلدية الشراربة، زرنا مقر ثانوية مسعودة جيدة التي تم إحراقها مساء أمس، من طرف أزيد من 200 شخصا، وعند البوابة شاهدنا عددا من التلاميذ الذين كانوا يساعدون عمال البلدية في التخلص من الأشياء التي تم حرقها، وما هي إلا لحظات حتى رأينا المدير رفقة عدد من المسؤولين منهم رئيس البلدية والأمين العام في أكاديمية التربية، ما أن اقتربنا منهم حتى أكدوا لنا أن المدرسة ستكون جاهزة اليوم لاستقبال التلاميذ، وأن كل شيء سيكون كما كان، مضيفين أن الثانوية قد تم إحراقها بنسبة 80 إلى 90 بالمائة، وأنها فقدت كافة أرشيفها، لكن ذلك لن يقف عائقا أمام عودة الحياة داخلها، حيث تم التخلص من الأسلاك الكهربائية التي كانت مرمية على الأرض والتي كانت تشكل خطرا على الطلبة، كما يتم ترميم الأقسام، وصبغها لإزالة بقايا الدخان داخلها. وليس بعيدا عن هذه الثانوية، يتم أيضا ترميم متوسطة تم فتحها أمام التلاميذ قبل عام تقريبا، وقد أكد لنا مديرها أنها ستكون جاهزة اليوم لاستقبال التلاميذ. أما بعض الشبان اللذين كانوا في المكان، والذين أخبرونا أنهم كانوا وراء حرق الثانوية والمتوسطة، فقد أكدوا لنا هم وكثير من أقرانهم ورفاقهم قد تلقوا تكوينا مهنيا لكنهم في النهاية وجدوا أنفسهم بدون عمل، فحتى الدراسة لكم تعد حسبهم طريقا يوصل إلى بر الأمان، والأمثلة كثيرة أمامهم، فبعد الدراسة يجد الفرد منهم نفسه بطالا، بدون منزل، ولا قدرة له على تأسيس أسرة وفتح بيت، ويضيف الشبان، أنه لم يكن أمامهم سوى تحطيم الثانوية، كوسيلة للتعبير عن غضبهم، ذلك أن المدرسة لم تعد تعني لهم شيئا أمام تدهور حالتهم الاجتماعية وغموض مستقبلهم. تعزيزات أمنية ومواصلة الاعتقالات وعلى الرغم من أن الاحتجاجات وأعمال الشغب التي عرفتها العاصمة قد بدأت تتجه نحو الهدوء، إلا أن مصالح الأمن مازالت تقوم بالتحقيق والبحث عن المتورطين، فقد عرفت أغلب الأحياء الشعبية في العاصمة اعتقالات بالجملة لعدد من الشبان المتهمين بالضلوع في الأعمال التخريبية ممن أثبتت الكاميرات المثبتة في الشوارع وجودهم في مكان الحدث لمحاكمتهم حسب ما أكده وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية. ومن جهة أخرى، مازالت العاصمة تشهد تعزيزات أمنية مشددة، وخاصة في الأحياء الشعبية والأماكن التي شهدت مثل هذه الأعمال، وهذا من أجل العمل على عودة الأمن من جهة وتحسبا لأية احتجاجات جديدة. ------------------------------------------------------------------------ تبسة: رشق بالحجارة، تخريب وجرحى في صفوف الأمن والمحتجين شهدت الشوارع الرئيسية بعاصمة الولاية تبسة وبعض مدن الولاية أعمال شغب قام بها شباب، احتجاجا على الارتفاع المذهل للأسعار، خاصة المواد الغذائية الأساسية حيث قاموا برشق أعوان الأمن وواجهات المحلات وبعض المؤسسات العمومية والخاصة والعديد من الهياكل العمومية مست بالأساس الهياكل التربوية والشبانية بالحجارة ووضع المتاريس وحرق العجلات المطاطية بنقاط متعددة من أحياء المدن. وقد تصدى أعوان الأمن للمحتجين، حيث استعملوا القنابل المسيلة للدموع في بعض الأماكن لتفريق المتظاهرين. وحسب بعض المصادر فقد تم تسجيل أزيد من 27 جريحا في صفوف أعوان الشرطة تعرضوا إلى كسور وجروح مختلفة و4 جرحى في صفوف الغاضبين، فيما تم توقيف العديد من الأشخاص. أعمال الشغب مست أحياء الجرف ووسط المدينة والمرجة ولاروكاد والأمير عبد القادر والطريق الإستراتيجي وطريق عنابة والزاوية وحي البلدية. كما انتقلت أعمال العنف لبعض مدن الولاية منها بئر العاتر، العوينات، الشريعة، العقلة المالحة، أين قام بعض الشباب بوضع متاريس وحرق العجلات المطاطية بالطرق الرئيسية والفرعية من هذه المدن، ورشق واجهات بعض المؤسسات بالحجارة، تسببت في أضرار وخسائر معتبرة. كما تسببت هذه الاضطرابات في شل حركة المرور، خاصة النقل الحضري والجماعي وغلق جل الهياكل الخدماتية بما فيها المخابز والمحلات التجارية. ------------------------------------------------------------------------ أزيد من 70 مصابا بوهران واعتقال عشرات الشبان اعتقلت مصالح الأمن والدرك الوطني بوهران، عشرات المحتجّين مساء أوّل أمس، على إثر الاشتباكات العنيفة على مستوى عدّة أحياء وبلديات والتي كانت امتدادا للاحتجاجات التي اندلعت منذ الأربعاء الماضي، فيما تمّ تسجيل أزيد من 70 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة في صفوف الأمن والمتظاهرين. شرعت قوّات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الأمن والدرك، خلال تدخّلها لتفرقة المتظاهرين وحماية الممتلكات العمومية من التخريب والنهب، زوال الجمعة في حملة اعتقالات طالت العشرات من الشباب الذين تمّ القبض عليهم في الشوارع بعد مطاردات شرسة وكرّ وفرّ بكلّ من أحياء الحمري، دالمونت، ابن سينا، الضاية وغيرها، وكان من بين الموقوفين الأمين العام البلدي للإتّحاد الوطني للشبيبة الجزائرية «إينجيا« لبلدية سيدي الشحمي ومسؤول التنظيم في نفس الفرع، واللذين تمّ توقيفهما من قبل مصالح الدرك الوطني على إثر نشوب الاحتجاجات في بلدية سيدي الشحمي، فيما طالب المكتب الولائي للإتّحاد بالإفراج عنهما ودعا إلى تنظيم اعتصام تنديدا بقمع الحرّيات على اعتبار «أنّ المسيرة التي تمّ تنظيمها بسيدي الشحمي كانت سلمية«. وإن كانت المصالح الأمنية لم تفرج عن القائمة المحدّدة للموقوفين، فإنّ مصادر قالت إنّ الاعتقالات طالت العشرات من الشباب الذين تمّ ضبطهم في وسط الاحتجاجات، خصوصا بعد تأجّج العنف على مستوى شارع سيدي الشحمي، إذ حاول ملثّمون اقتحام «بنك الخليج« بغرض السرقة وأضرموا نيرانا هائلة في العجلات المطاطية التي قطعوا بها الطريق، كما اقتلعوا مخادع الهواتف والأعمدة وأحرقوا المزابل، إلاّ أنّ سرعة تدخّل مصالح الأمن حالت دون اقتحام بنك الخليج وهو نفسه البنك الأجنبي الذي تعرّض لعملية سطو كبيرة وخسائر ماديّّة معتبرة في أحداث صائفة 2008، وتواصلت التوقيفات إلى غاية الليل بعزل مثيري الشغب ومطاردتهم، وبناء على ذلك سيتّم تقديمهم أمام العدالة خلال هذا الأسبوع، وما تمّ تسجيله هو استعمال العديد من الشباب لألثمة وأقنعة حتّى لا يتّم التعرّف عليهم باستعمال كاميرات المراقبة المنصبّة بالشوارع الرئيسية والمقدّر عددها بحوالي 50 كاميرا، وهي نفسها الوسيلة التي تمّ استعمالها للقبض على المشاغبين في الأحداث السابقة، كما عزف العديد من المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، عن التوجّه نحو مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مخافة تحرير محاضر لهم من قبل مصالح الأمن والقبض عليهم، وفضّلوا أخذ الإسعافات الأوليّة في الخارج، وحسب حصيلة أوليّة للمصالح الطبيّة فإنّ عدد المصابين في صفوف المتظاهرين فاق 40 مصابا، إضافة إلى أكثر من 28 شرطيا. وإن كان الهدوء قد عاد نسبيا إلى عاصمة الغرب إلاّ أنّ الأوضاع لا تزال ملغّمة ولا تزال التعزيزات الأمنية قائمة ليل نهار خصوصا بالمناطق الحسّاسة، فيما استدعت مختلف المؤسّسات ذات الطابع الصناعي أو التجاري أو الخدمات وكذا المؤسّسات الإدارية جميع أعوان الأمن الخاصّين بها للحيلولة دون تخريبها، والملاحظ في الأحداث الأخيرة الغياب شبه التّام لجمعيات المجتمع المدني ولجان الأحياء في تأطير هذه الاحتجاجات والنهي عن أعمال التخريب والسرقة، ما معناه أنّ محرّكي هذه الأعمال كان أغلبهم منحرفون وخرّيجو سجون ومسبوقون قضائيا استغلّوا القصّر حاملين في أيديهم السيوف والخناجر بغية سرقة المنشآت الهامّة. ------------------------------------------------------------------------ العدالة تحقق في مقتل شاب في عين الحجل بالمسيلة أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي عيسى بولاية المسيلة بفتح تحقيق في حادثة وفاة الشاب لبزة محمد، في أعقاب الحركة الاحتجاجية التي عاشتها مدينة عين الحجل الليلة ما قبل الماضية. كما أمر وكيل الجمهورية لدي محكمة سيدي عيسى بتشريح جثة الضحية، قصد تحديد ملابسات وأسباب الوفاة. وهي المعلومة أكدها لنا أمس النائب العام لدى مجلس قضاء المسيلة. تنقل أمس رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس أمن ولاية المسيلة وقائد المجموعة الولائية للدرك إلى مدينة عين الحجل لتقديم التعازي لعائلة لبزة محمد من مواليد 1991، ضحية أحداث العنف التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين. وخلفت الحركة الاحتجاجية هذه 4 جرحى، ويتعلق الأمر بكل من قويدري مفتاح، عاشوري، عبد الرزاق ثعلوب، والمدعو دوسن، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 19 سنة، وهؤلاء أصيبوا بجروح عندما حاولوا الليلة ما قبل الأخيرة اقتحام مقر أمن عين الحجل. وبالعودة إلى موجة الغضب، قطعت أمس حركة المرور بمدينة بوسعادة عبر عدة محاور، سيما طريق بسكرة وطريق الجزائر، حيث حاولت قوات مكافحة الشغب تفريق المحتجين، مثلما فعلت الليلة ما قبل الماضية، حيث حرق المحتجون مكتب بريد حي 20 أوت،ووكالة القرض الشعبي الجزائري، ومقر صندوق التعاون الفلاحي، ومقر البلدية، حيث تم السطو على أجهزة إعلام آلي، فيما تمن تخريب متحف المجاهد بذات المدينة، كما تم تخريب مقر وكالة التشغيل، فيما حاول المحتجون اقتحام مقر أمن الدائرة، غير أن قوات مكافحة الشغب حالت دون ذلك باستعمال القنابل المسيلة للدموع. ------------------------------------------------------------------------ قسنطينة، ميلة وأم البواقي: كسر، حرق، سرقات وتوقيفات بالجملة بدأت الأمور تتعفن بولايات الشرق ومنها قسنطينة، عنابة، ميلة وأم البواقي بعد الحوادث التي جرت ليلة الجمعة إلى السبت واستغرقت ساعات طويلة إلى غاية مطلع الفجر وانضمام المئات من الشباب إلى الحركة الاحتجاجية، حيث تعرضت العديد من الهياكل الإدارية إلى الكسر والحرق والسرقات بالجملة يقودها مجموعات من الملثمين، البعض منهم من ذوي السوابق العدلية والمدمنين على تعاطي الكحول والمخدرات. ففي المدينةالجديدة علي منجلي تعرض مقر سونلغاز والفرع البلدي للبريد والمواصلات إلى التخريب والحرق، كما تعرض مقر وكالة الأنباء الجزائرية لولاية قسنطينة إلى التخريب في واجهته الأمامية. أما المركز التجاري »الرتاج« الواقع بالمدينةالجديدة علي منجلي فقد تعرضت 3 محلات تابعة له إلى السرقة، حيث تمكنت مجموعة من المتظاهرين من الاستيلاء على مئات الهواتف النقالة، بعدما استعصى عليها اقتحام المركز من الداخل. وقد طوّقت مصالح الأمن المدينةالجديدة، حيث تم توقيف عشرات من الأشخاص، والمشهد نفسه بالنسبة للمدينة الجديدة ماسينيسا التي تعرض مقر مكتب بريدها إلى التخريب، لكن لم تسجل أية خسائر تذكر بعد تدخل القوات العمومية وتمكنها من استعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وبحي الزيادية تعرضت المحكمة الابتدائية إلى التخريب، كما تعرض مقر »سياكو« إلى الاقتحام والتخريب بحي كوحيل لخضر )جنان الزيتون(. وفي بلدية حامة بوزيان دخلت الشرطة في مواجهات عنيفة مع المتظاهرين من الشباب بعدما كسروا الواجهة الأمامية لمقر البلدية، وحرق ثانوية وسرقة أجهزتها الإعلامية، وكادت إحدى الملحقات أن تتعرض للكسر والحرق لولا تدخل المواطنين الذين ساندوا أعوان الأمن في مواجهة المتظاهرين بالعصي والهراوات. وفي منطقة بكيرة التابعة لبلدية حامة بوزيان استعملت مصالح الأمن الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين مظاهر العنف التي شهدتها المنطقة السفلى والعليا لحي بكيرة وتعرض المواطنين إلى الاعتداء والسرقة من طرف أشخاص ملثمين باستعمال السلاح الأبيض، مع إصابة مصور صحفي بجروح خطيرة. بلدية عين اسمارة هي الأخرى عرفت حالة من الفوضى، حيث تم اقتحام مكتب البريد من طرف أشخاص ملثمين وتعرض صندوقها إلى الكسر وسرقة محتوياته وحرق مقر البلدية. ذات الأوضاع عرفتها الولايات المجاورة. ففي ولاية أم البواقي استهدف المئات من المتظاهرين العديد من الهياكل العمومية، حيث تعرضت الواجهات الأمامية لاتصالات الجزائر ووكالة بدر للتخريب والتكسير بوسط أم البواقي، قبل انتقال العدوى إلى مناطق أخرى. وقد شهدت دائرة عين الكرمة حالة رعب بعدما تعرض مقر الدائرة، البلدية، الضرائب، والجزائرية للمياه، سونلغاز، والمحكمة إلى التخريب والكسر، إضافة الى مقر مديرية الضرائب ووكالة »نجمة« بدائرة عين فكرون. ولاية ميلة هي الأخرى عرفت حالة لا استقرار، ومقرات الهيئات العمومية لهجومات عنيفة من المتظاهرين باستعمال الأسلحة البيضاء، حيث استهدف المتظاهرون وكالة جيزي وموبيليس، وفي بوحاتم تعرض مقر بلديتها إلى الحرق، تسببت الحركات الاحتجاجية في شل حركة المرور وغلق الطرقات والشوارع الرئيسية، أين وجد المواطنون صعوبة في التنقل، وكانت فرصة لبعض سائقي سيارات الأجرة وبخاصة »الكلونديستان« للربح السريع. ففي المدينةالجديدة ماسينيسا وصلت أجرة التاكسي )كورسا( إلى 600 دينار بعد غلق الطريق بمدخل محطة المسافرين الشرقية باتجاه الخروب مرورا بالكلم الرابع، ونفس الشيء بالنسبة للمدينة الجديدة علي منجلي التي وصل سعر الرحلة بها إلى 800 دينار. ------------------------------------------------------------------------ جيجل: غلق طرق وتخريب مركز بريد سيدي عبد العزيز قامت مساء أول أمس مجموعة من الشباب، بغلق اطريق المزدوج رقم 43 الرابط بين جيجل وسكيكدة أمام حركة المرور بمناطق بازول، القنار وسيدي عبد العزيز، بولاية جيجل، حيث توقفت حركة المرور تماما، لتتدخل بعدها مصالح الأمن لتفريق المتظاهرين. كما انتقلت الاحتجاجات إلى حي »إيكيتي« بأعالي مدينة جيجل، حيث شهدت مشادات عنيفة بين المحتجين ورجال الأمن، مع الإشارة إلى قيام عشرات الشباب بإضرام النيران في العجلات المطاطية، وتخريب أعمدة الإنارة والهاتف، وقد وصلت موجة الغضب الشعبي إلى خمس بلديات. وعلمت »صوت الأحرار« من مصادر مطلعة عن قيام مجموعة من المحتجين ليلة أول أمس بتخريب مركز بريد بلدية سيدي عبد العزيز الساحلية الواقعة على بعد 30 كلم شرق ولاية جيجل مع محاولة إحراقه تماما، لكن هذه العملية فشلت. ------------------------------------------------------------------------ برج بوعريريج: صور الشهداء تحرق في الشارع ومتحف المجاهد لم يسلم من التخريب عاشت مدينة برج بوعريريج جمعة غضب وتخريب وحرق ودخان لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولاية، طال أغلب المؤسسات والإدارات العمومية باستثناء مقرات الدائرة والولاية ومصالح العدالة، وبعض المديريات المحصّنة في أحياء إدارية على غرار الإذاعة والمجلس الشعبي الولائي ومديريات أخرى. وكانت أكبر الأضرار بمقرات صندوق تامين الأجراء، وبنك التنمية المحلية، وموبيليس، القرض الشعبي الجزائري، ومركز الدفع للضرائب التي تحولت إلى رماد، بالإضافة إلى تخريب ونهب وفوضى عارمة تعرضت لها مقرات بلدية برج بوعريريج، التي طالت حتى مكتب »المير«. كما احترقت مقرات وكالة التشغيل ومركز السجل التجاري وتعرض مقر الإذاعة الجهوية لأضرار في الزجاج الخارجي بعد تصدي رجال الأمن وعمال الإذاعة للمحتجين. كما حاول المشاغبون التعرض إلى المحكمة ومجلس القضاء وإقامة الوالي، وكذا المجلس الشعبي الولائي وعشرات المديريات الواقعة بالحي الإداري )مقر الولاية القديم( والحي الإداري »دوار السوق«. وكان الحادث الأكثر مأساوية هو تعرض متحف المجاهد لعمليات تخريب وحرق وراح الفاعلون بعيدا حينما قاموا بإخراج صور الشهداء من المتحف وحرقها. وأثار هذا الفعل استياء كبيرا، وتحصلت »صوت الأحرار« على صور من داخل المتحف وما تعرض له من تخريب ونهب لمحتوياته، المتمثلة في أغراض تعود إلى الحقبة الاستعمارية، أغلبها تعود إلى مجاهدين وشهداء بقيت شاهدة على مآثرهم من قطع سلاح قديمة وغلافات القنابل والعيارات النارية التي جمعت بشق الأنفس. وتواصلت الاحتجاجات وأعمال التخريب التي لم تشهد مثلها المدينة منذ انتفاضة 5 أكتوبر 1988 إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، أين اقتحم المحتجون المركب الثقافي عائشة حداد المدشّن حديثا والاستيلاء على كل تجهيزاته من آلات موسيقية وأجهزة إعلام ألي ومقهى انترنيت كامل به أكثر من 30 جهاز إعلام ألي، وكانت بذلك مدينة برج بوعريريج من الولايات الأكثر تضررا، وتحولت أغلب إداراتها إلى خراب ورماد ودمار.