(*) المقال مأخوذ من خيمة التراث الشعبي لمنطقة الجلفة (الرابط) عمي بن يحي بن بولنوار من مواليد 1913 … بدأ حياته راعيا لغنيمات عمه مقابل حفنات من البُر قبل أن يرسل في طلبه خاله (بوزيد بن التواتي) ليعِينه في ورشة الحدادة بداية الأربعينيات بحارة الزيقم بزنينة. الفتى موهوب ومحب لعمله مما جعله يستوعب بسرعة طريقة العمل ويتقنها … وعلى القرب من ورشة خاله كان اليهودي (حاييم) يراقبه مندهشا لسرعة تعلمه فاستدناه منه وعلّمه صوع الذهب والفضة فاستوعب ذلك سريعا. طبعا بمقابل فاليهود أكثر شعوب الأرض اهتبالا للفرص واغتناما لها. ثم استقل الشاب بن يحيى لوحده وكان رحمه الله يحمل أدواته ويتنقل بها إلى المدن المجاورة كحداد متنقل ( عين الذهب، فرندة، عين وسارة، قصر الشلالة، الجلفة، الأغواط وغيرها ). وشى به أحدهم في إحدى عطفاته وأخبر سلطة الاحتلال كاذبا أنه يصنع أسلحة للثوار فألقي عليه القبض بالسوڨر وتعرض لأبشع أنواع التعذيب حتى كادت روحه تفيض ولكن الله ستر. في سنة 1954 انتقل إلى بلدة الأغواط وأقام فيها رفقة زوجه وابنه البكر وأخته … ولم يدم بقاؤه هناك طويلا فعاد إلى زنينة بعد أن تلقى رسالة من أخيه ينهده فيها للعودة … فتح من جديد ورشة الحدادة وأودعها كل ما تعلمه من خاله وحاييم … فكان يضوغ الذهب والفضة ويصنع منهما الحلي والخلاخيل والأقراط و(المداور) … هذا هو عمي بن يحي بن بوزيد رحمه الله … مسيرة طويلة حافلة بالإبداع .. الحداد القارّ والحداد المتنقل، صائع الذهب، صانع الحلي … البار جدا جدا جدا بوالديه … رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. المصدر: أبناؤه دحمان وبن حرز الله وبلعباس ومحمد بورقدة) حفظهم الله للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو