السيد والي الولاية/ استبشرنا خيرا عندما عرفنا مدى اهتمامكم بقطاع التربية بولاية الجلفة و مطالبتكم في نهاية الموسم الدراسي الماضي بتحليل النتائج في الأطوار الدراسية الثلاثة ... من اجل الوقوف على نقاط الضعف و مكامن التقصير و من ثم المبادرة بإصلاح الأوضاع و تناولها بالعلاج. غير أن تحليل النتائج وحده لا يكفي من اجل فك طلاسم الأداء الكارثي لقطاع التربية في ولاية الجلفة ... بل لابد من الغوص في ثنايا التسيير و التحقيق في ملفات أخرى ستكشف الكثير مما يحدث داخل البناية الخضراء... و تفسر لنا إلى حد كبير أسباب المراتب الأخيرة التي صارت تحتلها الجلفة في العشرية الأخيرة في شتى الامتحانات. السيد والي الولاية/ هناك ثلاث ملفات لابد من التحقيق فيها بمديرية التربية بولاية الجلفة: ملف الانتداب و ملف الغيابات بعطل مرضية طويلة الأمد و ملف حركة الأساتذة إلى خارج الولاية. السيد والي الولاية/ و نحن على أبواب مسابقة "ولائية" للتوظيف لمديرية التربية بولاية الجلفة، لابد لنا من أن نلفت انتباهكم بأن وزارة التربية لم تقصّر يوما في منح ولاية الجلفة المناصب الضرورية في سلك الأساتذة. و حيث أن مديرية التربية هي من تقوم بعملية التوظيف و إجراء المسابقات فانه قد لوحظت بعض الأمور التي شابت العملية و تحيل إلى أن هناك سوء تقدير للواقع و المستقبل معا. نحن لسنا هنا لننقل الكلام الذي يقال هنا و هناك عن عملية التوظيف و استخراج شهادات الإقامة لأشخاص غير مقيمين بالولاية ... و لكننا ندعوكم إلى فتح تحقيق في حركة الأساتذة إلى خارج الولاية طيلة السنوات الأخيرة التي لازمت فيها الجلفة الترتيب الأخير في النتائج الدراسية. نريد أن نعرف ما إذا كانت الجلفة نقطة عبور لأشخاص يفوزون بالمناصب ثم يأخذونها إلى ولاياتهم ... و نحن متأكدون أن التحقيق في ذلك سيفضي إلى تسليط الضوء على كثير من نقاط الظل. في مقابل ذلك، يوجد هناك من أبناء الجلفة ممن يعملون بسلك التعليم في ولايات أخرى لا يستطيعون الدخول إلى الولاية بحجج واهية ... و لقد وصلتنا مظلمة أحدهم إلى مديرية التربية ممن يريدون الاستقرار بولايتهم و العمل بها، و لكن لا حياة و لا حياء لمن تنادي. السيد والي ولاية الجلفة/ نظرا لما تحوزونه من سلطات و صلاحيات باعتباركم رأس السلطة التنفيذية على مستوى الولاية، نرجو منكم بل و نلحّ عليكم بتفكيك ملف التربية بولاية الجلفة و فتح تحقيقات معمقة في الملفات الأخرى لا سيما ملف الأساتذة الذين يبالغون في العطل المرضية الطويلة الأمد. و قضية الانتداب في مناصب إدارية و لتكن بداية التحقيق في ذلك بالمقارنة مع الطاقم الإداري في مديريات التربية بالولايات التي تحصد النتائج الجيدة في مختلف الامتحانات. السيد الوالي/ إن الانتداب المعقول و غير المبالغ فيه للأساتذة في مناصب إدارية و سياسة تشجيع استقرار الأستاذ بتوظيفه في ولايته و محاربة العطل المرضية غير المبررة، كلها عوامل من شأنها أن توفر اكتفاء للولاية من حيث عدد الأساتذة. و بالتالي عدم استجداء الوزارة كل سنة و اللجوء إلى الحلول الترقيعية في انتظار مثل الاستخلاف الذي تسعى الوزارة للقضاء عليه، أو ترك التلاميذ بدون أستاذ كما حدث في أكثر من مؤسسة تربوية.