مسيرة الكتيبة الثانية بقيادة لغريسي عبد الغاني نحو المنطقة التاسعة من الولاية الخامسة التاريخية خريف 1957 بعدما راجت الاخبار عن استيلاء "بلونيس" على منطقة "قعيقع" بالقرب من دار الشيوخ اثناء غياب "عمر ادريس" وبعد الاحداث الدامية التي وقعت في المنطقة والتي راح ضحيتها خيرة قادة المنطقة امثال الشهيد "حاشي عبد الرحمان" حيث وصلت الاخبار الى قيادة الولاية الخامسة الذين قرروا دعم "عمر ادريس" بكتيبتين احدى هاتين الكتيبتين قامت بفتح الطريق لجيش عمر ادريس عند مغادرته للقيادة... واليوم نستعرض احد جنودها الذي كان حاضرا لاطوار تلك المرحلة التاريخية المهمة في تاريخ الجزائر ألا وهو المجاهد "نبق بن حرزالله " ... بدأت هذه الكتيبة مسيرتها من منطقة البيض عابرة الجبال والوديان ابتداء من سبتمبر 1957 كانت اهدافها مرسومة وهي فتح الطريق لجيش القائد عمر ادريس ،فاختير لها احد اكفأ القادة في تلك المرحلة وهو "نور البشير"، ورغم نقص المعلومات حول تحرك عمر ادريس وجيشه الا ان المعلومات التي كانت تصلهم تفيد بان القائد عمر ادريس كان قد وصل الى جبل القعدة ثم الى جبل السحاري حيث قام بالعديد من المعارك بينما كان جنود الكتيبة متجهين الى منطقة الصمة بالرغم ان عمر ادريس كان قد سبقهم الى المنطقة، في حين واصلت الكتيبة سيرها الى منطقة سيدي بوزيد ثم الى منطقة الحرشة ، بعدها وصلو الى منطقة زنينة واخذو معهم شخص يسمى "طالب بوبكر "وتم تجنيده معهم كانت مهمته في المنطقة العمل التوعوي ضد بلونيس وسياسته من جهة اخرى كانت تعطى الاوامر بان أي اكل ياكلونه أو أي شيء يبتاعونه من طرف السكان يجب ان يدفع ثمنه تواصلت مسيرة الكتيبة حتى وصلت الى عين معبد حيث ارتاح جنودها لوقت قصير بعدها اكملو الطريق الى منطقة الزرقة بالهامل اين وجدو طائرات العدو تحوم فوق منطقة "الزعفرانية" و "البالا" عندها تاكدت شكوكهم بوجود جبهة التحرير الوطني في تلك المنطقة والجدير بالذكر ان مفتاح الطريق لكتبهم هو المجاهد بلقاسم قرادة رحمه الله وهذا لعدم معرفتهم بهذه المناطق الصعبة والوعرة خاصة مع استقرار بلونيس وجنوده بها بعد تاكد لهم وجود الجبهة بتلك المنطقة امر قائد المجموعة لغريسي عبد الغاني بارسال احدهم الى القادة الجبهة بالمنطقة توجه المرسول الى المنطقة المذكورة ووصل الى جبهة التحرير بعدها تم استنطاقه بعدما علمو بان الكتيبة الاولى قد جاءت مبعوثة من طرف قيادة الولاية الخامسة في حين اخبرهم المرسول بان احد جنود الكتيبة مصاب ورغم وجود ختم الكتيبة جبهة التحرير الاان الشكوك كانت تراودهم لذلك قامو بارسال احد الجنود الذين كانو تحت امرة بلونيس سابقا رفقة المرسول بعد رجوعهم الى الكتيبة قرر لغريسي عبد الغني الذهاب رفقة احد الجنود اسمه الضيف واعطى اوامره انه في حالة عدم رجوع احدهم ان يستعد لشن الهجوم بعد ذهاب لغريسي بدات الكتيبة في الاستعداد للتحضير للهجوم لكن مع حلول الضلام رجع الجندي الى الكتيبة ليعلمه بان الجبهة تستدعيهم الى الزعفرانية حيث التقو هناك كل من قادة المجموعات علي مهيري والمجاهد قنتر والعديد من المجاهدين بعد وصولهم اعطيت لهم الاوامر بالراحة لعدة ايام ليتم تجهيزهم بالالبسة والعتاد واعطيت الاوامر بالذهاب الى منطقة محيرقة رفقة قادة المجموعات علي مهيري وقنتر وجنود الكتيبة كانوا تحت قيادة لغريسي وللاشارة ان عدد افراد الكتيبة بعد وصولهم الى المنطقة وجدو في استقبالهم السعيد بن الشايب نائب القائد سي الحواس وقد كان شابا متعلما فصيحا في لسانه حيث خطب فيهم واعلمهم بانهم يجهلون المنطقة كون انهم تابعين للولاية الخامسة ، بعدها اعطيت الاوامر بان تقسم الكتبية الى فرقتين واحدة بقيادة علي مهيري والاخري تحت قيادة قنتار ليصبح لغريسي عبد الغاني نائبا له بعدما تم تقسيمهم على الكتيبتين الموجودتين سابقا اول معركة قامو بها هي معركة الشعيبة بعدها تم نقلهم الى جبل الكسور في خريف 1957 في هذه الاثناء جيئ بالسلاح حيث تم توزيعه على الكتائب الا على كتيبة لغريسي عبد الغني مما شكل شرخا داخل الجيش واعتبره عبد الغني اساءة لكتيبته حيث طلب ان تعطى له منطقة لوحده ليتم لم شمل كتيبته ...وقد اوعزت اسباب عدم تسليحه لجهله بالمنطقة بعد العديد من المشاورات وصلت انباء القائد عمر ادريس في معركة بمنطقة الزرقة بالهامل ليصل بعدها الى منطقة الزعفرانية في جانفي 1958 بعدها تم نقل كتيبتهم الى الزعفرانية تحت قيادة عمر صخري اين التقو بعمر ادريس وكان اول لقاء به ...ليقومو بعدها باول معركة تحت قيادته وهي معركة واد الشعير ..ليحولو بعدها الى منطقة البالا المجاهد نبق بن حرزالله : شهادة حصرية ولاول مرة/ الشخصية الثورية للشهيد عمر ادريس ... كلمات قالها الشهيد عمر ادريس تردد صداها بين جنبات الجبال مايزال يذكرها التاريخ ( تحيا الجزائر .اضربو الكارتوش ... تحيا بلا عمارها ..) وخلال سرد المجاهد نبق بن حرزالله لمسيرته النضالية استوقنا حديثه ..حول الشخصية الحقيقية للشهيد عمر ادريس التي لم نتعود ان نسمعها سوى مايتعلق الاحداث التاريخية الاكاديمية الا ان هذا السرد اعطى بعدا تاريخيا جديدا لمعنى الشهادة الحية التي يرويها المجاهد حول المعارك او الشخصيات الثورية بعدما كانت قيادة الكتيبة تحت اشراف لغريسي عبد الغاني حولت فيما بعد الى سليماني سليمان المدعو لكحل وفي اثناء استراحتهم اعطيت لهم الاوامر بان لا يحمل اي جندي اية جلابية او اي بطانية ماعدا الاكل ،في تلك الاثناء قام احد العمال في المطبخ والقى التحية على القائد عمر ادريس وقال له مازحا (بحال راهم ههاذ الجنود يهنو ) لكن رد القائد لم يكن عنيفا بل كان رفيقا يثبت من خلاله حسن تصرفه كقائد فقال له مازحا ايضا ( يطربقوها ..) وقال ايضا بان المخلصين للوطن ينتظرون بزوغ الفجر حتى يعرفو ماقام به المجاهدون لكن الخونة عند حلول النهار تجدهم يتخبؤون تحت الجدران ...وان المراة التي تفقد ابنها او زوجها ستزغرد في مكانها الشهيد عمر ادريس بعدها خطب سي عمر في الكتيبة القادمة من الولاية الخامسة والتي كان فيها المجاهد نبق بن حرزالله واعضا لهم داعيا الى الالتزام بالاوامر مؤكدا على ثقته الكاملة في الكتيبة حيث ذكرهم بالعمل الجبار الذي قامو به في فتح الطريق حينما عاد عمر ادريس من الولاية الخامسة حيث اثبتت هذه الكتيبة جدارتها في القوة والمجالدة والصبر معتبرا في ذات الوقت ان هذه المهة خطيرة يجب ان تكلل بالنجاح ومن بين الكلمات التي بقيت راسخة في الاذهان كلمات كان يرددها القائد عمر ادريس دائما وهي( تحيا الجزائر .اضربو الكارتوش ... تحيا بلا عمارها ..) هجوم معتقل تامسة مارس 1958 في مارس 1958 اوكلت مهمة الكتيبة للمجاهد سليمان لكحل والمجاهد الطيب فرحات انطلقت من منطقة عين قراب نحو معتقل تامسة حيث اعطيت الاوامر بان يتم الهجوم عليه ...اثناء مسيرهم وعند وصولهم الى منطقة بودنزير امرو بان يحفر كل جندي قبره ليختبئ فيه ....لان جيش بلونيس كان يسيطر على المنطقة باحكام واي خطا يكلف الكتيبة الخسارة ... دام انتضارهم حتى حل الظلام فاكملو مسيرتهم حتى منطقة تامسة حينها طلب منهم قائد الكتيبة سليمان لكحل الالتفاف حول معتقل تامسة ونبههم الى خطورة الموقف وان الهجوم لن يكن بالسهل لذلك خلال الهجوم سيتم اطلاق النار على قوات الكمندوس ففي حالة تراجع اي من الجنود اومن الكموندوس سيتم مواصلة اطلاق النار مهما كانت النتائج ومهما كان الشخص ..بعدما انطلق وابل الرصاص تم التسلل الى داخل حوش القايد اين تم القاء القبض على عشرين مدنيا يتم تدريبهم من طرف قوات بلونيس ليتم اطلاق سراحهم للعديد من الاعتبارات منها مايتعلق بالجانب الديني لان من اخلاق المسلمين العفو عند المقدرة من جهة اخرى فمعظم الجنود تم اقتيادهم بالقوة او عن جهل وللاشارة فان تركيبة الكتيبة لم تكن من الجزائريين فقط بل كانت هناك مغاربة مثل المجاهد خمار والمجاهد ادريس الدي فقد احدى عينيه في هذه المعركة التي دامت لساعات طويلة ...وفي هذه الاثناء سمع المجاهدين صوت الشاحنات قادمة من بوسعادة حيث قام سليمان لكحل بالصعود الى سطح المسكن ورمى بقنبلتين يدويتين واعطى اوامره بالتراجع الى واد بودنزير ومع بزوغ الفجر تواصلت المناوشات بين جيش الكتيبة والجيش الفرنسي الى مساء ذلك اليوم ،ومما يلاحظ القارئ ان الجيش الفرنسي قد تخلى عن مشروع الزيتونة الداعم لبلونيس في هذه الاثناء تكبدت الكتيبة العديد من الشهداء لتنتهي المعركة في الساعات الولى من الليل لتعود الكتيبة ادراجها الى عين قراب ثم الى الزرقة ليتم اللقاء بالقائد عمر ادريس وتثبت الكتيبة مدى قدرتها على تحمل المشاق *لقاء مع المجاهد نبق بن حرزالله بمنطقة قعيقع يوم 19 ماي 2009 اللقاء نظمته جمعية اول نوفمبر لتخليد وحماية ماثر الثورة بالجلفة بمناسبة احياء ذكرى عيد الطالب