قالت وزيرة الثقافة الفرنسية "روزلين باشلو" اليوم الجمعة لمحطة "بي إف إم تي في" إنها قررت فتح أرشيف التحقيقات القضائية لقوات الدرك والشرطة حول حرب الجزائر قبل 15 عاما من حلول الأجل القانوني للكشف عن هذا الأرشيف. وجاء في تصريحات الوزيرة "أعتقد أنه من المهم أن نتحلى بالشجاعة بالنظر في الحقائق التاريخية، وهذا هو بالضبط طبيعة القرار الذي اتخذته من خلال مرسوم أفتح بموجبه وبطريقة استباقية الأرشيف الوطني بوصفي الوزيرة المسؤولة عنه". وأضافت "أريد ذلك بخصوص هذه المسألة المزعجة والمثيرة للغضب -وفيها مزورون للتاريخ يعملون- أن نكون قادرين على مواجهتها، لا يمكن بناء رواية تاريخية على كذب". وقالت وزيرة الثقافة إن "التزوير هو الذي يجلب كل الأخطاء والمشكلات وكل الكراهية في اللحظة التي تعرض فيها الحقائق على الطاولة ويتم الاعتراف بها وتحليلها، من تلك اللحظة فقط يمكننا أن نبني تاريخا آخر ومصالحة". وقالت باشلو "لدينا أشياء يجب إعادة بنائها مع الجزائر، ولا يمكن إعادة بنائها إلا بناء على الحقيقة". من جانبه، أثنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إعلان وزيرة الثقافة روزلين باشلو بشأن قرب رفع السرية عن أرشيف "التحقيقات القضائية" في مواجهة حرب التحرير الجزائرية، وذلك بعد مرور نحو 60 عاما على نهايتها، فيما تشهد علاقات الجانبين أزمة منذ أشهر. وقال ماكرون إن فتح أرشيف حرب الجزائر جزء من عمل عميق لكشف حقائق ضرورية والاعتراف بجميع مكونات الذاكرة الفرنسية، حسب وصفه. الاعتراف بالتعذيب وردا على سؤال عن تداعيات هذا القرار -ولا سيما تأكيد حدوث أعمال تعذيب ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر- قالت روزلين باشلو "من مصلحة البلاد الاعتراف بها". وتأتي هذه التصريحات بعد يومين على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للعاصمة الجزائرية، وضمن مبادرة "مصالحة الذاكرة" التي أطلقها ماكرون قبل 3 سنوات. وكان ماكرون اعترف في 13 سبتمبر 2018 بأن اختفاء عالم الرياضيات والناشط الشيوعي موريس أودان عام 1957 في العاصمة الجزائرية كان من فعل الجيش الفرنسي، ووعد عائلته بإمكانية الوصول إلى الأرشيف. وأعلن الرئيس الفرنسي في 9 مارس 2021 -في إطار سياسة "الخطوات الصغيرة" التي يتبعها- عن تبسيط الوصول إلى إجراءات رفع السرية عن الوثائق السرية التي يزيد عمرها على 50 عاما، مما يجعل من الممكن تقصير فترات الانتظار المرتبطة بهذا الإجراء. وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توترا بعد تصريحات لماكرون -نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية في أكتوبر الماضي- رأى فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي. وبعد أن أبدت غضبها حيال تصريحات ماكرون استدعت الجزائر سفيرها في فرنسا للتشاور، وحظرت مرور الطائرات العسكرية الفرنسية عبر أجوائها. وأكد الرئيس الجزائري حينها أنه لن يقوم "بالخطوة الأولى" لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا. للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو