ينتظر هذه الأيام الكثيرون إشراق الشمس حتى تربو الأرض و ينفتق أديمها عن "الكمأ" أو ما يسمى بالدارجة عندنا "الترفاس"، و الأكيد أن العثور على الترفاس في المناطق السهبية فيه شيء من الصعوبة، لأن الأرض هنا صلبة نوعا ما و هي ليست مثل صحراء بشار أين ترى الترفاس يسبح سباحة فوق الرمال بل و تكاد "الترفاسة" تنطق و تقول "يا عبد الله أنا ترفاسة تعال و التقطني"، لهذا نجد خبراء الترفاس - وليس خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية - يستدلون على "الكمأ" في الجلفة بنبتة إستبس اسمها "القرصيص" ... أي وراء كل "قرصيصة" ترفاسة ... و ربي يجيب. الحقيقة أن متلازمة "القرصيص" التي من أعراضها الترفاس، ذكرتني بمتلازمة تحدث كثيرا في انتخابات الجلفة و هي متلازمة "مترشح – مقاول" ... حيث أنه كثيرا ما نجد أنه وراء كل مترشح مقاول يسنده بكل الوسائل. و ربما لي السبق في تسمية هذه المتلازمة و ليس اكتشافها، عكس الطبيب الفرنسي "برنارد مارفون" الذي اكتشف متلازمة أعراض أطراف الجسم الطويلة جدا و نسبها إلى اسمه "syndrome de Marfan" أو مثل أخصائية علم الوراثة الدكتورة المصرية "سامية التمتامي" التي اكتشفت أربعين مرضا وراثيا يسمى ب "متلازمة التمتامي – Syndrome de Timtamy". أما متلازمة "مترشح- مقاول" فأعراضها كثيرة و يمكن ملاحظتها و التعرف عليها بشيء من التمحيص و التدقيق خلال الحملات الانتخابية، فمثلا هناك مترشح مهم جدا لديه مكتب يطل على شارع قناني من جهة مطاعم الدجاج ... و هناك صورة عملاقة للمرشح فوق الفيلا ... و هي فيلا يملكها أحد المقاولين الكبار جدا جدا في الجلفة ... و السؤال المطروح ماهي العلاقة التي تجمع بين الرجلين؟ أم أن المقاول صاحب البناية أراد منافسة المقاول المترشح بالتودد لمنافسه المترشح المهم جدا جدا؟؟ وراء كل قرصيصة ترفاسة و من بين الأعراض الفاضحة لمتلازمة "مترشح- مقاول" في الجلفة مترشح يتصدر حزبا مهما جدا جدا ... و هذا المترشح يستحي من صفة المقاول لذلك نجده في معلقات حملته الانتخابية يقدم نفسه كالتالي "السيد فلان متصدر قائمة الحزب الفلاني". و لكن نستطيع أن نعرف ببساطة أن هذا المترشح مقاول ..كيف؟ فقد عمد أنصاره إلى إلصاق صوره بالتقابل على أعمدة الإنارة العمومية في الأيام الأولى للانتخابات و كل صورتين تم لصقهما بسلك ربط أعمدة الأساس "fil d'attache" أي صور "مْطَاشية" ؟ و هذا دليل على أن صاحبنا مقاول و مؤطروا حملته الانتخابية هم "الفيرايور" المنتدبون من ورشات مقاولته. و الحقيقة أن الغيورين من هذا المترشح يقولون عنه أنه لا يملك شهادات و هذا بهتان و كذب لأنه حسب علمي الرجل له شهادتان على الأقل ... شهادة ميلاد و شهادة حسن انجاز المشاريع المسندة إليه. و هناك مترشح آخر منحدر من سلك التعليم و يشتغل مقاولا بسجل تجاري باسم أخيه الأصغر و كلما دخل إلى مصالح الخزينة لتخليص الفواتير يقول لهم " أنا عضو في المجلس الشعبي الولائي" إذا ما رفضت فواتيره بسبب أخطاء فيها !! نبتة القرصيصة كما أن هناك مترشحا شابا لديه مقاولة و أعمال و تجارة و هلم جرا و يقول في حملته الانتخابية أن التصويت على حزبه - و هو يقصد نفسه - يعني إشراك الشباب في الحياة السياسية ... سبحان الله !! خلاصة القول أن "انتخابات الكوطة الحزبية" هي فرصتهم الوحيدة ... النيابة من أجل الحصانة و المقاولة من أجل الأموال ... "مثل ثعبان الغابة الذي يسعى كي يلتهم خنزيرا بريا أو غزالة ثم ينام ليجترها في هدوء و لمدة شهور حتى تسنح فرصة أخرى"(⊃1;) ... و أما هذه الفرصة عندنا فهي عهدة نيابية ثانية و صفقة جديدة !! "مجانين جميعا و النيابة ليلاهم ... عناترة كلهم و المقاولة عبلاهم"