صدر مؤخرا و في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية نص روائي ل محمد بن الشريف (ت 1921) بعنوان (أحمد بن مصطفى – الخيال - ) من القطع المتوسط في أكثر من مئتي صفحة و أحد عشرة فصلا... يعد أول نص روائي باللغة الفرنسية طبع بفرنسا سنة 1920، ترجمها إلى العربية الأستاذان الشيخ شعثان و أحمد حيرش سنة 2007 ، الرواية تصور مشاهد للبطل أحمد بن مصطفى أو الخيّال ، الذي يتعهد عسكريا مع مجموعته لدى الجيش الفرنسي للذهاب إلى المغرب بغية تحريره و نشر السلام فيه .... بفضل شجاعته قاد الفيلق و نجح في مهمته ....ليجازيه القائد العام بوسام عسكري و منه ينتقل إلى أهله بأولاد نائل و يحضر مشهد عرس ببادية الجلفة ..... و في مشاهد عرضية يصور الكاتب الحرب الشرسة التي دارت بين الصقور الصائدة و طائر الحبارى و يشده الحنين إلى بلاده الجلفة مسقط رأسه ...و الرواية تتعرض للوطن و المنفى و الصداقة و الحرب و الغربة و المرض....بأسلوب جيد، استعمل اللغة الفرنسية أداة للتعبير، و حوار مشوق... شعثان الشيخ : شاعر في السّر ( بقلم /سماعيل يبرير) مازال شعثان يذكر كيف استغرب معلّموه اختياراته وهو طفل، عندما قرر أن يقرأ كتاب ''العبر'' لابن خلدون بدل أن يقرأ قصص الاطفال، كان ذلك الهوس بالقراءة في السنوات الاولى من الطفولة في المدرسة الابتدائية والمتوسطة· في القرية الصغيرة شمال شرق الجلفة والتي يسكنها ''أولاد عبد القادر''، انتقل شعثان الشيخ الفتي إلى حاسي بحبح لمتابعة دراسته الثانوية، أين حصل على شهادة البكالوريا قسم علمي رغم أن ميولاته كانت أدبية إلا أنه كان متفوقا في الرياضيات، كانت مواهب شعثان قد تفتقت قبلها، عند كتابة أول قصيدة له ''عندما أسأم الحياة''... وبدأ يكتشف أوزان الشعر، وطرق باب العروض من خلال المتقارب كان يتحدث عن سأمه للحياة، ولكنه يكتشف ولهه بالشعر وبدأت الغواية، لاحقا سوف ينشر في الوجه الاخر قصيدة نثرية ''مسافة الحزن على الديدان'' ولعله كان حزنا على الارض كاملة لا على ديدانها فحسب· بدأ ''شعثان'' رحلته مع التعليم سنة 1994 بوجهه الهادئ الملتحي، وبثقافته التي تتسع كلما التقيته، وبولعه بالكتاب والكتابة، وعاود مراجعة انتمائه الاكاديمي فبدل أن يواصل في جامعة باب الزوار درس الادب العربي، وقام بترجمة رواية ''محمد بن شريف'' الموسومة ب ''أحمد بن مصطفى قومي''، والتي تعتبر أول روايات الجزائر والتي ترجمها بعنوان ''الخيّال'' وانجز حولها دراسة عن العوالم الممكنة في الرواية تجاوزت 400 صفحة ولعل هذا العمل سمح لشعثان بطرق أبواب الادب أكاديميا ولكن أيضا التنزه في غابة السرد دون أن ينسى الشعر. غلاف رواية Ahmed Ben Mostapha, goumier بدأ شعثان تأملاته النقدية في الرواية وكتب مجموعة من الدراسات والمقالات النقدية حولها، ووجد نفسه على اثر هذا الاهتمام يحضر رسالة ماجستير في الدراسات الاستراتيجية· لدى شعثان الشيخ أكثر من ديوان شعري مخطوط ينتظر أن يطبع أحدها في اطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، سألته عن سر قلة نشره قال'' الآن مشروعي هو الكتاب أن أنشر مجموعة لا نصوصا متفرقة'' وهو يفكر في نشر مجموعة أعماله الكاملة، ولعل أهم ما يتفق عليه الكثيرون أن نصوص شعثان استثنائية ومهمة للمشهد الشعري الذي يعتقد أنه مازال مخطوطا وأن الذين يمثلون المشهد الحقيقي مازالوا لم يتمكنوا من الطبع· شارك شعثان في عدة ملتقيات بالولاية وخارجها وشارك في تنظيم عدة مهرجانات وملتقيات محلية، وهو يفكر رفقة زملائه في جامعة الجلفة، أين درس العروض واللسانيات والنحو العربي، في إصدار مجلة متخصصة تعنى بالدراسات الاستشراقية· شعثان الشيخ مازال يمارس الكتابة وقد فرغ من اتمام مجموعة شعرية جديدة إضافة إلى اهتماماته النقدية والفكرية