هو هيكل يجمع تاريخ منطقة أولاد نايل ويحفظ ذاكرة تاريخ الجزائر، محطة تعزز الإيمان بأن الحاضر غرسُ الماضي والمستقبل جَنيُّ الحاضر والتاريخ سَجل الزمن لحياة الأشخاص الشعوب والأمم. سَمَتْ الحرية... وثمنها إبادات جماعية ومجازر دموية يُعد إنشاء المتحف الوطني للمجاهد بولاية الجلفة ثمرة لجهود من دوَّن التاريخ الوطني وأعطى لبنة جديدة في بناء صرح المعرفة والثقافة والعمق الحضاري لقيمة الثورة التي لا يعود الفضل في تشييدها للفرنسيين الذين خلّدُوها بوحشية الاعتداء الهمجي، و أبشع المجازر و الجرائم الإنسانية المحفورة في الذاكرة الجماعية كإجابة دامية على مطلب شعب أراد الحياة ، بقدر ما ترمز الى الآثار التاريخية التي أوجدها شعب عظيم غيور على الجزائر، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وبما فيهم المنطقة الثانية - الجلفة - التي لم تتوانى عن نداء المساهمة في كتابة تاريخ الثورة التحريرية الكبرى والتي تحولت إلى بطولات رجال صدقوا في ما عاهدوا الله والجزائر عليه... والمتحف سيحكي لزائره أخبارها. معلم فكري... وصور شاهدة على تاريخ الثورة أول ما يشدُّ انتباه الزائر عند ولوج المتحف، بهوٌّ مخصص لتلك المجموعات المتراكمة من صور شهداء الثورة والتُحف المختلفة ذات الأهمية التاريخية، كالملابس العسكرية، وبعض الأسلحة داخل حاويات زجاجية تعكس قيمة من لبسها وحَملها، بالإضافة إلى مجسمات لأهم مواقع المعارك بالمنطقة وبعض النسخ الفوتوغرافية لصور مجموعات من المجاهدين من القوات العسكرية مترافقة مع بطاقات تعريفية لمآثر كل مجاهد توفي أو مازال على قيد الحياة، و صور للتجمعات الشعبية ومشاهد التعذيب وحتى الجثث و كأنك تغوص في قلب التاريخ. وبصعودك الأدراج تصل الى الطابق الأول أين تتواجد قاعة سمعي بصري ، وقاعة للمحاضرات تتسع لحوالي 180 مقعدًا ، بالإضافة لمكتبة المتحف التي تتطلب منك وقفة مع التاريخ المتجسد بزواياها المُمتلئة الرصيد من كتب، وروايات ، حوالي 490 كتاب بالعربية و 154 بالفرنسية ،و 34 مجلة بالعربية ،و 15 بالفرنسية وكلها ذات قيمة علمية ، فنية، و تاريخية ، ثم تتنقل بعد ذلك الى الطابق الثاني الذي يحوي مكاتب إدارية بما فيها من مواظبين ومواظبات على حسن تسيير وتحقيق الأهداف المَنُوطة بالمتحف والمتمثلة في حفظ الرسالة التاريخية للشهداء والمجاهدين وتبليغها بصدق لأجيال الاستقلال من أجل غرس حب الجزائر في قلوب الشباب، وإحياء المناسبات الوطنية والمحلية و جعل المتحف مركزا يستقطب جميع فئات المجتمع. جهة من ساحة المتحف المتحف... و دوره في توثيق الثورة وبفضولنا الصحفي ورغبتنا في إضاءة جانب من تاريخ المنطقة، ومعرفة دور المتحف في توثيق الثورة تساءلنا و وجدنا الإجابة عند "قلاب أمينة" إحدى المسؤولات في المتحف والتي أشارت إلى أن المتحف ومنذ أن أُفْتتحت أبوابه في الحادي عشر ديسمبر عام 2000 وجَّه نداء لكل المجاهدين والمجاهدات وأسر الشهداء بالمنطقة وكذلك المواطنين والمواطنات الذين بحوزتهم وثائق و أشياء متعلقة بالمقاومة والثورة التحريرية للتجند من أجل تعزيز دور المتحف في انجاح عملية المساهمة في أرشفة تاريخ الثورة. وعن توافد الزائرين للمتحف أضافت "أمينة" بأنه يستقبل عدداً من الزوار من مختلف الأعمار ويزداد عددهم بالخصوص خلال المناسبات المتعلقة بالأحداث التاريخية ،هذه الأخيرة التي يحييها المتحف بدوره ويقف عند أهم المحطات التي مرت بها الثورة ومن بينها ذكرى عيدي الإستقلال والشباب ، وذكرى اليوم الوطني للمجاهد ، وذكرى مجازر 8 ماي 1945 وغيرها...و المقررة من طرف وزارة المجاهدين ويتم الاحتفال بها عن طريق إصدار نشريات وإقامة معارض داخل المتحف وخارجه لنشر الوعي الثقافي بضرورة حماية الآثار والتحف الأثرية والعمل على تطويرها من أجل الحفاظ على تاريخ ثورة الجزائر المجيدة، والاحتفاظ بروايات نسجتها أيادي من رفعوا راية الحرية ولكي تبقى كتابًا مفتوحا لذاكرة الأجيال المتلاحقة. لأن "أمة من دون ذاكرة أمة دون مستقبل". دعوة بابُها مفتوح... 20 أوت - بن جرمة - مقابل مقر دائرة الجلفة هو الحي الذي يتواجد فيه مقر المتحف، و لأنه تعذر نشر صور لما يعرض داخل المتحف احترامًا لتعليمة وزارية تمنع ذلك، ندعو كل من يريد اشتمام رائحة الماضي ويُمتع عيْنيه برؤية هذا الصرح أن يقوم بزيارة المكان.