أصدر الباحث "أبوبكر بلقاسم ضيف البحبحي الجلفاوي" كتابه المعنون "الدرر المنيفة في إجازات وأسانيد ومرويات مشايخ وأعلام آل خليفة" بتصدير للمؤرخ الأستاذ الدكتور "محمد الأمين بلغيث". الكاتب أهدى عمله الى روح والدته وهي من ذُرية شيخ الزاوية فهي "السيدة خليفة ربيعة بنت العلامة الشيخ إبراهيم ابن العلاّمة الشيخ سيدي محمد بن عزوز ابن العلاّمة الكبير الحاج المختار بن العلاّمة سيدي الخليفة بن بلقاسم" وهو من السلالة الشريف للشيخ سيدي عيسى بن عبد الرحمان الناصري دفين إقليم الجلفة، حسب الكتاب. ويعتبر الكتاب أول عمل من نوعه في تاريخ أعلام ومشايخ زاوية عين اقلال الواقعة بتراب بلدية "بويرة الأحداب" حاليا. حيث رصد "سيرهم وأخبارهم وجهادهم ورحلاتهم في طلب العلم والإجازة في كل من فاس والهامل وطولقة وتونس ونفطة وقفصة والقيروان وليبيا ومصر والإسكندرية والآستانة والسودان وتمبكتو والحرمين الشريفين والهند". كما حوى الكتاب، فضلا عن الترجمات، الإشارة إلى الكثير من الشيوخ المجيزين والتلامذة المجازين فضلا عن مصادر ورسائل ووثائق منها المخطوط ومنها المطبوع. وقد وصف المؤرخ بلغيث في تصديره هذا الكتاب بأنه "عمل هام يحافظ على سلاسل علماء أهله من آل الخليفة بالجلفة وعين وسارة وبويرة الأحداب وحاسي بحبح وقصر البخاري وما جاور هذه الحواضر وما ربط بينها وبين زوايا العلم الرحمانية وما بينها وبين سلاسل شيوخها وأعلامها من ورثة العلم الشرعي والسلك الروحي النابع من طريقة نراها والحمد لله على طريقة أهل البصيرة نشرا للقرآن وحماية للعربية ودفاعا عن الوطن الجزائري بل وأوطان أخرى خارج دائرة محيط قطرنا الغالي، خاصة لما احتاج أمثال الإخوان السنوسيين دعما ومساندة لهم في جهادهم في مواجهة الاحتلال الصليبي الإيطالي". ويقع هذا العمل في 368 صفحة تتوزع على فصل أول حول موضوعي السّنّة والإسناد. وفصل ثان حول تراجم آل خليفة واجازاتهم من الشيخ "الخليفة بن بلقاسم" وهو المؤسس الفعلي للزاوية سنة 1799 للميلاد وكانت متنقلة على الخيام قبل أن يستقر المقام بها في عين اقلال. وبخصوص الشيخ "الخليفة بن بلقاسم" نقل له الكاتب قصيدة رائعة في الشوق موجهة الى ابنه المختار (1834-1900) وفيها يقول الأب: سلام الله للفتى الأوّاب *** ما حنّ مشتاق الى الأحباب من فاق بالعلم على الأكابر *** وامتثلت لأمره الجبابر وتحلّى بالأوصاف الفضيلة *** وحاز كل خصلة جليلة الشريف النسيب الفائق الأبرّ *** قرة للعين من به نفتخر من أبيه لابننا تأليفه *** ولدُنا المختار بن الخليفة ان المُسَلّم عليك أباك *** من كان في صغرك ربّاك علمتُك بالقرآن مع الرسم *** وخطُّه يغنيك عن الاسم الى أن يقول: ورُدّ لي الجواب يا حبيب *** ليطمئن القلب ويطيب ثم الصلاة على ذي الآيات *** وآله وصحبه الهداة ويرد في هذ الفصل أيضا تراجم وسير واجازات كل من الشيخ "الحاج المختار بن خليفة 1834-1900" ونجلُه الشيخ "الحاج محمد بن عزوز، 1290ه-1342ه أي المتوفى سنة 1923" وحفيدُه الشيخ "محمد بلقاسم بن محمد بن عزوز 1890م-1964" وحفيدهُ ونجله الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عزوز (1324ه -1382ه). وقد أورد المؤلف عقب كل ترجمة ملحقا فرعيا خاصا بإجازات الشيخ المُترجَم له مع ملحق مصور للإجازات. أما الفصل الثالث فقد أورد فيه الكاتب مختلف الفهارس والمصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة التي اعتمد عليها. وبين طيات الكتاب أشار الشيخ بلقاسم ضيف إلى كتابين له عن منطقة الجلفة من تصنيفه والمُعنونين "الإعلام بمن حلّ بمنطقة الجلفة من الأعلام" و"الحركة العلمية الثقافية من خلال الوثائق المخطوطة والمطبوعة بإقليم الجلفة". للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو