نظمت مؤخرا بمدينة بسكرة، أشغال الملتقى الثالث للعلامة عبد المجيد حبة، بمبادرة من جمعية الورتلاني للسياحة والتراث، وبإشراف من مديرية الثقافة للولاية. امتدت الأ شغال على مدار يومين، ميزتها المداخلات العلمية والنقاش الثري، ليخرج الملتقى بمجموعة من التوصيات رفعت إلى الجهات المعنية من أجل تجسيدها على أرض الواقع. من بين ما تضمنته التوصيات، الاستمرارية في تنظيم الملتقى، مع تخصيص ميزانية معتبرة له بهدف تشجيع المشاركة فيه والتكفل بالأساتذة الضيوف. وكذا دعوة طلبة الجامعات لإعداد بحوث تخرّج حول حياة وأعمال شخصيات الأسرة العزوزية (العلامة فرد منها) وجمع آثارها المخطوطة وطبعها، وجمع أعمال الملتقى وطبعها في كتاب أو على أقراص مضغوطة، وتوزيعها على المؤسسات الثقافية والدينية والمعاهد من أجل توثيق فعاليات الملتقى وتسهيل تقديم المادة العلمية للمهتمين والباحثين. من جهة أخرى، دعا الحضور إلى تدعيم جمعية الورتلاني للسياحة والتراث ماديا ومعنويا، لتمكينها من تطبيق برنامجها السنوي المتنوع وتطوير مجلتها الدورية، إضافة إلى تخصيص الطبعة الرابعة من الملتقى القادم للشخصيات الثورية والعلمية للمنطقة الشرقية من الولاية، خاصة ثورة الشيخ الصادق بلحاج والشيخ عبد الحفيظ الخنقي.للإشارة، فإن الملتقى نظم بقاعة الفكر والأدب بدار الثقافة ببسكرة ومتوسطة الشهيد عبد الحفيظ جلاب ببلدية برج بن عزوز، وقد نشطت فعالياته كوكبة من الأساتذة، منهم عبد المنعم القاسمي من ورقلة، كمال عجالي من باتنة، محمد علاوي من الأغواط، وعباسي كحول من عنابة وغيرهم كثير. أما بالنسبة للأسرة العزوزية، فهي عائلة عريقة في التصوف، تنتسب إلى الشيخ محمد بن عزوز، العالم الشهير الذي ظهر من نسله علماء ساهموا في إحياء أصول الدين والثقافة الإسلامية ومقومات الشخصية الجزائرية، علما أن أحفاده انتشروا في كل البقاع كتونس، تركيا، مصر وسوريا، أمثال مصطفى بن عزوز مؤسس زاوية نفطة بتونس، الحسن بن عزوز أحد أبطال المقاومة الشعبية، وخليفة الأمير عبد القادر بمنطقة الزيبان، وكذا العلامة محمد المكي بن عزوز المدرس بالاستانة، أو الفقيه المحدث محمد المدني بن المبروك والشيخ المبروك بن عزوز. من تلامذة الشيخ محمد بن عزوز الذين أسسوا الزوايا الرحمانية ببسكرة؛ الشيخ عبد الحفيظ الخنقي والشيخ المختار بن عبد الرحمن الجلالي والشيخ علي بن عمر وغيرهم. للتذكير، فقد أقيم على هامش التظاهرة معرض للكتب والمخطوطات الخاصة بالعزوزية، مع عرض شريط مصور يوضح مسيرة الشيخ عبد المجيد حبة العلمية وآثاره المخطوطة، مع تكريم للأستاذ محمد الكامل عزوزي، حفيد الشيخ محمد المكي بن عزوز.